الخبز في الوطن خير من بسكويت الأجانب – عبد الرضا محسن الملاّ
منذ كنا صغاراً تربينا على ان حب الوطن من الايمان وبدونه لا نعني شيئاً ويدخل في هذا المفهوم الاخوة الصادقة وعدم تعريض حياة الاخرين للخطر وصون عرضهم ومالهم ودمائهم واهلنا يطلبون منا ونحن في عز الشباب حفظ الاية الكريمة والتمسك بها ( واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ) والوطن هو الخيمة التي نستظل بها وتعد خيانته كفراً ، وتقدم بنا العمر ولم نفكر يوماً بمعاداته وخيانته مهما كانت الاسباب والدوافع وبقي العراق شارة نصر ابدية لكل الخيرين من ابنائه وخاب ظن من اراد له سوءاً ، وما بال اولئك الذين يتمتعون بخيراته وعيونهم على الخارج يلهثون وراء المال والجاه الزائل وتنفيذ اجندة خارجية لايذاء الوطن واضعافه وكما يقول احد المفكرين الاجانب بهذا الصدد لا يحضرني اسمه ( خير للمرء ان يموت في سبيل فكرته من ان يعمر طول الدهر خائناً لوطنه جباناً عن نصرته ) وعودة قليلاً الى بدايات عهد العراق الحديث الزاهر والذي جاء على اعقاب فترات مظلمة عاشها فان الملك فيصل الاول عمل جاهداً على لملمة وحدة الوطن بعد ان كان مشتتاً ومقولته الشهيرة عام 1921 ( اقول وقلبي ملآن اسى انه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من اي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد واباطيل دينية لا تجمع بينهم جامعة ) وفي العهد الجمهوري رسخ الزعيم عبد الكريم قاسم الوحدة الوطنية الصادقة في ضمائر ووجدان ابناء شعبه وكان دائماً ينادي بوحدة الوطن وتكاتف ابنائه بالقول والفعل لانه وطني وشهد له بذلك الاعداء قبل الاصدقاء وللتاريخ فان الرئيس عبد الرحمن عارف كان سعيه محموداً في وحدة الوطن واختلف عمن سبقه في اعادة الوطنيين لوطنهم من الغربة بعد ان تم نفيهم ظلماً وجوراً ، وما احوجنا في وقتنا الحاضر الى تكريس روح المواطنة في نفوس الناس لا فرقتهم وبلا مكونات طائفية او عنصرية ودعوات مشبوهة لاقامة اقاليم زائفة لتفكيك الوطن ووحدة ابنائه وان يكون قرار الدولة موحداً تمارسه السلطة التنفيذية لوحدها ولا تتجاذبه الاهواء والنزوات الشخصية وان يكون السياسي هو من يفكر في الوطن ومستقبل الاجيال لا بالانتخابات والامتيازات الشخصية والحال تقتضي وجود رمز يلتف حوله الشعب وبلا اراء متعددة كل يحوش النار لكرصته ، ويبقى خبز الوطن وكما رسخه في ضمائر ابناء وطنه الفيلسوف فولتير وبصمته الواضحة في الثورة الفرنسية الوطنية خير من بسكويت الاجانب واللبيب تكفيه الاشارة .
محام