الجماهير الجزائرية تشجع الاسبان

الجماهير الجزائرية تشجع الاسبان
طقوس شعبية في مشاهدة صراع الامم وإصرار على تحدي التشفير
الجزائر – وكالات: يعرف عن الجمهور الرياضي في الجزائر ولعه الشديد بكرة القدم الأوربية مثله مثل بقية الجماهير العربية، لذلك تكتسي بطولة أمم أوربا أهمية خاصة له تجعله يحرص حرصا كبيرا على متابعة مبارياتها سواء عبر الشاشة بالنسبة للغالبية خاصة محدودي الدخل، أو عبر التنقل إلى البلد الذي يحتضنها و متابعتها مباشرة من الملعب بالنسبة للأقلية من الفئة المحظوظة الميسورة الأحوال المادية.
ويعود تعلق الجزائريين باليورو إلى عشرية الثمانينات من القرن الماضي خاصة دورتي 1984 بفرنسا و 1988 بألمانيا الغربية الدورتين التين عرفتا مشاركة نجوم كبار أبرزهم ميشال بلاتيني وماركو فان باستن بأهدافهم السحرية الخالدة، فهناك عدد كبير من كبار السن من يتابع البطولة منذ السبعينات و يعتبرونها البطولة الأهم والأروع بالنسبة للمشاهدة.
عشاق اليورو
وأجمع العديد من عشاق اليورو الجزائريين ممن أخذت انطباعهم صحيفة إيلاف على أن ارتباط و تعلق الجمهور الجزائري بأمم أوربا و حرصه على متابعتها عن كثب مرده سببين اثنين : الأول فني ويتمثل في المستوى الراقي للبطولة وتواجد منتخبات عملاقة تضم في صفوفها تكتل من النجوم ممن يصنعون أفراح الأندية الأوربية وما يقدمونه من إبداعات تتجدد مع كل دورة بدليل أن جل الدورات شهدت ميلاد نجم جديد في سماء القارة العجوز.
مناوشات
ولا يقتصر ذلك على المدة الزمنية اليومية الممتدة من الساعة الخامسة لغاية العاشرة بالتوقيت المحلي التي تجرى فيها المبارتان بل يمتد النقاش والجدال قبلها وبعدها بساعات، حيث يدور النقاش وفي كافة الأماكن العام و الخاصة الرسمية والشعبية من مقاهي و حافلات ومؤسسات العمل وغيرها يتناول توقعات النتائج النهائية والمرشحين للفوز وأخبار المنتخبات المشاركة ومدى تأثير اللاعبين الذين غابوا عن البطولة على نتائج فرقهم وماذا لو حضروا. ويتباين إيقاع المناقشة حسب المباراة وحسب الفريقين المتباريين فأحيانا يخفت وأحياناً يرتفع لدرجة اندلاع المناوشات خاصة عندما يتعلق الأمر بمشجعين متعصبين.
وتختلف الأطياف العمرية لمتابعي اليورو والتي تشمل جل الأعمار مع سيطرة واضحة لفئة أقل من عشرين سنة خاصة التلاميذ على اعتبار أن تاريخ البطولة يتزامن مع انتهاء الموسم الدراسي مع ملاحظة أن المرأة الجزائرية و رغم حرصها على متابعة مباريا المنتخب الوطني إلا أن الأمر يختلف مع منتخبات أخرى.
ورغم متاعب التشفير التي بدأت مع يورو 2008 في النمسا و سويسرا ولا مبالاة القناة الوطنية اليتيمة إلا أن ذلك لم يزد الجزائريين سوى إصرار على متابعة البطولة بأي طريقة كانت، فمع اقتراب شهر يونيو تزاد حمى البحث عن القنوات الفضائية التي تبث المباريات دون تشفير، و بينما يكون ذلك شبه مستحيل قبل أشهر من تاريخها فان الأمر يختلف كلما اقترب حيث تبدأ بوادر انفراج أزمة التشفير تلوح في الأفق ومعه تزداد فرص مشاهدة البطولة مجانا في ظل وفاء عدة قنوات خاصة القنوات الألمانية لسياستها ببث مباريات اليورو والمونديال مجانا، لذلك يرتفع عدد مشاهديها في الجزائر و في المغرب العربي بشكل عام. وتتنوع طرق مشاهدة مباريات اليورو بتعدد أذواق وأمزجة المتفرجين فالبعض يرغب في مشاهدتها بشكل فردي داخل بيته ممن تسنح له ظروفه المهنية بينما يعمد آخرون إلى تنصيب جهاز تلفزيوني في محله التجاري أو مكتب عمله أو حتى في سيارته أو حافلته لمشاهدة المباريات دون الإضرار بالتزاماته العملية الشخصية أو العامة.
* متابعة جماعية
والبعض الآخر يفضلون المقاهي التي تتزين و تستعد لهذا العرس قبل انطلاقته بأيام ليكون المقهى في مستوى تطلعات زائريه، بداية باقتناء جهاز تلفزي حديث من الطراز الرفيع وبطاقة تشفير ومختلف أنواع المشروبات كما تزين جدران العديد من المقاهي بصورة كبيرة لمنتخبات ولاعبين يزداد رونقها لجلب زبائن أكثر و ترتفع معه نسبة المبيعات و الأرباح. ويفضل نوع آخر من المشجعين متابعة المباريات بشكل جماعي داخل بيوت احدهم ممن يمتلك بطاقة التشفير أو جهاز قرصنة.
وأما وفرة الحلول التي يوفرها القراصنة فان الخاسر الأكبر هو قناة الجزيرة الرياضية التي تفقد عددا معتبرا من المشتركين بسبب هذه الحلول و بسبب أيضا ارتفاع سعر بطاقتها و أكثر من ذلك الانقطاعات المتكررة لبثها رغم التطمينات التي تطلقها عشية انطلاق كل بطولة إضافة إلى ضعف مستوى الفنيين الذين تستنجد بهم لتحليل المباريات، والذين يكررون نفس الكلام تقريبا.
/6/2012 Issue 4237 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4237 التاريخ 28»6»2012
AZLAS
AZLAF