التعليم ومستقبل الدولة – ياسر المتولي
لا يختلف اثنان على ان مقولة “التعليم .
هم ركائز بناء الدولة والمستقبل ” ويمكن ان نعد هذه المقولة نظرية كونها تستند الى اهمية راس المال البشري وتنميته للبناء المنشود .
ولو اسقطنا هذه النظرية على واقع التعليم في العراق لوجدنا ان هناك خللاً كبيراً ينم عن سوء التخطيط لذلك نرى اليوم الى اي حد وصل به التراجع بعد ان كان العراق مناراً للعلم ومنبعاً للعلماء.
اسباب التراجع
ولعل من المفيد تشخيص اسباب التراجع واقتراح الحلول .
بعد العام 2003 اطلق العنان في توسيع دائرة قبول جميع خريجو الدراسات الاعدادية في الجامعات بغض النظر عن شرط المعدل كاساس للقبول .وبدى هذا التوجه في بادئ الامر يهدف في توسيع التعليم بوصفه حق من الحقوق المكتسبة للجميع وباعتباره احدمنجزات الديمقراطية . الا ان هذا المنهج اصطدم فيما بعد بتحديات جمة في مقدمتها الزيادة الحاصلة في حجم نمو السكان قياساً بعدد الجامعات العراقية الحكومية المتوزعة في عموم العراق . هذا مؤشر لخلل في التخطيط وللقرار غير المدروس ،، الامر الذي استدعى الى تاسيس جامعات اهلية خاصة لتتقاسم مع الحكومية هذا الكم الهائل من اعداد الطلبة خريجي الدراسات الاعدادية مع شرط قبول الجميع كمنجز من منجزات النظام الديقراطي . الان ان المشكلة كانت اعمق تتعلق بسؤال مهم اين سنذهب بمخرجات هذه الكليات ؟ مع محدودية الوظائف الحكومية وعدم القدرة على استيعاب هذه الاعداد وتزامن هذا القرار مع غلق المعامل والمصانع والشركات الانتاجية الزراعية والصناعية بعد قرار العنان لاستيراد كل شيئ .
لذلك تجد ان النتائج المتحصلة جراء هذا المنهج اخذت بالانحراف عن الهدف من وراء اطلاق القبول فادى ذلك الى ان الجامعات تقوم بتخريج عاطلين عن العمل فتراكمت البطالة بارقام غير مسبوقة وبذلك يمكن ان نلخص اسباب التراجع في التعليم الى عوامل اخرى اضافة الى التي ذكرناها ومنها : ان الحصول على شهادة جامعية هو مصدر الرزق من خلال الظفر بفرصة عمل وهنا يكمن الخلل والسبب في تراجع مستوى التعليم وذلك لتكريس
ثقافة التعويل على الدولة في الحصول على فرصة العمل ( وظيفة حكومية )
وهنا برزت لدينا معضلة نمو البطالة بارقامفلكية .هذا الواقع انعكس على سلوك الطلبة .
شهادة جامعية
في عدم الاهتمام بالعلم وحصر التفكير بالحصول على شهادة جامعية لتعليقها في صالات استقبال المنازل لعدم جدوها . امام السبب الاخر وهو لايقل اهمية عن سابقه هو انحراف اهداف ومحتوى تاسيس الجامعات الاهلية بعدان كان تاسيسها في بادئ الامر عامل منافسة مع الجامعات الحكومية وسبب هذا التراجع ان تاسيس الجامعات الاهلية اصبحت تجارة مربحة الاجازة باسم مختص والعائدية لمستثمر يتحكم بالجامعة حالها حال الصيدليات الاهلية
الاجازة مستوفية لشروط التاسيس باسم صيدلي والعائدية لمستثمر من خارج الاختصاص ولك ان تتصور حجم تاثير هذا الخلل البنيوي في التاسيس .والسبب الثالث والاهم والاخطر هوشمول الكفاءات التدريسية الكفوءة بالسن القانوني مما زاد الطين بله ما ادى الى نقص بالكادر العلمي
واخيراً ( عقدة الدكتورا) حيث للاسف اصبحت شهادة الدكتورا والماجستير تشترى .
بخمسة الالاف الى عشرة الاالاف دولار من العديد من الدول !!!!!!!
فكيف سيكون حال التعليم ؟
نحن بحاجة الى مراجعة حقيقية لواقع مسيرة التعليم حتى نتمكن من جعله
ركيزة من اهم ركائز بناء الدولة
وبناء المستقبل .
المسالة بحاجة الى مراجعة
وحسن تخطيط .وارادة وطنية وحقيقية
للتغيير والحلول.