التغيرات بعد الربيع العربي سلطت الضوء على دور تكنولوجيا الإعلام والاتصال
إعلاميون وخبراء يناقشون بالمغرب مستقبل الحكومة المحلية على ضوء الثورة المعلوماتية
الرباط ــ عبدالحق بن رحمون
دعا خبراء وباحثون واعلاميون من فلسطين، اسبانيا والمغرب البلد المضيف في ملتقى اعلامي الى ضرورة الاسراع في اخراج النصوص التشريعية المنظمة للتجارة الالكترونية، ورفع الميزانية والاعتمادات المخصصة لبرنامج المغرب الرقمي. ويذكر أن الدورة الخامسة للملتقى احتضنته مدينة الفنيدق شمال المغرب مابين السابع والتاسع آيار الجاري، وطرح على طاولة النقاش مستقبل الحكامة المحلية على ضوء الثورة المعلوماتية ، وفي هذا الصدد تم التشديد على تعميم استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة للزيادة في فعالية وكفاءة الحكامة المحلية، ما سيسهم في سرعة تدفق المعلومات، و تحقيق الشفافية في مستوياتها العليا. ويشار أن هذه الدورة تضمنت احدى فقراتها تكريم شخصيات بارزة كان لها عطاء وبصمة في حقل الاعلام، سواء في الصحافة المكتوبة أوفي مجال السمعي البصري، وهي لحظات كانت جد مؤثرة جدا، ومن الشخصيات التي حظيت بهذا التكريم والاحتفاء نذكر منهم أبو بكر بنونة، محمود معروف، أحمد الخمسي، الطيب بوتبقالت،خديجة البقالي ومصطفى القضاوي. ومن جهة أخرى شدد المشاركون في بيان تسلمت الزمان نسخة منه على التعاقد حول أرضية أو وثيقة تحدد علاقة المواطن والمجتمع بسلطة التكنولوجيا المعلوماتية، وتردع المخاطر المفترضة التي يمكن أن تفرزها الأخيرة، وتحمي ما يمكن لتكنلوجيا المعلومات أن تتلاعب به. بما أنها أصبحت سلطة وقوة طاغية منفلتة تهدد الخصوصيات والهويات. كما حث البيان الى سن خطة وطنية بعيدة المدى لامتلاك تكنلوجيا المعلومات بغرض تحقيق طفرات اقتصادية. ثم كذلك توفير الاطار القانوني الديمقراطي لعمليات معالجة الأخبار الرقمية بهدف استصدار القرارات الاستراتيجية، مما يعني ليس فحسب ميكانيزمات النظام الانتخابي والتمثيلي، وانما كل آليات الحوار والنقاش والتشاور عبر الدراسة والمعالجة والتقصي.
أخلاقيات المهنة
هذا ويذكر أن الدورة الخامسة لملتقى تطوان كان من تنظيم النادي المتوسطي للصحافة بشمال المغرب، وقد طرح المشاركون جملة من الأفكار والنقاشات والنقود في مجال المعلوميات، وتجدر الاشارة أن موضوع الملتقى يعد موضوعا مشوقا وخصبا وغير مستهلك، وبذلك تم الخروج من خلاله بمجموعة من الخلاصات والتوصيات، والتي شكلت أرضية ومرجعا أساسيا، حيث تم وضع مستقبل الاعلام تحت المجهر. ومن أبرز الأفكار التي طرحت على مائدة النقاش الدعوة الى تخفيض الرسوم والضرائب على التجهيزات الاعلامية لتمكين غالبية المواطنين من استخدامها. من جانب آخر تم التأكيد على ضرورة تحلي الصحافة الالكترونية بأخلاقيات المهنة حفاظا على مصداقيتها، وبأن الحرية والمسؤولية بندان يتكاملان في الممارسة الصحافية،سواء اكانت الكترونية أم ورقية.
صنع القرار
وقال الدكتور حديفة أمزيان، رئيس جامعة عبدالمالك السعدي في مداخلته ان الثورة المعلوماتية التي تكتسح اليوم عموم أرجاء المعمور، تفرض على عموم المتدخلين في عملية صنع القرار الوطني، اتخاذ مجموعة من التدابير والخطط المستعجلة، للتمكن من تحقيق الانصهار الفعلي في هذه المرحلة الجديدة والخطيرة التي يشهدها العالم، والتي تفرض على المنظومات التربوية الوطنية تحديات كبرى لعل من أهمها وأبرزها مجال المعلومات و الأخبار، التي تتوالد بالملايين مع مرور كل ثانية، الأمر الذي يفرض التوفر على رؤية علمية ثاقبة لانتاج المعاني العلمية والدقيقة المستخلصة من هذه المعلومات والأخبار المروجة رقميا. ما يعني القدرة على استصدار القرارات الصائبة والاستراتيجيات الوطنية . وأما بخصوص الصحافة الرقمية فأكد حديفة أمزيان على أن المعطيات العلمية تؤكد تحول المعاني المنتجة، والمعلومات والأخبار، كلية من الورق الى التقنية الرقمية، مما سيحدث آثارا من الناحية الاجتماعية بفعل التحول الذي سيطرأ على وسيلة وأسلوب تداول المعلومات والأخبار وهو ما سيفرز عادات وتصرفات جديدة للأفراد و الجماعات، وبذلك، سنبيت على أمم وشعوب افتراضية، مما يعني ولادة جيل جديد وأمم جديدة. كما ان الادارة الى جانب كل المؤسسات الموكول اليها أمر تدبير المحيط، باتت أمام تحدي خطير يقوده عالم النت. الذي يسنح بامتطاء الدرجات العليا في سلم الشفافية في تدبير مختلف المجالات والقطاعات المرتبطة بالحكامة الجيدة ان على المستوى المحلي أو الوطني . من جهته، دعا رشاد المايل، نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بمرتيل، الى ضرورة اعتبار هذا الملف ورشا استراتيجيا يجب على الجميع اعلان التعبئة من أجل تحريكه بما يعجل من تمكين المغرب من الانخراط الفعلي والعلمي في مجتمع المعرفة والثورة المعلوماتية .
الادارة المحلية
وأوضح محمد ادعمار، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، ان التغيرات التي تشهدها بلدان المنطقة في أعقاب الربيع العربي سلطت الضوء على دور تكنولوجيا الاعلام والاتصال داخل المجتمع وعلى مستوى الحكامة المحلية. والمغرب انخرط بشكل ذكي في هذا المسلسل مع الحفاظ على خصوصياته، وأن الخطاب الملكي لتاسع آذار 2011 وكذا الدستور الجديد الذي كرس ما لا يقل عن 12 مادة في مجال الحكامة المحلية، يعدان اعلانا ضمنيا عن فتح ورش تكنولوجيا المعلوميات بالمغرب، ما يفترض ضرورة اشراك السكان في الادارة المحلية بما يمكنهم من المساهمة في التنمية المستدامة . ومن جانبه قال رئيس النادي المتوسطي للصحافة بشمال المغرب عبدالسلام الأندلسي ان التدفق الغزير لملايين من الأخبار والمعلومات الرقمية على مدار الجزء من الثانية. ستكون له تداعيات خطيرة على مستوى أداء آليات وأجهزة البحث والتحري عن المعلومات والأخبار، والادارات العمومية والشبه العمومية والخاصة أيضا. وهذا يعني أنه لا مناص اليوم من استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة للزيادة في فعالية وكفاءة الحكامة المحلية، فمن شأن ذلك أن يسهم في سرعة تدفق المعلومات، ما يعني، تحقيق الشفافية في مستوياتها العليا . كما أكد المتحدث ذاته في مداخلته ان هذا الواقع، يستلزم ضرورة أجرأة و تفعيل الحق في الوصول الى المعلومة، ليس من حيث أنها تشكل لبنة أساسية للصناعة الاعلامية، ولكن من حيث أنها تجسد مبدأ الشفافية في مستوياته العليا، وتضمن صون المكتسبات الوطنية وتجسد الهوية المغربية كحضارة تضرب بجذورها أعماق التاريخ، ولا تقل شأنا عن الحضارة الفرعونية. ما يعني تربية نشأنا على أسس ومبادئ التعامل مع المعلومات، من حيث أنها تعني وتؤثث لكل ما سبق ذكره، وليس من حيث اعتبارها آلية من آليات الهدم والتخريب.
ومن جهة أخرى، يذكر أن النادي المتوسطي للصحافة بشمال المغرب، أبرم خلال هذا الملتقى اتفاقيتي شراكة مع كل من بلدية خوسكار في شخص عمدتها، وجمعية أندلس ميديتيرانيوم، وهي جمعية تعنى بالتعاون الدولي ودعم المشاريع التي تهدف الى خدمة قضايا التنمية بدول الجنوب، وتركز في برامجها على دعم التقارب مع المغرب ونصرة قضاياه.
/5/2012 Issue 4203 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4203 التاريخ 19»5»2012
AZP02