بغداد – كريم عبد زاير
بيروت-الزمان
بدأ الجيش العراقي الأحد اعادة تأهيل قاعدة القيارة الجوية فوراً فيما اندفعت قواته للسيطرة على مركز ناحية القيارة وقرية مجاورة حيث يبدو واضحاً هروب داعش باتجاه الموصل وسوريا قبل قطع الطريق عليهم . ويتوقع ان تنتقل عمليات تحرير الموصل الى القاعدة ، الا ان مصدرا عسكريا قال ان ذلك لايتم قبل الانتهاء من الشرقاط والتكد من العزل النهائي للحويجة. وقال ضابط عراقي كبير، إن قاعدة القيّارة الجوية، جنوبي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، التي استعادتها القوات الأمنية، السبت، من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي، ستستخدم خلال فترة قصيرة لتقديم الإسناد الجوي للقطعات (الوحدات) البرية بعملية تحرير الموصل. وسوف تسهم في زيادة عدد الطلعات الجوية وسرعتها . وذكر العميد، يحيى رسول، المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة (تابعة للجيش العراقي) لوكالة الأناضول، إن “المدارج الخاصة بالطائرات في قاعدة القيارة العسكرية، لم تدمر باستثناء شيء بسيط، وباستطاعتنا إعادة تأهيلها سريعا”، مبيناً أنها “ستستخدم لتقديم الإسناد الجوي للقطعات العسكرية خلال عملية تحرير مدينة الموصل”. وأضاف المسؤول الأمني أن “البنى التحتية والمرافق الأخرى الخاصة بالقاعدة العسكرية مدمرة”، لافتا أنها “سيكون لها تأثير استراتيجي كبير على سير العمليات العسكرية المزمعة بإتجاه الموصل”. فيما حرق داعش في عملية يائسة خمسة حقول نفطية وهو يهرب من القيارة في دليل واضح على يأسه من العودة. وتشير قراءات مختصين في الاستراتيجيات الأمنية، إلى أن تحرير القاعدة سيكون له أهمية ميدانية، تتمثل بسرعة حسم بقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم في المحور الشمالي، فضلا عن جعل عملية تحرير الموصل أسهل في حال شرعت بها القوات العراقية. ويقول العميد الركن المتقاعد، عبد الكريم الجبوري، للأناضول، إن “تحرير قاعدة القيارة العسكرية سيفصل بين مواقع داعش في الموصل، ومواقعه في بقية المناطق سواء في القيارة او الشرقاط او حتى في الحويجة وبالتالي قطع طرق الإمداد بين الجانبين”. ويضيف الجبوري، إن “القوات العراقية تركز حاليا على إنهاء داعش في هذه المناطق قبل فتح جبهة الموصل”، مبيناً، إن “قاعدة القيّارة ستكون منطلقا لعمليات تحرير الموصل، وبالتالي ستكون العمليات أسهل باعتبار أن داعش ضعف فيها أولا وأن القاعدة ستكون مقرا رئيسا للقوة الجوية الرئيسة في الحرب ضد داعش”. و تقلصت مساحة سيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق بنسبة 12 في المئة منذ كانون الثاني/يناير بعد خسارته مناطق عدة في البلدين، وفق ما افاد مركز «اي اتش اس» للابحاث الاحد. وذكر المركز في تحليل نشره ان مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية التي تراجعت مساحتها في العام 2015 الى «78 الف كيلومتر مربع بنقصان 12,800 كيلومتر مربع» عن العام السابق «تقلصت بنسبة 12 في المئة خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2016». واعلن تنظيم داعش صيف العام 2014 قيام «الخلافة الاسلامية» على مناطق سيطرته في سوريا وابرزها الرقة (شمال) وكذلك في العراق المجاور. وقال المحلل في المركز كولومب ستراك «مع تقلص خلافة تنظيم الدولة ، بات من الواضح ان مشروع حكمه هو بصدد الفشل وتفضل المجموعة الان التمرد من جديد». ومني التنظيم في سوريا بخسائر ميدانية عدة، ابرزها في مدينة تدمر الاثرية في وسط البلاد، حيث تمكنت قوات النظام السوري بدعم روسي من طرد الجهاديين في 27 اذار/مارس. وبات مقاتلو التنظيم محاصرين داخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي تقع على طريق امداد رئيسي للجهاديينبين سوريا وتركيا المجاورة. وخسر التنظيم العام الماضي سيطرته على مدينة تل ابيض ذات الغالبية الكردية في محافظة الرقة، معقله الابرز في سوريا. ويخوض التنظيم في سوريا معارك على جبهات عدة ضد قوات النظام المدعومة روسيا وتحالف قوات سوريا الديموقراطية المدعوم اميركيا بالاضافة الى الفصائل المعارضة. في العراق، تمكنت القوات العراقية نهاية الشهر الماضي من استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة الواقعة على بعد 50 كليومترا غرب بغداد، في احد اكبر الانتصارات التي تحققها السلطات ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وخسر التنظيم العام الماضي سيطرته على منطقة سنجار في شمال العراق وعلى مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار. ولم يذكر المركز في تقريره اجمالي المساحة التي يسيطر عليها التنظيم في كل من سوريا والعراق. وكان البنتاغون اعلن في 16 ايار/مايو خسارة التنظيم نحو «45 في المئة» من الاراضي تحت سيطرته في العراق مقابل «ما بين 16 و20 في المئة» من الاراضي تحت سيطرته في سوريا.
ستراك « نتوقع للاسف زيادة في عدد الهجمات (…) عبر العراق وسوريا واماكن اخرى، بما في ذلك اوروبا». وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية اعتداءات دموية في دول عدة ابرزها في فرنسا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واسفرت عن مقتل 130 شخصا. كما تبنى اعتداءات بروكسل التي وقعت في 22 اذار/مارس واودت بحياة 32 شخصا. وتبنى التنظيم الشهر الماضي اعتداء اورلاندو في ولاية فلوريدا الاميركية والذي اسفر عن سقوط 49 قتيلا. وبحسب مركز جاين، انخفضت عائدات التنظيم الشهرية من ثمانين مليون دولار اميركي في اذار/مارس 2015 الى 56 مليون في اذار/مارس 2016. وقال المحلل في المركز لودوفيكو كارلينو «واصل هذا الرقم الانخفاض بنسبة 35 في المئة على الاقل». واعتبر ان من شان «الخسائر العسكرية الميدانية ان تؤثر على التماسك الداخلي لهذه المجموعة، كما تبين الزيادة الكبرى في عدد المنشقين منذ كانون الثاني/يناير 2016». وكان تنظيم داعش نشر الاسبوع الماضي شريط فيديو دعائيا يشرح فيه هيكليته التنظيمية والمجالس والهيئات التي يتولى عبرها ادارة شؤون 35 ولاية تابعة له، 19 منها في سوريا والعراق، على قوله.