القاهرة- مصطفى عمارة
قتل 41 شخصا بينهم القس عبدالمسيح بخيت في حريق كبير اندلع الأحد بكنيسة الشهيد أبي سيفين غرب العاصمة المصرية أثناء القداس الصباحي نتيجة «خلل كهربائي»، وفق بيانات السلطات الرسمية.
وأفاد بيان وزارة الصحة بـ»وفاة 41 مواطنا في حريق كنيسة الشهيد أبوسيفين بإمبابة و12 مصابا يتلقون الخدمة الطبية بالمستشفيات».
وتابع بيان الوزارة أن الوفيات نتجت عن «الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا
و تواصل الأجهزة الأمنية التحقيق في حريق بكنيسة أبو سيفين بالجيزة ، وصرح مصدر أمني أنه لا صحة إطلاقا لوجود عمل تخريبي في الحادث وأن الحريق نتج نتيجة ماس كهربائي بالدور الثاني بالكنيسة والذي يضم قاعات الدروس ، وفي الوقت نفسه أعطى د. خالد عبد الغفار وزير الصحة التعليمات لقيادات وزارة الصحة بمستشفى العجوزة وامبابة العامة لمتابعة تداعيات الحادث مشيرا إلى توافر كل فصائل الدم وأدوية الطوارئ بجميع المستشفيات كما أعلنت الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة استعدادها لتقديم الدعم النفسي للمصابين ، ومن ناحية أخرى توالت برقيات العزاء من الداخل والخارج على الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس في ضحايا الكنيسة . وذكرت وزارة الداخلية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» أن الحريق اندلع الساعة التاسعة صباحا بتوقيت القاهرة. وأشارت الى أن بين المصابين ضابطين وثلاثة أفراد من قوات الحماية المدنية. وأوضحت الوزارة في بيانها أن «فحص أجهزة الأدلة الجنائية أسفر عن أن الحريق نشب في (جهاز) تكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة الذي يضم عددا من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي، وأدّى ذلك الى إنبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات».
وأعلن النائب العام المصري حمادة الصاوي «تشكيل فريق تحقيق كبير في واقعة حريق كنيسة المنيرة بإمبابة انتقل على الفور لمعاينتها وبدء إجراءات التحقيق»، بحسب بيان للنيابة العامة.
وكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، «أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، وقد وجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري التعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين».
واتصل السيسي هاتفيا ببابا الأقباط تواضروس الثاني، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، وأكد له «قيام كافة مؤسسات الدولة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء آثار هذا الحادث الأليم».
ولاحقا، اورد بيان للرئاسة المصرية أن السيسي «أصدر توجيهات للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتولي عملية ترميم وإصلاح» الكنيسة المتضررة.
ويشكل الاقباط بين 10 و15% من مئة مليون مصري، وهم أكبر أقلية دينية في الشرق الأوسط، وفق تقديرات متباينة للسلطات والكنيسة. ولا إحصاءات رسمية لتعداد الأقباط في مصر. في موقع الحادث، أفاد صحافيو وكالة فرانس برس بأن قوات الحماية المدنية أقامت حاجزا لمنع دخول العامة إلى محيط المبنى الذي توجد به الكنيسة وملحق خدماتها. وظهرت آثار دخان الحريق الداكن على نوافذ المبنى.
«مساعدة الأطفال»
وقال رضا أحمد، أحد سكان المبنى المجاور للكنيسة، لفرانس برس إنه بمجرد نشوب الحريق، «هرع الأهالي لمساعدة وإنقاذ الأطفال».
وأضاف الرجل السبعيني أن بعض الذين كانوا يساعدون في عملية الإنقاذ لم يتمكنوا من العودة الى الكنيسة مرة ثانية بسبب تمدّد الحريق الذي تمّت السيطرة عليه أخيرا، بحسب السلطات.
وقال مينا مصري الذي كان شاهدا على ما حدث «وصلت سيارات الإسعاف بعد أكثر من ساعة ونقلنا الضحايا إليها على بعد 150 مترا تقريبا من الكنيسة، كما وصلت سيارات الإطفاء بعد أقل من ساعة تقريبًا رغم أن مقرها يبعد 5 دقائق».
وأضاف مصري الذي اوضح أنه حمل اثنين أو ثلاثة من القتلى «كل الوفيات حدثت نتيجة الاختناق (…) هناك اهمال أدى إلى ذلك»، متسائلا «كيف مات كل هؤلاء؟».
من جهته، قال توفيق سعيد أحد أهالي المنطقة لفرانس برس «بعض الناس ألقوا بأنفسهم من النوافذ هربا من الحريق». ونعى شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب ضحايا الحريق في بيان، وأكد استعداد الأزهر «لتقديم كل أوجه الدعم إلى جانب مؤسسات الدولة للمصابين وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم».
كما نعت البطريركية اللاتينية في القدس والأمين العام لجامعة الدول العربية ضحايا الحادث.
واعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن «بالغ الحزن والأسى جراء حادث الحريق المروع الذي تعرضت له كنيسة أبوسيفين في جمهورية مصر العربية»، مقدمة «تعازيها ومواساتها».
وقرّر محافظ الجيزة أحمد راشد صرف «إعانة عاجلة بقيمة 50 ألف جنيه (حوالى 2600 دولار) لأسر المتوفين و10 آلاف جنيه لأسر المصابين».
وليس حادث كنيسة إمبابة الأول من نوعه. فقد نشب حريق داخل كنيسة الأنبا بولا بحي مصر الجديدة شرق القاهرة في الأسبوع الأول من آب/أغسطس، سيطرت عليه قوات الحماية المدنية بدون وقوع خسائر في الأرواح.
وفي حزيران/يونيو العام الماضي، قضت ست مراهقات وأصيبت 19 أخريات في حريق اندلع بمركز احتجاز عقابي للفتيات في القاهرة.
وفي آذار/مارس من العام نفسه، لقي 20 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 24 آخرون في حريق بمصنع ملابس شمال شرق القاهرة.
وفي أواخر عام 2020، قضى سبعة مرضى إثر اندلاع حريق في قسم العناية المركزة في مستشفى يقع شمال شرق القاهرة.