التصور بين الذهن والسلوك

التصور بين الذهن والسلوك

هنالك أزقة ذهنية يتدحرج من خلالها تصور الإنسان لأمر ما ويجعل انعكاسات لذلك التصور ونوع التصور هو الذي يحدد جنس تلك الانعكاسات واتجاهها في سلوك الإنسان والعمل الذي نتج عن ذلك التصور فلو كان التصور ملوثاً أي تصوراً سلبياً لكان العمل يلائم ذلك التصور ولقد ذكرت أعلاه ليس في كل الأحوال يكون هناك انعكاس معين للتصور لكن قد تتهيأ ظروف ملائمة لحصول ذلك الانعكاس فلو تهيأت تلك الظروف وكان التصور هو تصور سلبي كتصور الشخص لصديقه المخلص أنه خائن وازدواجي فإذا توفرت الظروف المساعدة لانعكاس هذا التصور كمرافقته لصديق آخر حاقد على ذلك الصديق الذي تصور عنه أنه خائن أو كان في روح المراهقة الوجدانية والتوهم أو ينتهج منهج العواطف السلبية الطائشة والخالية من الوعي وغيرها من الظروف سيعكس عملاً يطابق بنحو ما ذلك التصور كمقاطعة ذلك الصديق أو نكران الجميل الذي يتصف به أو الافتراء عليه أو تسقيطه بين أصدقائه وغيرها وكلما كانت الظروف أكثر مساعدة لانعكاس التصور إلى آثار معينة كلما كان العمل أشد انعكاساً وإن لم تتهيأ ظروف الانعكاس سيبقى مجرد تصور فاقد للحياة وهناك تصور آخر في دائرة النقاء أي تصور ايجابي كأن يتصور كيف يفشل في الحياة من يؤذي والديه ويظلم أبناءه ويكفّر الآخر من غير معرفة فإذا تهيأت ظروف انعكاس هذا التصور كحضوره في الندوات الفكرية والاجتماعية أو مرافقته لأصدقاء واعين أو قراءة الكتب التي تبث لغة الحب قراءة معرفية أو دراسة آثار المفكرين والاطلاع على سيرتهم أو غيرها من الظروف سيعكس عملاً وآثاراً تلائم ذلك التصور كالمبادرة إلى رعاية والديه واحتضان أبنائه او دراسة الجدوى الإنسانية قبل ممارسة اي مشروع قد يؤذي الآخر . إذن هناك نوعان من التصورات التي يتصورها ذهن الإنسان فقد تكون تصورات ملوثة وسلبية وقد تكون تصورات نظيفة وإيجابية ولكي لا تتأزم حياة أحدنا وتتيه في دهاليز القلق ويتلف راحتها سرطان الإرهاق المتموج أن لا نتصور ما يسيء التصرف إلى بُعدنا الإنساني وهي التصورات التي تؤدي الى شلل اجتماعي ونفسي ولها بيئة ومناخ ملائم لانعكاسها وأما إذا كانت تفتقر لمناخ يوفر لها أجواء الانعكاس ستبقى مجرد تصور لا غير ويتم التخلص من التصورات الملوثة من خلال عدم التدني والانحناء لأشياء غير ضرورية أو التنقيب غير المحبب في خصوصيات قد تهيّج تلك التصورات

حسن هادي الطائي

مشاركة