التربية والتسع وتسعون نعجة – سعد جهاد عجاج

التربية والتسع وتسعون نعجة – سعد جهاد عجاج

كثيرة هي ابواب الظلم نكاد لا نحصيها ولكن اقساها ان يظلم من هو الاحق بالانصاف والاشد ظلما ان تؤخذ الاموال من المعلم الفقير الضعيف الذي يفني حياته في خدمة بلده لتعطى للقوي الغني الذي ينثر امواله يمينا وشمالا ويجعل خزائنه مفتوحة للصوص والسراق وتبقى عينه على فتات ما عند المعلم المسكين. استوقفتني هذه الاية التي تصور حالة الظلم بشكل دقيق وفيها عتب بليغ لنبي الله داود الذي اعطاه الله كل شيء. يعاتب الله سبحانه وتعالى نبيه ويعطيه درس عن الظلم فيسوق له ضيفان يحتكمان عنده ليفهم الدرس ويتوب ويستغفر ربه. «إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب».

الصدمة ان احدهم له الخير الكثير كما لدى وزارة التربية من الميزانيات والايرادات المليارية ولدى المعلم راتب بسيط جاء بجهد وتعب وبالكاد يسد رمق اطفاله ومع ذلك فهو عند الوزارة كثير ولابد من استقطاع جزء منه ولهذا تجتمع هيئة الرأي وتصدر القرارات الواحد تلو الاخر كاستقطاع بناء المدارس واستقطاع ترويج المعاملات واستقطاع الاحصاء عدا استقطاع الكي كارد والمنافذ والسحب وغيرها. انه عين الظلم كما في قوله تعالى « قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه».

ظلم واضح وصريح نتيجته فساد في الدنيا وظلمات في الاخرة. يبدو ان مسؤولي الوزارة مصرين على ان ياخذوا النعجة الوحيدة لدى المعلم ليضموها الى نعاجهم ويستمروا في الاستقطاع من راتب المسكين ويغضوا الطرف عن السرقات المليارية وسرقات القرن وغيرها ولانه لا بواكي له وصايره مودة «حكم القوى على الضعيف».

مشاركة