الترقب يلزم أهالي بغداد المنازل خشية ظهور مفاجئ للمسلحين

لجان شعبية تحمي المناطق والمتطوعوّن يتوجهون إلى معسكر التاجي

 

الترقب يلزم أهالي بغداد المنازل خشية ظهور مفاجئ للمسلحين

 

بغداد – عباس البغدادي – محمد الصالحي

 

خيم الخوف والترقب على احياء بغداد وسط وتيرة حوادث امنية متسارعة ادت الى ملازمة سكان العاصمة لمنازلهم خشية الظهور المفاجئ والعلني للمسلحين فيما شهدت محطات تعبئة الوقود تزايد اعداد السيارات. وهرعت بعض الاسر الى حجز تذاكر السفر لمغادرة البلاد.الى ذلك ابدت فعاليات شعبية استعدادها لحفظ الامن الى جانب الاجهزة الامنية كما استمرت حركة قوافل المتطوعين ورجال الامن بالتوجه الى معسكر التاجي تمهيدا لاستكمال التحشيد العسكري.

 

(الزمان) تجولت امس في احياء عدة من بغداد شملت جانبي الكرخ والرصافة للاطلاع على احوال الناس. المواطن سيف عبد الخالق من سكنة الكرادة قال لـ(الزمان) امس (اضطررت الى البقاء في منزلي مع اسرتي لان الاوضاع الامنية غير مستقرة ولاسيما ان اخبار تقدم المسلحين في بعض المحافظات متسارع جدا).

 

واضاف (اخشى الخروج الى السوق او الى مكان عملي لان كل الاماكن باتت مهددة وهدفا سهلا للمسلحين).

 

مطالبا (بحل الازمة سياسيا بعيدا عن الحلول العسكرية التي قد تحرق الاخضر واليابس ويكون ضحاياها المواطنون الابرياء).

 

اما عمار ليث من سكنة المنصور فقال (لايمكنني الخروج او التجوال هذه الايام في الاسواق او التبضع الليلي وانما جعلت خروجي وخروج اسرتي للحالات الاضطرارية فقط).

 

ولفت الى ان (منطقته فيها الكثير من المواقع التجارية المهمة مما قد يجعلها هدفا سهلا للمسلحين كما حدث سابقا).مشيرا الى ان (الرعب يتملكه لان المسلحين قد يدخلو منطقته من قضاء ابو غريب وتحديدا  الطريق السريع).

 

اما سائق الاجرة ابو جبار الذي اصطف في طابور تعبئة الوقود في محطة بالتاجي فقال (امضى لي ساعات عدة بانتظار دوري لتعبئة الوقود لكن يبدو ان ملامح ازمة بدأت تظهر فالناس تخشى ان ينفد الوقود من المحطات لذلك فهي تسارع الى تعبئة عجلاتها بالوقود تحسبا للطوارئ).

 

واضاف (اما انا فعملي يتطلب ان اعبئ سيارتي بالوقود من حين لاخر وهذا الاختناق الشديد على المحطات يجعلني اخسر الوقت والجهد والمال وهذا يؤثر على معيشتي).

 

وشهدت مكاتب حجز تذاكر السفر في شارع السعدون توافد العديد من الاشخاص على الحجز.

 

وقال احمد فارس صاحب احد المكاتب ان (الناس بدأت تخشى البقاء في بغداد فتراهم قد سارعوا الى حجز تذاكر السفر الى كردستان والاردن وايران).

 

واضاف ان (التذاكر ارتفعت اسعارها مقارنة بما كانت عليه الاوضاع قبل ايام).

 

مشيرا الى ان (بعض الاسر لديها مخاوف من اغلاق مطار بغداد لوجود احتمالات استهدافه من المسلحين لذلك فهي تقبل على شراء تذاكر السفر حتى لو كانت باسعار مرتفعة).

 

واكد علي حسين باقر ان الاوضاع لم تعد مطمئنة في البلاد.

 

وقال (سارعت الى المكاتب السياحية لحجز تذكرةسفر الى طهران وسأبقى هناك لحين انجلاء هذه الازمة وهي فرصة لزيارة العتبات المقدسة وقضاء شهر رمضان هناك).

 

واضاف ان (اختياره السفر الى ايران لرخص المعيشة هناك ولوجود تسهيلات واقارب).

 

وعد باقر ان (سفره ليس خوفا او تركا للبلاد تواجه مصيرها وانما للهروب من الفتنة). وكشفت بعض الفعاليات الشعبية عن عزمها تشكيل لجان شعبية لحماية المناطق ومساندة الجيش.

 

وقال شهود اعيان من مناطق الشعلة والدورة والامين وبغداد الجديدة في احاديث لـ(الزمان) امس ان (هناك ارادة حقيقية لتشكيل لجان شعبية مهمتها حماية المناطق من دخول المسلحين او السراق او العصابات).

 

واكدوا ان (جهودهم وسلاحهم سيكون متضامنا مع الاجهزة الامنية).

 

ولفتوا الى ان (الواجب الوطني يحتم على ابناء البلاد الوقوف الى جانب بلدهم في محنته).

 

واكد مراقبون تشديد الاجراءات الامنية حول المنطقة الخضراء.

 

فيما شهد معسكر التاجي حركة مستمرة لاستقبال قوافل المتطوعين الى صفوف الجيش فضلا عن ارتال القوات الامنية المتجهة الى معسكر التاجي لاستكمال التحشيد العسكري تمهيدا لنقل القطعات المقاتلة الى مناطق التوتر.

 

 

مشاركة