د. نزار محمود
اعلنت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا يوم أمس الأحد التمرد على قرارات الإدارة الأمريكية بخصوص إعادة العقوبات الاقتصادية ضد إيران بسبب عدم التزام الأخيرة باشتراطاتها، حسب ما تدعي الولايات المتحدة وبموجب ما يسمى بآلية “سناباك”، في حين ترفض تلك الدول الأوروبية ذلك بحجة عدم الزاميتها القانونية حيث لم تعد الولايات المتحدة عضواً في الاتفاقية منذ خروجها في شهر مايو من العام ٢٠١٨.
ولهذه الحكاية روايات مختلفة: فالأوروبيون لهم مصالحهم التي لا تنطبق مع المصالح الأمريكية تماماً في كل مجال وفي كل زمان ومكان، كما يقال.
أو ربما كانت هناك حياكة مريبة في توزيع الأدوار!
من ناحية أخرى فإن الانتخابات الأمريكية على الأبواب. ومن الطبيعي أن يستخدم الرئيس الأمريكي جميع ما لديه من أوراق لضمان فوزه بولاية ثانية. وبالطبع، فإن ورقة إيران ذات الألوان المتعددة، هي ورقة ثمينة في لعبة الانتخابات. فإيران تعني الكثير لترامب.
فهي تعني:
موقف دول الخليج ودعمها
موقف وعلاقة طهران من أمريكا
موقف إسرائيل واللوبي
مصالح روسيا والصين وكوريا الشمالية
موقف تطبيع الدول العربية مع إسرائيل خوفاً من إيران
الموقف من النفط والغاز الايراني
الأوضاع والمصالح في العراق
قضية حسن نصرالله وحزب الله
الأوضاع في سورية واليمن
كل هذه القضايا، وربما غيرها، تشكل صورة العلاقة والموقف الأمريكي من إيران.
وحيث أن للسياسة وجوه كثيرة، وأن الانتخابات الأمريكية لم تحسم بعد، ومن يدري إذا كان ترامب سيفوز أم لا، فإن الأوربيين يريدون المحافظة على مصالحهم أولاً، ويتفاهمون لاحقاً بعد الانتخابات الأمريكية، على قاعدة لكل حادث حديث.
من هنا فإنني لا أجد ما يثير الاستغراب من موقف الأوروبيين تجاه تهديدات هراوة إعادة العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد إيران، لا بل أستطيع أن أجزم أن الأوروبيين سيستفيدون منها!