التعليم الألكتروني تنظير وليس تطبيق – سيد عباس العيد

التعليم الألكتروني تنظير وليس تطبيق – سيد عباس العيد

أصبح التعليم عن بعد قضية مهمة لفئة كبيرة من المجتمع المتمثلة بالطلبة واساتذتهم وعوائلهم ، وهنا في هذا المقال لا يمكن حصر كل سلبياته او حتى ذكر إيجابياته ، فالحديث عنه طويل وكثير و واسع ، ولكن التحدث بالشيء اليسير عنه أفضل من لا شيء خدمة للعملية التربوية ، لذا سنختصر ذكر الأسباب والمسببات والطرق الناجعة للنهوض به عبر تلك النقاط …

تجديد حياة

– قطعا “التعليم الالكتروني” بعد أن كان خيارا اصبح ضرورة ، بل ضرورة ملحة بسبب إستفحال الفايروس وتطوره وتجديد حياته التي قد تمتد مع نهاية الوجود البشري لا سامح الله تعالى

– مع إن لهذا التعليم إيجابيات ، إلا إنه كان وما يزال صدمة لكثير من الطلاب والأساتذة ” ومن وجهة نظرنا هو صدمة حتى لبعض العوائل المتعففة من حيث الوضع المعيشي لهم ” ، والدليل حدثت إخفاقات كثيرة وكبيرة بالعام الماضي من حيث تواصل بعض الطلاب مع الدروس إلكترونيا ، كذلك لم تكن إجابات الطلبة مقنعة عند الأساتذة فحسب ، بل حتى حصولهم على علامات الإختبارات المتفاوتة لم تكن منطقية إطلاقا عند عامة الناس

– وبعد كل تلك المعاناة التي لا يمكن حصرها لكثرتها ، إلا أننا يمكن ان نضع أمام أنظاركم مثال واحد ، طالب يشكو لإستاذه عدم وجود برج أنترنيت أصلا بالمنطقة التي يسكن فيها، فكيف به أن يتواصل مع الاستاذ إلا بالخروج خارج الديار وبكل محاضرة ! وغيرها من المعاناة الأنترنيتية في البلدان الفقيرة التي تتلكأ فيها أبسط الخدمات ومنها الكهرباء

– قد يمكن ان نسمي المتعلم بالدراسات الإنسانية متخرج من هذا التعليم ، ولكن لا يمكن ان نسمي هذا متخرج طبيب أو مهندس لطبيعة عمل تلك الأختصاصات العلمية العملية ، وهنا يقف التعليم الالكتروني عاجزا من خلق طبيب ماهر ومهندس مبدع

– اما غياب الطالب عن المحاضرة فتتساوى فيها الأعذار ولا يمكن مراعاة ضروف المتغيب لعدم علم حقيقة عذره

سلبيات التعليم

– تكمن سلبيات هذا التعليم مع طبيعة أهمية التفاعل والحوار ما بين الطالب والأستاذ ، بالتأكيد تلك السلبية ستقطع صفة الإبداع لدى المتفوقين ، نهايك عن إستحالة تقويم وتقييم الطلبة مع حضور إجابات صماء ميتة غير حية

– لا ننسى المجتمع الذي كان له الدور الكبير في تراجع هذا التعليم بعد أن نظر له نظرة دونية وبإستهزاء حتى تم تسقيطه

– وهنا يبرز إجتهاد وعمل القائمين بالعملية الاتصالية المدرس والطالب ، مع ظهور الحلقة الأهم المتمثلة بالدولة للنهوض بهذا التعليم ، ولو إن تلك الحلقة الأخيرة دائما ما تجدها مفقودة باغلب الدول العربية ، وكل ما يخطط من قبلها تجده حبر على ورق تنظير بدون تطبيق

– اخيرا سواء حقق هذا التعليم ما نرجوه ام لم يحقق هو آمر مفروض يجب العمل به وإتقـــــــانه بالرغم من إنه أعمى امام الفـــــــــروق الفردية للطلاب ، وعدم وجود أرض خصبة وقاعــــــدة واقعية حقيقية بين المدرســـــــــــين والطلاب وأهليهم ، ناهيك عن اوقات المحاضرات المتفاوتة الأزمــــــــــــــنة التي قد تلائــــــــم الأستاذ ولا تتلائم مع الطالب ، لذا وجب مراعاة ذلك من كل الأطراف التي ذكرناها مع جزيل الشـكر والعرفان..

 – بغداد

مشاركة