التغيير عبر صناديق الإقتراع – جواد العطار

التغيير عبر صناديق الإقتراع – جواد العطار

تعالت الدعوات والصيحات خلال الشهر الماضي في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق ، تركز على السلبيات وتبحث عن الفضائح والسقطات لمسؤولين او نواب او موظفين كبار بشكل متزامن وعلى ما يبدو مدروس ومدفوع الثمن. وما يثير التساؤل ان هذه الحمى المتزايدة انتقلت الى ساحات المحللين عبر شاشات الفضائيات؛ الكل يحلل ويتحدث عن التغيير القادم. بدأت القضية قبل شهرين تقريبا مع جدل طبيعي حول قانون الحشد الشعبي تحول شيئا فشيء الى تحليلات حول ضعف النظام في العراق وهشاشته والبحث الامريكي في تغييره… واستمر التصاعد الى تسريبات حول تصريح للرئيس الامريكي ترامب قبل ايام ‘بأنه سيشرف بنفسه على تشكيل الحكومة في العراق’ !!!.

ومما تقدم اعلاه ، نستخلص التالي:

  1. ان خاصية الأواني المستطرقة والانفجار الشعبي لا تنطبق على تصاعد الدعوات والحملات الممنهجة ضد العملية السياسية في العراق ، لانها لم تبدأ بوقت واحد وبشكل تصاعدي مما يدل على أنها بدافع وتدخل خارجي وليست عوامل داخلية موضوعية.
  2. ان اغلب المحللين والذين يسربون المعلومات الخطيرة عبر شاشات الفضائيات هم عراقيين مقيمين في الخارج او من مزدوجي الجنسية ، وما كم المعلومات التي يبثونها الا لجس نبض الشارع العراقي ولا تمت اغلبها الى الواقع بصلة.
  3. ان استغلال القضايا المحلية جنائية كانت ام لا ومحاولة تعظيمها هي وسيلة مراكز البحوث الغربية في قياس توجه الرأي العام وحسابات مستقبل خياراته.
  4. ان التسريبات حول تصريح الرئيس الامريكي ترامب بشأن تدخله شخصيا بتشكيل الحكومة العراقية القادمة يقصد به وبدون أدنى شك ، بعد اغلاق صناديق الاقتراع وانتهاء الانتخابات لا قبلها مثلما يفسره البعض ، لان امريكا هي من اقامت الديمقراطية قبل أكثر من عقدين في العراق بإسقاط النظام السابق ، وليس من المعقول ان تكون أول من يدمرها ، يضاف الى ذلك ان كلام ترامب لا يؤخذ في كثير من الاحيان على محمل الجد لانه مستعد للتراجع عنه وفق المعطيات والمصلحة والصفقات. هذا باختصار بعض ما يحدث ويسرب ويحلل حول الواقع العراقي الحالي متجاهلا النجاحات الحكومية الاخيرة في الاعمار والتنمية والاستقرار الامني وتجنيب العراق مخاطر الحرب في المنطقة… لن يتأثر العراق بالتغييرات في المنطقة بشكل كبير ، قد تطاله بعض الضربات الجوية الإسرائيلية المحدودة ليس اكثر لكنها لن تغير من الواقع شيئا ، واملنا كبير بالشعب وخياراته والمشاركة الواسعة وباقصاء الفاشلين والفاسدين واختيار الاكفاء في الانتخابات المقبلة ، لان الديمقراطية في العراق ولدت بعد عقود من الديكتاتورية لتعيش وتزدهر وتبقى.
مشاركة