
السوداني يرد والصدر والخزعلي يطالبان بمحاسبة من يهدّد السيادة
التطبيع يتسبّب بجدل واسع أثناء قدّاس الميلاد المجيد
بغداد – قصي منذر
اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي، بعد خطاب ألقاه بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو، خلال قداس عيد الميلاد في كنيسة مار يوسف للكلدان الكاثوليك ببغداد، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وشخصيات دينية وسياسية، وأُوِّلت بعض عباراته على أنها دعوة إلى التطبيع مع إسرائيل. وشدد السوداني على إن (مفردة التطبيع لا وجود لها في قاموس العراق لأنها مرتبطة بـكيان محتل)، مؤكداً على (موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية). وطالب زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، بمحاسبة كل من يدعو إلى التطبيع كائناً من كان، بعد استخدام مصطلح التطبيع في كلمة البطريرك ساكو. وأكد الصدر في تدوينة له عبر منصة إكس امس إن (التطبيع جريمة يعاقب عليها القانون العراقي، وكل من يحرض أو يطالب بها فهو ليس بمنأى عن العقوبة)، داعياً الجهات الرسمية المختصة إلى (القيام بواجبها فوراً)، مشدداً على إنه (لا مكان للتطبيع ولا لشرعنته في العراق). بدوره، دعا الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، إلى فتح تحقيق رسمي بمواقف وتصريحات تروّج للتطبيع، مؤكداً إن دعوات التطبيع الصادرة من أي جهة أو شخصية، بما فيها تلك التي تُطرح تحت عناوين الديانة الإبراهيمية، تمثل خرقاً صريحاً لتجريم التطبيع النافذ في العراق، وتتعارض مع الثوابت الوطنية وإرادة الشعب. وقال الخزعلي في بيان أمس إن (ما صدر في هذا السياق يستوجب محاسبة قانونية صريحة وفتح تحقيق مهني شفاف بحق كل من يروّج أو يبرّر أو يلتزم الصمت تجاه هذه الدعوات، بوصفها مساساً بالقرار السيادي)، وشدد على إن (ثوابت العراق لا تقبل التطبيع ولا شرعنته تحت أي مسمى أو غطاء).
فيما أكد رجل الدين أوس الخفاجي عبر منصات التواصل أمس (العراق هو السيد، فهل يطبّع السيد مع العبد؟ نحن السادة ونحن القادة ونحن المحور)، مصحوباً تعليقه بهاشتاغ (التطبيع حرام وممنوع). في وقت، أفادت مصادر بإن عدداً من الشخصيات والنخب السياسية والاجتماعية، قررت إلغاء مواعيد ولقاءات كانت مقررة مع البطريرك ساكو بمناسبة أعياد الميلاد، على خلفية تصريحات أُوِّلت على أنها دعوات للتطبيع مع الكيان الصهيوني. كما هاجم القيادي في منظمة بدر والحشد أبو تراب التميمي، السوداني وحكومته، بعد حضوره خطاب بطريرك الكلدان في العراق والعالم، حين استخدم مفردة التطبيع خلال قداس عيد الميلاد. وقال التميمي في تدوينة على منصة إكس جاء فيها (لو كان للسوداني هيبة وحكومته، لما تجرأ ساكو على نطق مفردة التطبيع أمامه)، وأضاف إنه (من المعيب أن يطالب السوداني بولاية ثانية بعد هذه الحادثة). من جهتها، جددت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، رفضها القاطع لأي تصريحات أو مواقف تدعو للتطبيع مع إسرائيل أو تبرّرها. وقالت في تدوينة عبر منصة إكس أمس إن (مثل هذه الآراء لا تمثّل موقف الشعب ولا تعبّر عن إرادته الحقيقية بجميع أطيافه ومكوّناته الدينية والقومية)، وأشارت إلى إن (العراق، حكومةً وشعباً، ثابت في موقفه الداعم للقضية الفلسطينية العادلة ورافض لكل أشكال الاحتلال والعدوان)، وأوضحت جابرو إن (موقف السوداني يعكس الثبات نفسه). وكان إعلام البطريركية، قد اصدر توضيحاً بشأن الصوت المتداول على بعض المواقع والمنصات الإلكترونية عن زيارة مزعومة للبطريرك ساكو إلى إسرائيل لا يمت إلى الحقيقة بصلة. واكد بيان أمس إن (هذا تسريب مفبرك، وإن ساكو لم يزر إسرائيل أبداً، برغم وجود كنيسة له في القدس)، وأضاف إن (ساكو رفض مرافقة البابا فرنسيس إلى إسرائيل احتراماً للقضية الفلسطينية، وإن الهدف من التسريب هو التشويش وخلق بلبلة ولا يهمها العراق). وعقب الجدل بشأن استخدام البطريرك لمصطلح التطبيع خلال قداس عيد الميلاد، أوضحت البطريركية الكلدانية إن (المقصود هو التطبيع مع العراق، بوصفه بلد الحضارات والديانات، وليس مع أي دولة أخرى).


















