الجزائر تعديل وزاري يعزز موقع المجموعة الأمنية
الجزائر ــ الزمان
عززت المجموعة الامنية في الجزائر قبضتها على السلطة بتغيير وزاري اجراه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مؤشر جديد على قرب مغادرته السلطة. وقالت مصادر لـ الزمان لقد شمل التغيير الوزاري الذي اعلن امس استبعاد وزير الخارجية مراد مدلسي المقرب من بوتفليقة. واوضحت ان التعديل على حكومة عبد المالك سلال شمل وزارات مهمة كالدفاع والداخلية والخارجية لكنه لم يتناول وزارة الطاقة.
وقالت تم تعيين الفريق قايد صالح رئيس اركان الجيش نائبا لوزير للدفاع ورمطان لعمامرة المفوض السابق للسلم والامن في الاتحاد الافريقي وزيرا للخارجية خلفا لمراد مدلسي والطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري وزيرا للداخلية.
وعاد بوتفليقة الى الجزائر بعد ان تلقى العلاج من جلطة دماغية وصفتها الحكومة بالخفيفة
واستمر غياب الرئيس الجزائري 82 يوما، بسرية تامة، فيما تباينت مواقف الجزائريين بين اللامبالاة و الارتياح . من جهتها، شككت تقرير وقتها من امكانية الرئيس الجزائري في مواصلة نشاطاته السياسية والرئاسية.
وخلف مدلسي رمطان لعمامرة 61 سنة خريج المدرسة الوطنية للادارة بالجزائر التي تخرج منها ايضا رئيس الوزراء عبد المالك سلال وسلفه احمد اويحيى.
وقضى لعمامرة كل حياته المهنية في المجال الدبلوماسي كسفير للجزائر في الامم المتحدة وفي دول عدة منها الولايات المتحدة والنمسا والبرتغال وجيبوتي كما عمل ممثلا دائما لبلاده في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويساعد لعمامرة في مهامه الامين العام السابق لوزارة الخارجية عبد المجيد بوقرة الذي تولى منصب الوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والافريقية، خلفا لعبد القادر مساهل.
واحتفظ بوتفليقة بوزارة الدفاع كما احتفظ وزراء مهمون آخرون بمناصبهم مثل يوسف يوسفي في الطاقة والمناجم وكريم جودي في المالية وعبد المجيد تبون في السكن وعبد اللطيف بابا احمد في التربية.
وتم تغيير مناصب بعض الوزراء كوزير الاشغال العمومية عمار غول الذي انتقل الى وزارة النقل وعمارة بن يونس وزير البيئة الذي تولى وزارة الصناعة ومحمد بن مرادي وزير السياحة الذي عهدت اليه وزارة العمل.
وتم تعيين سلال رئيسا للوزراء في ايلول 2012 خلفا لاحمد اويحيى.
وخرج من الحكومة وزراء حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الاغلبية في البرلمان والذين لم يؤيدوا انتخاب الامين العام الجديد للحزب عمار سعيداني الذي يلقى دعم بوتفليقة رئيس الحزب، كما اشارت الصحف.
ويتعلق الامر بوزراء النقل عمار تو والتعليم العالي رشيد حراوبية والصحة عبد العزيز زياري والبريد وتكنولوجيات الاتصال موسى بن حمادي والفلاحة رشيد بن عيسى، بينما لم يشمل التغيير الوزراء الذين لم يعلنوا معارضتهم مثل عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الافريقية والمغاربية الذي تسلم وزارة الاتصال والطيب لوح وزير العمل السابق والذي اصبح وزيرا للعدل.
كما خرج من الحكومة اللواء عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع والذي يشغل المركز الثاني في الترتيب البروتوكولي للحكومة، ليخلفه رئيس اركان الجيش الجزائري الفريق قايد صالح في منصب جديد تم استحداثه هو نائب وزير الدفاع.
ونائب زير الدفاع الجديد الفريق قايد صالح 73 سنة من المقربين لرئيس الجمهورية وكان الوحيد مع رئيس الوزراء الذي زار بوتفليقة في مستشفى فال دوغراس بفرنسا، بينما لم يزره الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق والذي تصفه الصحف الجزائرية بانه اقوى رجل في الدولة .
وشهدت الحكومة الجديدة تعيين احد عشر وزيرا جديدا منهم امراة واحدة هي زهرة دردوري مديرة سلطة الضبط للبريد والمواصلات التي اصبحت تشغل منصب وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال.
كما دخل الحكومة اربع ولاة محافظون لمدن كبيرة هم والي تلمسان عبد الوهاب نوري لتولي منصب وزير الفلاحة والتنمية الريفية وعبد المالك بوضياف والي وهران في منصب وزير الصحة ومحمد الغازي والي عنابة وزيرا مكلفا باصلاح الخدمة العمومية ونور الدين بدوي والي قسنطينة وزيرا للتدريب المهني.
وبالنسبة للمحلل السياسي رشيد تلمساني فان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زاد من قوته من خلال تعيين مقربين منه مثل وزير الداخلية الجديد الطيب بلعيز تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان ابريل 2014 .
ولم يعلن بوتفليقة موقفه من هذه الانتخابات في حين اعلنت كثير من الاحزاب دعمها له للترشح لولاية رابعة رغم عدم شفائه التام من الجلطة الدماغية التي اصيب بها في نيسان ابريل ونقل اثرها للعلاج في فرنسا لمدة ثلاثة اشهر.
والى جانب التعديل الحكومي الذي بدأ الحديث عنه في الاسابيع الاخيرة، تحدث وسائل الاعلام عن قرار لرئيس الجمهورية شمل تغييرا في جهاز المخابرات الذي يقوده الفريق محمد مدين.
وكان منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط قد قال ان عودة بوتفليقة ستضع حدا نهائيا للنقاش حول المادة 88 من الدستور الجزائري التي تقر بفراغ في السلطة في حالة اصابة الرئيس بمرض وتنظيم انتخابات جديدة في غضون شهرين على الأكثر. واستبعد المتحدث أن تؤثر عودة الرئيس بوتفليقة على الحياة السياسية الداخلية للحزب.
وأضاف الأمين العام لحزب النهضة فاتح ربيعي طبعا نحن سعداء بعودة بوتفليقة الى الجزائر. لكن عليه الآن أن يهيئ الظروف الملائمة لاجراء انتخابات رئاسية نزيهة في 2014 ويقدم جميع الضمانات لكي تتم العملية الانتخابية بشكل ديمقراطي وبحرية .
فيما قالت صحيفة ناطقة بالفرنسية، كيف يدخل بوتفليقة في فترة نقاهة جديدة بالجزائر بعد أن قضى أيام نقاهة في باريس؟ معنى هذا أن الرئيس الجزائري غير قادر تماما على استئناف نشاطه السياسي والرئاسي.
وأضافت أن عودة بوتفليقة أحيطت بكثير من السرية، الى درجة أن الوزير الأول عبدالمالك سلال الذي كان متواجدا في مدينة تيزي وزو لم يكن يدرك بأن بوتفليقة عائد الى الجزائر. والدليل على ذلك هو أنه علق الزيارة التي كان يقوم بها الى هذه المدينة وعاد بسرعة فائقة الى الجزائر من أجل استقبال الرئيس الذي غاب عن البلاد مدة 82 يوما.
AZP01