بغداد- داليا احمد
اكدت وزارة السياحة والاثار بانها لا تملك الميزانية الكافية لصيانة المناطق التراثية، فيما اشارت لجنة الخدمات النيابية الى قصور دوائر الدولة في تحديد التخصيصات العمرانية.
وقال مستشار وزارة السياحة والاثار بهاء المياحي لـ(الزمان) امس ان (الوزارة لا تمتلك الميزانية الكافية لصيانة المناطق التراثية اذ ان امانة العاصمة كان لديها مشروع لاعادة اعمار شارع الرشيد وهي الجهة المعنية بذلك).
وضع امني
واضاف ان (القطاع السياحي يسهم بشكل كبير في استتباب الوضع الامني لانه يعد الجانب الوحيد الاكثر قدرة بحد ذاته على توفير فرص عمل للشباب وحرمان المنظمات الارهابية من تجميد عقول الشباب واستقطاب اكبر عدد منهم).
واوضح المياحي ان (شارع المتنبي والقشلة والكثير من المناطق التراثية تعد الان مؤهلة سياحياً الا انه لا يمكن ان نجزم بانها مناطق سياحية مقارنة بدول العالم بالمعنى ذاته نظراً للوضع الامني الذي يمر به البلاد)، وتابع ان (السائح من جميع انحاء العالم تستقطبه المناطق التراثية والسياحية في اي بلد كان لذلك تشهد تركياً والاردن في الوقت الراهن اعداداً كبيرة من السواح نظراً للاوضاع الامنية غير المستقرة التي تمر بها كل من العراق ومصر ولبنان وغيرها من الدول العربية). متمنياً من (الجهات المسؤولة ان تنهض بالبلاد بخطة شاملة يعمل عليها جميع السياسيين بمعرفة ماذا يعمل الطرف الاخر لان البلاد بوضع مؤلم وبحاجة الى الخدمات في كل مجالات الحياة).
فيما اشار عضو لجنة الخدمات والاعمار النيابية ثامر العلواني الى ان (هناك قصوراً في اداء عمل دوائر الدولة في تحديد التخصيصات العمرانية وتاثير نوع المحال واماكنها وبحسب طبيعية المناطق القديمة التراثية منها مثلاً سوق الصفافير واسواق المنسوجات المنزلية وغيرها من الاعمال الحرفية في بغداد كما هي في الدول الاخرى)، واضاف ان (المناطق التراثية القديمة تعاني من اهمال كبير على الرغم من انها تعطي اهمية كبيرة للبلاد منها شارع الرشيد والقشلة والمتحف البغدادي لانها تشكل طبيعة تراثية من المقاهي والمحال التي تحتويها بصفة خاصة).
وتابع العلواني ان (المتاحف البغدادية تعد منشآت البوابة في تعزيز مستوى البلد لدى السواح ليضع ملخص التاريخ لتلك الاماكن ولاسيما للزوار لذلك على الجهات المعنية تجاوز كل الظروف من اجل بناء الوطن وتعزيز الحضارة في العراق).
بغداد القديمة
الى ذلك يقول المواطن ابو طاهر ان (اغلب اماكن بغداد القديمة اصبحت صناعية او مناطق ورش لتصليح السيارات وبمجمعات كبيرة)، واضاف ان (الحكومة تخصص المليارات لبناء المؤسسات او اكساء شوارع العاصمة من دون فائدة ملموسة وكانها دعاية للاعمار لا اكثر لذلك نطالب من الجهات المعينة الاخلاص بعملها وتركيز اهتمام كبير للمناطق التراثية لاحياء حضارة العراق لا لتدميرها).
واوضح انه (ليست المناطق التراثية حسب وانما معظم انحاء العاصمة تعاني من الاهمال لرموزها ولاسيما الساحات اذ تشهد النفايات المكدسة بالقرب من الساحات والتماثيل للادباء والشعراء والسياسيين من رجالات العراق). وبين انه (اذا استطاعت الحكومة حل الازمات الكبيرة وقضايا ومطالب الشعب تستطيع بعد ذلك التفرغ الى الساحات والمناطق التراثية).
فيما يقول المواطن بدر عباس ان (شارع الرشيد والمتحف البغدادي وغيره الكثير من المناطق التراثية تشهد اهمالاً كبيراً من الجهات المعينة فضلا عن ان السكوت من وضع شرط وقوانين تساعد على احيائها يسبب اندثارها وانتهائها مستقبلاً).
واضاف انه ( لايمكن ان نتخيل دولة ما من دون مناطق تراثية حتى الدول الغربية ماتزال تحافظ عليها اكثر من غيرها بترميمها وتشجيع المواطنين على السكن فيها وجعل البعض منها مناطق سياحية).
اما الشاب انور تيسير اشار الى ان (اغلب وسائل الاعلام نقلت لاكثر من مرة معاناة المناطق التراثية منها شارع الرشيد اذ صورت تاريخه ومعاناته في الوقت الحالي لكن من دون جدوى)، واضاف ان (شارع المتنبي هو الاخر يعاني من الفوضى والاهمال الكبير على الرغم من انه ملتقى المثقفين والكتاب فضلا عن انه بدأ يستقطب الشباب عبر ندوات تدفعهم للقراءة لذلك على امانة بغداد ان تجعل منه مكاناً يليق بالرواد كباراً وصغاراً وعلى وزارة السياحة والاثار هي الاخرى ان تستثمره وتجعل منه مثالاً يعكس صورة ثقافة البلد لدى البلدان الاخرى نظراً لبغداد عاصمة الثقافة ولاسيما ان هناك رواداً اجانباً يزوروه).