الحداثة والواقع
التعبيريون والإنطباعيون
من البديهيات التي يجب ان تكون حاضرة عند قيام الحداثة بمفهومها العام.عدة امور منها..
..الانسان كقيمة عليا وذات حاضرة مستقلة وغير مرتبطة او جزء من كيان معين… اعتماد العقل كمصدر بفراسته وحكمه على الأشياء بمقبوليتها من عدمه.
..النظرة المستقبلية.اي التحرك الى الامام نحو الافضل بمعيار التقدم
ولاتتحقق النظرة المستقبلية الا بالاعتماد على العقل وحكمة من خلال الايمان بقيمة الانسان كذات حاضرة.
حيث ان العقل الجمعي لابد ان يكون متسماً بالثبات وغير متغيير تابعا لأرادة السلطة بأي انواعها الدينية او الدنيوية.
ان رفض نسق العلاقة بين السبب والنتيجة التقليدية بخصوص الحداثة والعقدة والحل يظهر الواقعية والطليعية والتي هي اتجاهات جديدة تقود الى نتائج عديدة منها تعميم الزمان والمكان وهنا تكون الشخصيات نموذجية اكثر منها ذات خصوصية فردية.
حيث ان عكس الادراكات الذهنية عن الوضع الانساني يرفض الانقياد الاعمى ولو بصورة غير مباشرة وذلك بما يربطه من علاقة بالوعي الجمعي.
علاقة مباشرة
ان مفهوم الحداثة هي نسق و نظام يعكس العلاقة المباشرة مابين المتكلم والمتلقي..لكن الحدث هو المشاركة الوجدانية بين الأثنين وفيه تخلق العلاقة الأدراكية بينهما.
أن نظرية السياق المتغيير..والتي تؤمن بأن الواقع يتغيير بأستمرار… حيث للفرد ادوار متعددة ومتغيرة لما يحدث من تغيير في شخصيته وفي الزمن والاهداف والحالة من خلال التعبيرية والتعبيرية المقنعة.
حيث ان التعبيريين نظرتهم تخترق الحدود المادية للأشياء. بالعكس من التأثيريين الذي ينظرون لظاهر الامور بحقيقتها الارضية الواقعة.
ويظهر ذلك واضحاً وجلياً لدى الرسامين لكلا النوعيين المذكورين انفاً.حيث يتهم التعبريون زملاءهم التاثيريين بأنهم سلبيين كون ان عيونهم العضوية لاتستطيع ان تلتقط غير الحقيقة الأرضية عكس التعبريون الذن يرون تجاوزهم الحدود المادية للحقيقة الارضية وقد حذوا بذلك حذو ((فان كوخ..و..جوجان)) وانشأوا حركتهم في المانيا عام 1910. ان العالم فرويد وفي نظرياته كشف ان مجاهل العقل الباطن قادرة على التحكم في سلوك الانسان وما يختزنه ولأزمنه مختلفة.وهذا ماكان له الأثر على المذهب التعبيري وتطبيقاته في الكشف عن اسرار النفس الانسانية.
ان دعوات المذهب التعبيري لمناهضة المذهب التأثري والدعوة لتصوير دواخل النفس البشرية والنفاذ الى بواطنها لا الأنخداع بالمظاهر السطحية التي يقول بها الانطباعيين والتأثريين.
ومن هنا تبرز صلة الحدث بالنظام الاجتماعي سواء كانت طبيعية ام واقعية وماتحويه من ضغوطات لها صلة باستجاباتنا اليومية لواقعنا.
حيث ان التجديد والخوض في عوالم الابداع يبدأ بالبحث عن المبتكر الجديد القابل للأجتهاد والتأويل باتجاه أفاق تعددية نحو استقراء المنجز وفق مفاهيم غيرمحددة منطلقة من تجاوز المألوف والمستهلك وتقديم منجز منفتح نحو رؤى جديدة وحديثة.
فلاح ابو احسان البديري – كوت