معارضة ثقافية
التقارب الإيراني السعودي ضرورة – علي الشلاه
بغض النظر عما تناقلته وكالات الانباء من أخبار مؤكدة عن لقاء بين مسؤولين ايرانيين ومثلهم من السعوديين في العاصمة الحبيبة بغداد مطلع الشهر الحالي فان التقارب والتهدئة على الاقل بين الرياض وطهران قد أصبح ضرورة وهو ما يجب ان تؤول اليه الامور نهاية المطاف .
ولعل الرهان الجديد. على ضرورة رمي ايران بالبحر بدل رمي اسرائيل رهان خاسر سيكلفنا كعرب وكمسلمين دماء مضافة وثروات محذوفة وينعش آمال اسرائيل بالاجهاز التام على الفلسطينيين وقضيتهم هذا اذا كان فينا من يتذكر فلسطين والفلسطينيين اليوم .
ناهيك عن ايقاف مأساة بيت العرب الأول في اليمن والتي جرحت كل ضمير على هذه المعمورة باستثناء بعض بني جلدتنا من العرب.
ان استقرار المنطقة والتفرغ لتنميتها وتقدم ورفاه شعوبها لن يتحقق مادامت هذه العلاقة الايرا سعودية دموية ومتوترة وملتهبة في هذه الجبهات وجبهات عدة اخرى من بينها العراق ودول الخليج العربية ذاتها ، ولا ينبغي ان نفهم ان هذه العلاقات التي آن أوان شفائها سياسية أو عسكرية فقط بل هي في المقام الأول دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية ومن هنا تأتي اهميتها المضافة لانها تمثل مدرستين اسلاميتين مختلفتين وكلما ازداد التوتر فيها اشتعلت البغضاء والكراهية لا سيما في قلوب البسطاء والعامة مؤججة من أصحاب النوايا السيئة من مشعلي الحرائق و تجار الفتن والحروب والدماء النازفة .
ولابد من التذكير بأن المنطق والصيرورة التأريخية تقودنا الى حقيقة مفادها بأن هذا التقارب هو الحل الوحيد ولا حل سواه وستصل الاقدام اليه أجلا او عاجلا وقد خسرنا على طريقه ( عربا ومسلمين ) ما يكفي وزيادة من الدماء والثروات والدموع والمشاعر وان التوصل الى حل الان احفظ لكرامتنا كعرب من ان نصل اليه بعد عودة الأمريكان الى اتفاقهم النووي مع ايران ، تلك العودة التي باتت على مرمى ايام من التحقق.
ولابد أخيرا ان يدرك مرضى الحروب والطائفية بيننا ان الاصرار على هذا الخلاف لن تنتفع منه الا اسرائيل فقط وان التوهم بامكانية افناء ايران او تركيعها يعكس جهلا مركبا بحقائق التاريخ والجغرافيا وان العرب اذا لم يريدوا ان يكونوا اصدقاء لايران فليقفوا على الحياد على الأقل، فهو اسلم لهم وايسر ، وليتركوا اسرائيل تحل لهم هذه المشكلة وقد تحل لهم ايران مشكلة اسرائيل وذلك أرجح.