التعليم يؤسس مركز الوردي للدراسات

لمعالجة الظواهر الإجتماعية في العراق

التعليم يؤسس مركز الوردي للدراسات

بغداد – عادل كاظم

أسست وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مركزا متخصصا في الدراسات الاجتماعية يحمل اسم العلامة علي الوردي يعنى بدراسة المجتمع وتقديم الدراسات التطبيقية والاستطلاعات الميدانية  التي يفاد منها في اتخاذ القرارات .

 ونقل بيان للوزارة تلقته (الزمان ) امس عن الوزير علي الاديب قوله إن (الوزارة تستكمل استعداداتها لإطلاق مركز متخصص في الدراسات الاجتماعية يحمل اسم  العلامة علي الوردي يعنى بدراسة الظواهر الاجتماعية في العراق وتأثير العوامل الاقتصادية والتعليمية والديموغرافية والفكرية في حركة المجتمع العراقي).

وأضاف أن (المركز سيسهم في تحليل وفهم ما تعرض له المجتمع من تحولات خلال العقود الماضية وتأثير الحروب المتلاحقة وسياسات القمع وعسكرة المجتمع التي اتبعها النظام السابق في بنية المجتمع).

واوضح الاديب  أن (أعمال المركز ستدرس أيضا آثار الحصار الاقتصادي على نسيج المجتمع بكل طبقاته وأسباب ظاهرة العنف في المجتمع من منظور جنائي وتأريخي وفكري وأن المركز سيكون له ميزانية مستقلة ومقره الرئيس في بغداد ويضم وحدات بحثية ومحطات في مختلف الجامعات المنتشرة على امتداد المحافظات).

وتابع أن (المركز يعمل على إجراء البحوث والدراسات التطبيقية والاستطلاعات الميدانية التي يمكن أن تنتفع منها الدولة  في عملية صناعة القرار المتعلق ببنية المجتمع  وان ما تعرض له المجتمع من صدمات وآثار طالت كل طبقاته الاجتماعية خلال أكثر من نصف قرن تحتاج الى المزيد من البحث المعمق والدراسة العلمية التي تتيح لنا فهم هذه الآثار والعمل على اقتراح الحلول التي تتناسب معها).

من جهته قال المدير العام لدائرة البحث و التطوير التابعة للوزارة محمد عطية السراج إن (دائرته ناقشت مع المعنيين بعلم الاجتماع في العراق تفاصيل عمل المركز وهي تطمح الى أن تكون تجربة مركز علي الوردي تجربة متفردة من حيث الهيكلة وآليات العمل المتبعة فيه  لما يحمله هذا النوع من الدراسات الاجتماعية من أهمية على صعيد تحقيق التنمية المستدامة في العراق  وتحليل الظواهر الاجتماعية التي تسود في المجتمع).

 اضاف أن (المركز  سيكون إضافة مهمة للمراكز البحثية العراقية المتخصصة والتي تجاوز عددها الـ 97 مركزا بحثيا حتى الآن وأن اطلاق اسم الوردي على المركز من قبل الأديب، هو جزء من تقييم الوزارة للعلماء البارزين الذين قدموا عصارة حياتهم لخدمة الحركة التعليمية في العراق).

واشار البيان الى ان (علي حسين محسن عبد الجليل الوردي الذي اطلق اسمه على مركز الدراسات الاجتماعية يعد واحدا من ابرز علماء الاجتماع في العراق ولد في بغداد في مدينة الكاظمية عام 1913 وترك مقاعد الدراسة عام 1924 ليعمل صانعاً عند احد عطاري المدينة ثم عاد والتحق بالدراسة المسائية حتى حصوله على المرتبة الثالثة على العراق في الدراسة الثانوية، ليحظى بعدها ببعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم حصل على بعثة أخرى الى جامعة تكساس الامريكية لينال شهادة الماجستير عام 1948 وشهادة الدكتوراه عام 1950 واشتهرت حينها عبارة رئيس جامعة تكساس عند تقديمه شهادة الدكتوراه للوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع).  واكد البيان ان (للوردي العديد من البحوث المهمة والكتب والمقالات وكتب عنه الكثير من المفكرين والعلماء أبرزهم سلامه موسى وعبد الرزاق محيي الدين فضلا عن مئات الصحف والموسوعات والكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه.

كتب الوردي ثمانية عشر كتابا ومئات البحوث والمقالات  خمسة كتب منها قبل ثورة 14 تموز 1958 وكانت ذات أسلوب أدبي و نقدي ومضامين تنويرية جديدة وساخرة لم يألفها القارئ العراقي آنذاك، ولذلك واجهت أفكاره وآراؤه الاجتماعية الجريئة انتقادات لاذعة  وبخاصة كتابه  وعاظ السلاطين وبحث الوردي في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث و نحو  150 بحثا مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد).

مشاركة