الخدمات الخاصة – نعمة عبد الرزاق

نعمة عبد الرزاق

“إنه في زمن نوري السعيد، كان الشارع الذي يسكنه مسؤول أو (سمسارة!!!) تُبلّطه الحكومة”، وتُعنى به عناية خاصة، وبذلك ينتفع ساكنو الشارع من هذا الامتياز وامتيازات أخرى، فـ”تنكر” الماء الحلو يمرُّ على شارعهم مرّتين أو ثلاثاً في الأسبوع، والكهرباء تصلهم قبل غيرهم.

لذلك، لا أحد يستنكف من مجاورة (السمسارات!) أو المسؤولين، بل تصبح بيوتهم وبيوتهن علامات دلالة، فإذا أراد أحدهم أن يصف عنوان بيته، يقول: “بالقرب من بيت أم دريد” أو “في شارع أستاذ إسماعيل القيّمقام”.

أمّا اليوم، فقد تغيّرت طباع المسؤولين و السمسارات؛ فالخدمات الخاصة صارت لا تتعدّى أبواب بيوتهم، ويكابد الجيران الأمرّين وهم يتحمّلون ضجيج مولدات المسؤولين وقطع شوارعهم بالصبّات، وانتحال السمسارات صفات العفّة والشرف والتديّن والملايات، حتى اختلط الحابل بالنابل.

أنا شخصياً، أتفهّم أسباب انحطاط مستوى أخلاق المسؤولين، لكن ما لا أتفهّمه هو: لماذا “خربت” أخلاق السمسارات؟

مشاركة