التعبيرية تجذب المتلقي وتجعله يتنقل كالفراشة – فنون – منى مرعي

 محمد مسير .. فنان تأثر بفائق حسن يسير على درّاجة من لون

التعبيرية تجذب المتلقي وتجعله يتنقل كالفراشة  – فنون –  منى مرعي

حلم كل الاطفال ، بل هو ولع كل الصغار.كم عاند وهو طفل  بل وصارع اخيه الاصفر  بمن يستبق ويتسابق لصعود الدراجة. .انا اصعد اولا..لالا بل أنا اسبق اولا. ..قصه دارجة. .بل هي معروفة منذ الازل فـ (البايسكل ) كما هو دارج بالعراقية..وعند العراقيين عنصر مهم ولا اعرف من اين جاءت اهميته فهو حلم كل طفل وكل صغير وكبير فمن منا لم يصعد ولم يركب هذه الالة الرهيبة ؟

ومن منا لم يحلم بان يسير فيها على انغام الاسود والابيض واغنية فيروز المصرية (عالبسكلته) عبر مسير عن هذه القصة بشكل قمة بالروعة فقد جعل من البايسكل ثيمة رهيبة في لوحاته. ربما لانه حلم لاوعي مستمر معه منذ الصغر، الوان ،  واقدام واذرع لاطفال واحلام رسم هذا الفنان مخيلة رجل كبير ووعي جمالي راقي وكبير بتعبيريه رهيبة طالت عقول المتلقين فلا تمتلك الا ان تقف امام لوحاته  وانت تسال هل (البايسكل) هو ما يجمل اعماله ام الاطفال اللذين نراهم ببراءة غير طبيعيه وتعبير كبير، ام هو قدرة الفنان اللونية على جذب المتلقي بطريقه غير معهودة ام هي خبره فنان طويلة قادته من مكان الى اخر ومن دولة الى اخرى وعبر سفر طوووويل. حتى استقر في بلده وهو يحمل معاناة وربما الم وانيين…وبقايا معاناة لقلب متعب عانى حتى يتعافى …تراه بضحكته المعتادة ونكتته التي لا تنضب والتي لا تمتلك امامها الا ان تضحك وباستمرار .محمد مسير ..تراه طفل صغير يمشي وهو يحمل حقيبة على كتفه ،ولكنه رجل كهل وعجوز كبيرة من الجنوب العراقي حين تلمس دواخله واصراره على الحياة. .فنان معاصر. .فتراه طفل مع الاطفال. ..وشاب مع الشباب.وكبير مع الكبار .وهذا ما يحعلك تحبه من غير ان تعلم  انه محمد مشير بطفولته وعبثيته ومزاحه ونكاته التي تجعلك تضحك وتضحك مصدرها امتلاء داخلي وليس من خواء .

يقول محمد مسير عن تجربته … بعد تخرجي في كلية الفنون الجميلة في العام 1990 واظبت على دراسة الفن الكلاسيكي والرومانتيكي والانطباعي واستنسخت العشرات من اللوحات العالمية، مما اعطاني خبرة كبيرة ومرونة في التعامل مع فن الرسم وكذلك مع أساليب الفنانين العالميين. وباعتقادي فان تراكم الخبرة مطلوب فضلاً عن الدراسة التي تضع عندك مفاتيح الاعمال للدخول اليها.

فيما ذكر مسير عن طريقته في الرسم ..اهتم جداً بوضع روحيتي الخاصة في كل عمل اقوم به، ويهمني ان يكون هنالك فارق بيني وبين سواي، لأعبر من خلال هذا الفارق عن هواجسي الخاصة. وكان للفنان الكبير فائق حسن تأثيراً كبيراً علي، وحاولت طوال فترة اشتغالي في العمل الفني الابتعاد عن تأثيرات هذا الفنان الكبير الذي اعده استاذي.

وعن اهم المعارك التي شارك فيها قال: في العام 2000 شاركت في معرض الصليب الاحمر، بلوحات عبر عن مأساة العراقيين وكانت في لوحاتي تلميحات إلى المقابر الجماعية ثم اقمت في العام 2003 معرضي الشخصي الاول في قاعة اكد ببغداد وتحت عنوان (ما بين التراب) وثقت فيه مأساة المقابر الجماعية وكان هذا من اهم اعمالي. واجدني الآن في كامل حريتي لأرسم ما أراه يخدم الفنان. ويعري سياسة الديكتاتورية. وثمة معرض شخصي آخر، انتظر اكمال لوحاته. وعن المرأة في لوحاته، يقول ..عبرت عن المرأة برموز كثيرة في اعمالي منها الأرض، الخاتم، الحضارة، انظر إلى المرأة بقدسية لأنها تمثل رمزاً للعطاء والخصوبة على مدى التاريخ.

وعن معرضه الذي اقامه في جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة العام 2005 على قاعة عتبة بن غزوان اعتمد مادة الفنانين البصريين الفعل اليومي للحياة بمضامين انسانية واجتماعية وواقعية، وهذا التوجه يعكس قدرة الفنانين على تجسيد حياة الجديد في اطارها الذي عبرت عنه اعمال الفنانين.. غير ان مادة معرض الفنان مسير (مابين التراب) كانت صرخة انسانية مؤلمة، لان اعمال الفنان جاءت وثيقة تاريخية ستظل تعيش في وجدان ومشاعر الانسان العراقي وقد يكون معرضاً مابين التراب هو اول معرض تشكيلي يتناول موضوعة المقابر الجماعية التي اقترف جريمتها النظام السابق وهذا المعرض كما قال عنه الفنان مسير.. عند اقامته في بغداد في قاعة اكد .. اخذ مساحة كبيرة وواسعة في الصحافة العالمية وعرضاً في افلام كثيرة في كوريا واليابان وامريكا.. ويؤكد الفنان مسير.. ان المعرض كانت له وظيفة وقد اداها بصورة جيدة، لانه وثيقة مهمة تدين هذا الموت غير  الطبيعي.. مشيراً الى ان المعرض استضافته جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة واقامة مجلس الثقافة والفنون.. اما الفنان التشكيلي الرائد شاكر حمد رئيس جمعية الفنانين التشكيليين في البصرة فقد وصف المعرض، بانه تناول موضوعاً واقعياً مباشراً من واقع الارض العراقية ولكن برؤية عاصره، لقد وظف الفنان محمد مسير الفكرة التي اصبحت واقعاً تاريخياً بالتمازج مع التقنية اللونية ومع الايقاع النفسي لتمثيل الحدث الفني.. ان فكرة مابين التراب عبارة عن دليل مرئي للمقابر الجماعية.. هذا الموضوع كما يراه الفنان شاكر حمد يذكر الموضوعات التي اتجه اليها الفنانون العالميون في اوربا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية.. خصوصاً تلك الموضوعات التي انتشرت في بولندا وجكسلوفاكيا سابقاً والمانيا والاتحاد السوفيتي. حيث اتسمت هذه الموضوعات كما هو حال معالجات الفنان محمد مسير بالوحدة الفنية مايسمى بالفقر اللوني الذي ينسجم انسجاماً كلياً .  يشار الى ان الفنان محمد مسير من مواليد البصره 1963 تخرج من كليه الفنون الجميله جامعة بغداد سنه 1990 اقامة معرضه الشخصي الأول في قاعة أكد في بغداد سنة 2004 والثاني في قاعة الأندى في عمان 2011 عمل كمدير فني للفيلم السينمائي الروائي العراقي أبن بابل .