فرهود التسوّق
الجمعة السوداء
اليوم اسعفت بمعلومة عن الجمعة السوداء على صفحات التواصل الاجتماعي كنت بحاجة اليها كوني اسمع ابنائي بلاك فرايدي بمواعيدهم مع اصدقائم للذهاب الى احد المخازن التجارية ويقلبون صفحات الفيسبوك ويزداد نشاط الدعايات في التلفزيون عن بلاك فرايدي للتسابق المخازن على بيع ما تكدس من بضاعة في مخازنهم انه راس المال الذي يجن جنونه بمثل هكذا مناسبات لروحك الجنة كارل ماركس وان ينعم الله عليك بالحوريات الحسان وهكذا تنتهي الجمعة السوداء دون ان اعلم الامتداد التاريخي لها ظهر فيما بعد ان الجمعة السوداء.
بعد الانتهاء من موسم الزراعة يتم تنظيف الارض وتسويتها ثم حرثها بسواعد العبيد السمراء في مزارع امريكا واهم المحاصيل التي يقدمونها لسيدهم الابيض هي القطن والحنطة والذرة حيث يتم التخلص من هؤلاء العبيد ببيعهم باسعار مخفضة بعد ان يتم الاحتفال بعيد الشكر الذي يسبق الجمعة وهو يوم الخميس هكذا هي الجمعة السوداء هي الجمعة الاخيرة من شهر تشرين الثاني شكرا للناشر النشط علاء فرمان لهذه المعلومة.
تذكرت قصصا كثيرة وقراءات عن المكون الاسود العراقي والذي يزيد على نصف مليون انسان افريقي اكثر وجودهم في البصرة كونها قريبة الى الدول التي تسوقهم بحكم التماس الجغرافي مع دول الخليخ حيث يتم شراؤهم من تلك الدول لاستخدامهم بالزراعة ومزارع النخيل والاعمال الشاقة اليومية الكثيرة وكان رب العمل يطعمهم اكله تسمى الهيس تتكون من طحن نواة التمر والزيت حتى تسد جوعهم لفترات طويلة من النهار.
قصص الأم
تذكرت قصص امي يرحمها الله عن الكثير من الوصايف جمع وصيفة وهي الفتاة الافريقية السمراء التي تخدم طوال النهار لقاء القضاء على جوعها تذكرت قصصها وهي تحدثنا كيف كان على الوصيفة ان تؤدي الاعمال اليومية الشاقة مثل طحن الحبوب العمل الذي لن ينتهي طوال العام تذكرت كيف كان صحابها يستثمرها للانجاب بعد ان يتم تخصيبها فكانت تخدم الضيف في المضيف وتقضي حاجته الجنسية اذا رغب بها. فأن جاء ذكر فقد حصلوا على عبد وان جاءت انثى فقد حصلوا على وصيفة لترث امها في الخدمة قد كتبت عدة قصص .
تذكرت صديقنا بالزعفرانية الذي كنا نسميه صالح الاسود ابن صديق والدي في الخدمة العسكرية وكان اسمه محل فارع الطول وسيم فقد منحته الدولة مفتاح احد الدور الـ 400 صالح ذاك الشاب الوسيم والخطاط باللغتين العربية والانكليزية والذي هجر العراق ستينات القرن الماضي الى المانيا تذكرت مقولته التي كنا نتناولها ونحن شباب والتي ارسلها برسالة الى امه التي تطلب منه العودة والتي يقول فيها كلب في المانيا ولا وزير في العراق.
تذكرت مرضعة الراحل المرحوم اخي عيسى بعد ان التقت بها والدتي بعد فراق اكثر من ثلاثين عاما وهي وصيفة كما كانوا يسمونها وكيف كان اللقاء والمحبة بينهن لتعاد علاقتهن من جديد والزيارات الكثيرة بينهن
تذكرت قصة وصيفة بيت عيدي وكيف تم تخصيبها من احد رجال الحامية الطبية الانكليزية ثلاثينات القرن الماضي وقد انجبت لهم فتاة انكليزية لتصبح الفتاة احدى زوجات الشيخ فيما بعد تذكرة أعويده وهي وصيفة كما كانوا يسموها وكيف تم تخصيبها من قبل العطار أعليوي الاعمى خمسينات القرن الماضي لتنجب لهم ذكرا ليصبح عبدا في المضيف بعد ان كب.
تجارة قذرة
ولا ننسى تاريخ الانسان الابيض بهذا النوع من التجارة القذرة وهي بيع العبيد كما لا ننسى التجار السود الذين يستربحون من هذه الصفقات التجارية انها تجارة الانسان بالانسان ما زال الانتقاص من المكون الاسود قائما الى يومنا هذا من خلال امراض الموروث الاجتماعي ولا ننسى شاعرنا الذي اقيمت الدنيا ولن تقعد على شعره لقرون وما زالت عندما يقول لا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد وهذا البيت من الشعر على لسان كل عربي ابيض
شاهدت فديو كيف يتم بيع العبيد في الاسواق السعودية حيث تم تحريم هذه التجارة في ستينات القرن الماضي ما زلت الفديوات تذكرنا بما كان السود يعانون من الاضطهاد في امريكا وكيف تمكنوا من انتزاع حقوقهم والاعتراف بهم مواطنين حالهم حال المواطن الابيض
يجب ان لا ننسى ازدهار تجارة العبيد في المنطقة العربية ومنذ انتشار التجارة والزراعة والحاجة للايدي العاملة.
موسى جاسب شنين – مدريد