العجيلي : التغيير يحتاج لدراسة
التعليم يشكّل لجاناً لمراجعة مناهج الدراسات الإسلامية
بغداد – عادل كاظم
أكدت لجنة التعليم البرلمانية أن تغيير مناهج كليات الشريعة الإسلامية في الجامعات تحتاج الى دراسة (معمقة) وليس مجرد تصريحات لا تخدم أحداً.
وقال رئيس اللجنة عبد ذياب العجيلي في تصريح امس رداً على تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب أن (تلك المناهج يمكن أن تعدل إذا تضمنت مخالفة للشرع وتحريضاً على الإرهاب).
واضاف إن (التصريحات التي تتحدث عن تغيير مناهج كليات الشريعة أو إغلاقها لا تخدم احداً) مشددا على (ضرورة أن تكون هناك دراسة لمعرفة هل أن الذين تم اعتقالهم بتهمة الإرهاب هم من العراق أم خريجي الكليات الإسلامية). واوضح العجيلي أن (خريجي الكليات بعيدون عن الإرهاب، لكن ذلك ممكن أن يكون للذين هم مستوياتهم متدنية) مشيرا الى (أهمية إجراء دراسة لمعرفة من هم هؤلاء الموجودون في الكليات، والمناهج وهل تحتاج الى تعديل أم فيها خلل وشيء بعيد عن الإسلام والشريعة، أم اتت من جهات خارجة عن القرأن والسنة). وأكد ان (المناهج إذا كانت خارجة عن القرآن والسنة، بالتأكيد يصار الى إبعادها، أما اذا كانت تنسجم مع آيات القرآن والسنة، فتعديلها يحتاج الى دراسة معمقة وليس مجرد تصريح).
وتابع العجيلي ان (علوم بعض الكليات مستقرة، كالقانون وكليات الشريعة واللغة العربية والآداب، لكن تعديلها مستمر)، مشيرا الى (وجود لجنة واجتماعات مستمرة لعمداء الكليات في كل العراق ومن حقهم تعديل 15بالمئة من المناهج في كل سنة كونهم الأعرف بما تتضمنه مناهج كلياتهم، لذلك من غير المعقول انهم لا يعلمون بوجود دعوات للإرهاب في مناهج كلياتهم). من جانبها، شكلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لجانا متخصصة لمراجعة مناهج الدراسات الاسلامية في الجامعات بشكل علمي ومنهجي وتعديلها بما يضمن عدم انتاج متطرفين وقادة عنف يسيئون الى الاسلام والمجتمع، وفيما اشارت الى ان اغلب ما يسمون امراء تنظيم القاعدة هم خريجو كليات الشريعة والفقه ومنها تعلموا تطرفهم، مشددة على ان عددا من هذه الكليات صارت حاضنة للتطرف والتكفير والتشدد ولا بد مــــــــــــن خطوات جريئة لحماية المجتمع مما تخرجه من متطرفين.
ونقل بيان للوزارة تلقته (الزمان) عن الوزير علي الاديب خلال مؤتمر صحفي عقده عقب افتتاحه معهد العلمين للدراسات العليا في محافظة النجف، إن (الوزارة نفذت خطوات مهمة فيما يتعلق بمراجعة المناهج الدراسية، وعلى وجه الخصوص تلك المناهج التي تدرس في كليات الشريعة واصول الدين وايضا في الدراسات التاريخية)، مؤكدا أن (لجان المراجعة تعمل على اجراء تعديلات هدفها وقف انتاج التطرف والتشدد من داخل بعض الكليات التي تدرس مناهج اسلامية تقود الى صناعة متطرفين متشددين).
وتابع أن (معظم امراء وزعماء تنظيم القاعدة في العراق هم من خريجي كليات الشريعة في العراق، وهذا دليل على ان المناهج التي كانت سائدة في زمن النظام السابق ولم يتم تعديلها بشكل كاف ستواصل انتاج المتطرفين الذين يستبيحون دماء المسلمين باسم الدين والافكار الايدلوجية المتشددة)، واوضح الاديب أن (محاولات تشجيع الكليات التي تدرس الاسلام الوسطي على توسيع عملها لا يمكن ان يؤدي الى الكثير من التغيير الايجابي في حال بقيت كليات اخرى تدرس المناهج المتشــــــددة والداعمة للأفكار المتطرفة).
وتابع الاديب أن (الوزارة تعمل منذ مدة ليست بالقصيرة على عقد ورش خاصة بمراجعة المناهج اضافة الى عقد مؤتمر موسع بحضور عمداء الكليات في الجامعات حظي باجماع العمداء على توصياته الخاصة بمراجعة مفردات الدراسات الاسلامية وتعديلها، فيما سنعقد مؤتمرا اخر لمراجعة مفردات التاريخ الاسلامي من اجل دعوة من يقرأ هذه الكتب او المناهج الى المنهج الاسلامي الوسطي الذي يؤكد على التعاون بعيدا عن الكراهية والاختلاف مع الاخر).
ويرجح الاديب أن (ما يحدث اليوم في العراق من عنف وخلافات اساسه الثقافة المشوهة التي انتجتها الثقافات المتشددة، وينبغي ان نعيد النــــــــــــظر في كل ما انتج هذه الثقافة المشوهة وعلى رأسها المناهج الخاصة بالدراسات الاسلامية والتاريخية).