التعليم الإلكتروني .. ما له وما عليه – لبنان الشامي 

التعليم الإلكتروني .. ما له وما عليه – لبنان الشامي

تواجه المؤسسة التعليمية  تحديات كبرى بسبب  جائحة كورونا  واحتمالات  استمرارها في العام الدراسي المقبل  سريعا ليطرق أبواب جامعاتنا  الحكومية  ام الاهلية  ، واقع الحال  هناك ضرورات لحوكمة نموذج التعليم الالكتروني  بعد ان  شابه الكثير  من الأخطاء  تتمثل في  الحضور  غير النوعي  لمشاركة الطلبة في المحاضرات ، حين تتيح المحاضرة الالكترونية تسجيل الطالب  حضوره من دون قدرة الأستاذ على  التعامل  الواقعي  بوجود  ذلك الطالب  من عدمه، مما يجعل  المحاضرة مجرد تسجيل فديوي من  دون أي  تفاعل  بين  المحاضر  وطلابه  .

 يضاف الى ذلك فكرة  الامتحانات  الالكترونية بنموذج الكتاب المفتوح ”  وفيها الكثير  من الأمور  التي  تجعل  الطالب  امام  مهمة قد تبدو في بعض الأحيان سهلة حسب  نوع  الأسئلة الامتحانية، فضلا  عن  مناقشة الاطروحات الجامعية وما يمكن ان يحصل فيها  من مداخلات  وامور  ما زال الكثير  من الأساتذة غير قادرين على تجاوز بعض العقبات التقنية  .

كيف يمكن  حوكمة   التعليم  الالكتروني؟

 من تجارب الأمم والشعوب  ظهور  استخدام تقانة الاتصال في التعليم  ، وهذا يتطلب  أصلا ان يتدرب  كل  من الطلاب  والأساتذة على هذه التقنيات  الاتصالية  عبر  أنظمة باتت  منتشرة لعل ابرزها  ” غرفة الدراسة ” على تطبيق غوغل، فضلا  عن بعض الأنظمة الأخرى التي  تطور  هذا البرنامج الالكتروني  وتضيف او تحذف  منه بعض الأمور  كل  حسب  اجتهاده .

المطلوب عراقيا ، ان  تنهض  الجهات العراقية المختصة  في  وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  بإصدار نسخة عراقية من  هذه البرامج لضمان امن برتوكول  الاتصال أولا ، وسهولة الاتصال  ثانيا من خلال ربط هذا البرنامج  مع برتوكول  الاتصال بالشبكة الدولية ونفاذها في العراق، مما  يمكن  الكثير من الطلبة  والأساتذة من الاتصال الاسهل عبر هذ ا البرنامج المنتظر  .

  الامر الثاني، ان يصار الى اعداد بنك بالمحاضرات، تحول الكتب الاكاديمية الى هذا البنك، مما يجعل المحاضرة نقاشية تفاعلية  بين الأستاذ والطالب ، وليس مجرد الاستماع  للمحاضر من قبل الطالب  حسب الطريقة التقليدية  في الصف الاعتيادي ، بذلك نضمن وجود  الطلبة مع  الأستاذ  وتفاعلهم مع المحاضرة وليس  التسجيل  فقط  من دون أي  تفاعل  مشترك.

 الامر الثالث ،ان يتضمن البرنامج المقترح عراقيا ما يعرف برجع الصدى للمحاضرة من خلال  الواجبات المنزلية التي يتطلب من الطلاب الدخول على رابط المادة الدراسية وادائها مباشرة على هذا الرابط مثل التحضير اليومي ، وأداء الامتحانات اليومية السريعة التي يضعها الأستاذ للطلاب ، بما يضمن النسغ الصاعد  من الأستاذ  المحاضر والنسغ النازل من الطلاب وتوثيق كل ذلك على رابط المحاضرة الذي يضمن الشفافية ما بين تفاعل  الطالب  وحسن أدائه  وتقييم  الأستاذ المحاضر له  في درجات التقييم الفصلية .

 الامر  الرابع ، نعم  من المفيد  وجود بنك للأسئلة الامتحانية  ، لكن بشرطها  وشروطها  المتمثلة ان تشمل  جميع  أبواب  المادة  وتستخدم  نموذجا  متجددا في كل امتحان تختلف  عن سابقه  من خلال  تنوع هذه الأسئلة بما يجعل الطلاب امام نموذج  جديد  غير  مكرر ، واعتماد مبدأ العصف الذهني  في اغلبية هذه  الأسئلة وليس  الأسلوب التقليدي للشرح  من متن الكتب .

بانتظار  ظهور  مثل هذا البرنامج التقني العراقي للتعليم  الالكتروني ، يبقى الأستاذ والطالب  امام تقنيات اجنبية  عربت من قبل  جامعات عربية ، لابد  من توافر  خبرات  اكاديمية متخصصة في كل  جامعة  حكومية  او أهلية  لاختيار افضلها  ونسال الله التوفيق لكل  طلبتنا الأعزاء ولكل العراق في  تجاوز هذه الجائحة انه سميع  مجيب

 * عميد كلية بغداد للعلوم الاقتصادية  الجامعة

مشاركة