الجدال بين الرجال والنساء من دون علم
الأسلوب الأكثر شيوعا لبدء الرجال للمجادلات هو بأبطال مشاعر المرأة أو وجهة نظرها والرجال لا يدركون مدى ما يبطلون، على سبيل المثال يمكن أن يستهين الرجل بمشاعر المرأة السلبية.
وأكثر الأسباب شيوعا التي تبدأ بها النساء من دون علم الجدال هو أن لايعبرن عن مشاعرهن بطريقة مباشرة فبدلا من التعبير بطريقة مباشرة عن بغضها وخيبة أملها تسأل المرأة ومن دون علم (أو بعلم) أسئلة خطابية توصل رسالة استهجان وبالرغم من انه أحيانا لا تكون هذه الرسالة ما تريد أن تبلغه لكنها عموما ما سيسمعه الرجل.ومثال شائع جدا عندما يكون الرجل قد عمل شيئا ليضايق المرأة فمن طبيعته أن يجعلها تشعر بتحسن بتوضيح لماذا ينبغي أن لا تكون متضايقة ويبين بثقة أن لدية سببا وجيها ومنطقيا ومعقولا لما قام به انه ليس لدية فكرة بأن هذا الموقف يجعلها تشعر وكأنه ليس من حقها أن تكون متضايقة وعندما يوضح موقفه فالرسالة الوحيدة التي يمكن أن تسمعها هي انه لا يهتم بمشاعرها. أما بالنسبة للمرأة فهي تحتاج منه أولا إلى أن يسمع أسبابها الوجيهة لكونها متضايقة من اجل أن تسمع أسبابه الوجيهة، انه يحتاج إلى أن يضع توضيحاته قيد الاحتجاز وينصت ويفهم ببساطة عندما يبدأ بالاهتمام بمشاعرها ستبدأ تشعر بأنها مدعومة. هذا التغير في الأسلوب يتطلب تدريبا ولكن بالإمكان تحقيقه عموما عندما تشارك المرأة مشاعر إحباطها أو خيبة أملها أو قلقها فكل خلية في جسم الرجل تتفاعل بقائمة من التفسيرات والتبريرات المصممة للتقليل من أهمية تلك المشاعر. أن الرجل لا يريد أن يجعل الأمور أكثر سوءا وميله للتقليل من أهمية المشاعر.
ولكن أذا أدرك أن لردود أفعاله الداخلية الإلية في هذا الموقف نتائج عكسية يستطيع الرجل أن يقوم بهذا التغير، فمن خلال الوعي المتنامي ومن خلال خبراته بما ينفع مع النساء يستطيع الرجل أن يحدث هذا التغيير.
وكما أن المرأة تحتاج إلى التصديق فأن الرجل يحتاج إلى الاستحسان وهو موجود دائما عند بداية العلاقة، فأما أن تعطيه رسالة بأنها تستحسنه أو يشعر هو بأنه واثق من مقدرته على الفوز باستحسانها وفي كلتا الحالتين الاستحسان موجود.
حتى لو أن المرأة قد جرحت عن طريق رجال آخرين أو عن طريق أبيها فستستمر في بذل الاستحسان في بداية العلاقة، ربما تشعر هي بأنه رجل مميز ليس كالآخرين الذين عرفتهم.
ولكن تستطيع المرأة أن تتعلم الاعتراض على سلوك الرجل وفي نفس الوقت تستحسن ما هو عليه، ولكي يشعر الرجل بأنه محبوب يحتاج منها إلى أن تستحسن ما هو عليه. حتى لو كانت تعترض على سلوك الرجل، عموما عندما تعترض المرأة على سلوك الرجل وتريد أن تغيره فإنها لاتستحسنه من المؤكد انه يمكن أن تكون هناك أوقات تكون فيها أكثر استحسانا و اقل استهجانا له ولكن أن تكون مستهجنه له فهذا مؤلم ويجرحه.
معظم الرجال يخجلون كثيرا من الاعتراف بمدى حاجاتهم إلى الاستحسان وربما ذهبوا إلى ما هو ابعد من ذلك ليثبتوا أنهم لا يهتمون لذلك ولكن لماذا يصبحون فاترين؟ وغير وديين ودفاعيين عندما يفقدون استحسان المرأة ؟ لأن عدم حصولهم على ما يحتاجون إلية يؤلم.
لقاء محمد بشير حسن
/7/2012 Issue 4240 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4240 التاريخ 2»7»2012
AZPPPL