قصة قصيرة (1) الخطيئة لم يتجاوز نبيل السابعة عشر من العمر.. ولا يزال طالبا في الثانوية وعلى جانب من الوسامة وخفة الدم وهذا ما جعله محبوبا من الجميع.. ولانه كان واثقا من نفسه دفعه ذلك ان يكون اكثر حركة من رفاقه في المدرسة ومن اصدقائه ايضا.. كثير الملاطفة والمشاغبة ولكنها كانت مقبولة منه مهما تمادى بها… ارتبط بعلاقة حب قوية مع نانسي والتي كانت تصغره بعام واحد.. وهي ايضا محبوبة هادئة شقراء قد وهبها الله جمالا خلاقاً.. فكان الجميع ينشدها ويتوق الى التقرب منها او مصاحبتها.. ولكن قلبها الغض لم تفتح ابوابه الا لنبيل.. وكان ذلك من دون مقدمات او تحضير.. وكان تعارفها من خلال الذهاب والاياب الى المدرسة.. ولم يجد نبيل صعوبة في الوصول الى نانسي واطلاعها على حقيقة مشاعره.. فكان جريئا وهذا الصفة كانت يتحلى بها على الرغم من اعتراض اصدقائه عليه.. وكان نبيل يلتقي بنانسي بغيابهم عن المدرسة، وقضاء الوقت يجوبان الشوارع والمتنزهات وهما يتحادثان وكل واحد منهما يعبر عن عواطفه وعن لواعج نفسه.. ومرت الايام وهما على هذا المنوال.. ولكن نبيل كان في داخله شيء يثور ويتوق الى نانسي فكل ما فيها يثيره يشد تفكيره.. فما عاد يرى شيئا غير ان يغوص في اعماقها.. ان يكتشف ما وراء ثيابها.. من اشياء نافرة.. فكان كل شيء فيها مثيرا لحد الطغيان وهو يحلم ان يتوسد النهد منها وان ينام في ذلك الجمال الفتان.. وكانت هي ايضا تنتظر منه ان يحطم القيود ويمزق ما عليها من ثياب.. انها ثورة الشباب.. وكل ما كان يشغل تفكيره ان يتمكن من تقبيلها ان يطفئ نار الشوق الملتهبة في قلبه.. ولكن كيف السبيل وهو يلتقي بها في الشارع.. وكل ما يستطيع ان يفعله ان يمسك بيدها.. واخيرا ابتسم له القدر وسافرت عائلته الى محافظة اخرى وسيطول غيابهم لثلاثة ايام ولم يبق في الدار غيره ووالده الذي لا يعود الى البيت الا بعد ساعات متأخرة من الليل.. وراح نبيل يحلم بتلك اللحظات التي فيها سيتخلى بحبيبة العمر.. وانه سيمطرها بوابل من القبلات من اخمص قدميها حتى رأسها.. و و و و لم يترك شيئا الا ومر في مخيلته.. وكان ينتظر ان يزف الصباح حتى يسارع الى لقائها واطلاعها على الامر.. ولقد اطلعها على غياب اهله وامكانية اللقاء بينهما في داره الا انها رفضت ذلك خوفا من ان يراها احدا.. ولكنه اكد لها ان ذلك سوف لن يكون لانه سيترك الباب مفتوحا وما عليها الا ان تدفعه وتدخل من دون ان يراها احد.. وكانت هي خائفة من هذه المغامرة الا ان داخلها كان يرقص طربا لهذه الفرصة التي فيها تعيش لحظات من دون رقيب وتكون على كامل حريتها.. واخيرا وافقت على طلب نبيل الذي كان يتلهف وبشوق الى هذا اللقاء الذي طالما كان يحلم به.. فانه بعد لحظات ستكون عروسة البحر بين يديه.. ودخل قبلها الى الدار بينما ظلت هي وراءه بخطى متثاقلة حتى تترك وقتا بين دخوله ودخولها وكانت تلتفت يمينا وشمالا ولما لم تجد احدا في الشارع سارعت الخطى ودخلت البيت.. وكان نبيل بانتظارها عند الباب.. فما ان دخلت حتى استقبلها واخذ حقيبة الكتب منها وطرحها جانبا وعانقها بقبلة طويلة اودعها كل اشواقه وسحبها حتى غرفة الاستقبال وهما في ضم وعناق.. وكانت الهمسات تتعانى بكلمات حب اشد حرارة من النار.. وما جن جنون نبيل انه لاول مرة يلتقي بانسانة ويكتشف ويرى كل تقاطع وخفايا وزوايا جسدها.. وهاله جمالها الذي بين يديه فكل ما عندها يسيل اللعاب فارتمى باحضانها وهو يداعب منها الجبلان من نهدين رائعين واستسلمت هي له وقدمت له جسدها على طبق من ذهب.. فكانت تحت تأثير النشوة واشباع الرغبة.. ولم تمنعه من شيء.. فكانت تحبه بكل جوارح القلب وتمادى نبيل وطمع في قطف كل ثمارها مرة واحدة.. وكانت تدفعه ثورة جامحة قد عطلت تفكيره ولم يعد يرى سوى ان انثى ملائكيه بين يديه.. وانه فحل فارس يمتطي مهرة اصيلة.. ومارس معها لعبة الحب وصرخت هي كمن لدغها عقرب.. ودفعته جانبا لترى ان كل شيء قد تحطم تحت جناح الرغبة.. ولملمت نفسها وساعدها هو وكانت آثار الجريحة قد لطخت السرير.. فرفع الغطاء من على السرير.. واخفاه بعيدا في غرفته وجاء لها بقدح من العصير وارتمى الى جوارها وهي لا زالت صامتة وقد اخذها الخوف والذهول.. نبيل: اطمئني فاني سأعمل على الزواج منك.. قبل ان يلاحظ احد ذلك.. نانسي: كيف ونحن لا نزال طلاب.. نبيل: اتركي لي هذا الامر انا الذي اتصرف به فقط لا تخبري احدا بما جرى حتى اجد حلا نانسي: ولمن احكي وماذا اقول..؟ وتناول نبيل يدها وطبع عليها عشرات القبلات اما هي فكان جمالها وكانه قد ازداد عشرات المرات حتى ان نبيل بقى مشدودها وهو يرى وجهها وقد تورد واحمر وكأنه القمر.. واستطاع نبيل ان يدخل الاطمئنان الى قلبها واقنعها بان كل شيء سيصلح وكانت هي واثقة تماما من كلامه لما تعرفه فيه من اندفاع وجرأة ورغم القلق الذي اصاب نبيل للوهلة الاولى الا انه سعيد.. راض عن نفسه وعن فعلته وكان المارد في داخله قد استكان بعد ان اطفأ ثورته وزوابعه وبركانه.. وبعد يوم من هذا اللقاء كان لها لقاء ثاني فكانت نانسي حريصة على ان تسمع منه مرة ثانية ما قطعه لها من وعد وعهد.. ولما اطمأنت نست كل الجراح وارتمت من جديد باحضانه.. وكان لقاءا حارا سال اللعاب واختلطت حبات العرق وهما ينهلان من ينابيع الحب ما طاب لهما.. وهذه المرة كان لقاء روحيا جسديا اودعاه كل ما لديهما من اشواق وعواطف وحب.. ومرت عليهما ايام وليالي وهما يتلاقيان عند ذهابهما الى المدرسة.. وكانت الامتحانات العامة قد حانت.. فاصبح يراها بوقت اوسع حيث يذهبان الى كافتريا قريبة للحديث عن امرهما.. وكانت نانسي هذه المرة مخطوفة الوجه والقلق بدأ واضحا عليها. حتى انه اول ما شاهدها راح يسألها عن حالها.. فأخبرته بانها قلقة جدا ولا سيما بعد ان تأكدت انها حامل شهرين.. وتخاف ان يبان حملها ولا سيما ان عائلتها شديدة في الحفاظ على التقاليد والاعراف وكان هذا الامر يقلق نبيل ايضا.. ولقد اوعدها انه سوف يتحرك وبظرف اسبوع سيتقدم الى خطبتها.. ومرت الايام قاسية على نانسي وهي تحاول ان تخفي اعراض حملها عن اهلها.. ومشغولة التفكير بما سيفعله نبيل وينقذها مما هي فيه.. بينما نبيل قد وشوش باذن والدته خبره وما كان معه وما ان سمعت منه ذلك حتى لطمت على الخدين.. واستنكرت ذلك بشدة ونهرت ولدها على فعلته الشنعاء.. واخيرا وعدته خيرا.. وسرعان ما نقلت الوالدة الخبر الى والده الذي ثار ثورة كبيرة الا ان الام تعرف كيف تطفئ نار غضبه وثورته.. وارسل بطلب نبيل للاستفسار منه عن الامر وعما يعرفه عن اهلها.. وقص عليه نبيل الحكاية ولما سمع والده اسم ابيها حتى اطمئن.. وقال لوالده: هل انت متأكد ان هذا اسم ابيها.. فاجابه نبيل بالايجاب وسأل والده: وهل تعرفه؟ فأجاب الاب: اجل فسبق وان عملت معه بدائرة واحدة.. حتى تقاعد قبل سنة تقريبا.. واطمئن نبيل لسماع ذلك.. ولقد قامت ام نبيل بزيارة العائلة واطلاعهم على امر زيارتها بانها تريد زوجة لولدها ولقد استطاعت ان ترى نانسي ولقد اعجبت بها ودهشت لجمالها ورقتها.. ولقد وعدتها نانسي خيرا.. وانها سترسل الجواب لها بعد يومين.. وهنا بدء دور نانسي في اقناع والدتها بالقبول واستطاعت فعلا من ايصال الرسالة الى والدتها بانها مرتبطة بع بعلاقة حب.. وانه ولد صادق جاد ما دام جاءها من الباب وصدق بوعده.. محمد عباس اللامي – بغداد