الجسد الذي تشابكت ذراعاه
نحن نعرف وعلى قدر علمنا بأن الاخطبوط هو من أكثر الحيوانات أذرعاً وليس (تذرعاً) هذا الكائن الذي لديه حاسة ربما تقارب الحاسة السادسة الموجودة عند السياسيين العراقيين الاسلاميين خصوصاً في حين لا توجد هذه الحاسة وقد يحلم بها الكثير لما لها من فائدة لأنها حاسة راقية قد يحصل الفرد الذي يتمتع بها على معرفة الكثير من الامور التي تكون سبباً لسعادته هذه الحاسة التي تفرد بها السياسيون الاسلاميون العراقيون؟ لم أرها تشتغل فهل يا ترى عطلت أم أنها في إجازة مفتوحة أعود لأقول بأن هذا الكائن (الاخطبوط) لم نجده يوماً قد اشتبكت أذرعه فيما بينها رغم كثرها فهي مبرمجة ولا يمكن أن تتقاطع أو تشبك مع بعضها البعض كما تشتبك وتتقاطع ذراعا السياسي العراقي الديني. هاتان الذراعان عند السياسي الإسلامي العراقي لم تستطيعا تحديد حركتهما فتراهما تصطدمان مع بعضهما البعض.
إن التشخيص الوحيد للخلل والتصادم الذي يحدث عند أي إنسان سببه خلل في المركز العصبي في الدماغ وقد حاول العلماء من الأطباء إيجاد دواء للقضاء على هذا الخلل فلم يفلحوا الا في الحد من نشاطه .. ولكن يا ترى هل استطاع المهيمنون على المؤسسات الدينية بما فيهم علماءهم ولا نقول سياسييهم الحد من هذا الاشتباك والتصادم بين اليمين واليسار السياسي الديني العراقي أم أنهما يتلذذان بهذا التشابك والتصادم. أليس هذا يعني أن اليسار السياسي الاسلامي يتعارض مع اليمين الاسلامي رغم أنهما يرتبطان بجسد واحد الا وهو الدين أليس هذا يعني أن اليد اليسرى عند الاسلاميين هي مناوئة لليد اليمنى وبالعكس.
إن هذا التشابك والتصادم بين هاتين الذراعين رغم ارتباطهما بجسد طاهر ألا وهو الدين لا يدل على شيء الا أن يدل أن هناك خللاً في الرابط الذي يربطهما بهذا الجسد ألا وهو المواطنة الصادقة وليس المزيفة هذه المواطنة التي يجب أن تكون له كالحبل السري للجنين الذي يغذيه من دم أمه ولكن أنىّ لهذا السياسي الذي لا يريد لهذا الرابط أن يظل يغذيه فتحرك حركة عشوائية فأصاب هذا الحبل الرابط بخلل سيكون سبباً في موته، ولكن بعد أن يحدث ألماً في جسد الأم الحاضنة لهذا الكائن المقيت الذي لا علاقة له بطبيعته ونشأه وخبثه وحركته العشوائية التي أصابت الحبل السري.
إن هذه الرابطة التي أضعفها السياسي الاسلامي العراقي بخبثه وجعلها ضعيفة فلا تكاد حلقة الوصل بينه وبين وطنه فتنقل له كل صالح هذا السياسي الغارق في حب الأنا المقيتة التي جعلت من ذراعيه تصطدمان بعضهما ببعض ، وإن هاتين الذراعين لا تعرفان طريقاً الا لفم صاحبهما ، ولا تعرفان فن التصافح مع الأخر فكيف تعرفان فن التصافح مع بعضهما البعض. إن هاتين الذراعين اللتين لا تعرفان التصافح مع الأخرين فهل يا ترى لهما علاج أم أن لا علاج لهما الا البتر..؟ سؤال موجه الى العقلاء والاغبياء على السواء.
فيصل اللامنتمي – بغداد
/5/2012 Issue 4212 – Date 29 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4212 التاريخ 29»5»2012
AZPPPL