التخطيط الستراتيجي والإستثمار الرياضي الهندي

البصرة —  علي خان

صديقي العالم الهندي مهندرا كان يعمل بالخليج قبل 30 سنة سافر الى أمريكا وصلها ومعه 50 دولار أمريكي … عمل في السوفت وير وأمسى الآن من ملاكها في أيباك  يمتلك 65 بالمئة من أسهم فريق هيوستن روكت لكرة السلة … ألتقيته في ملعب للركبي وكان لقاء حاراً رغم مراسلاتنا المستمرة … خلال حديثي معه وسبب تواجده فاجئني أنه سيستثمر في مناجم كرة السلة الهندية وتحويلها الى أنتاج نوعي يمد الـ ( NBA ) بعد تطوير برامجها الداخلية ونقل تجربة الصين التي غزت أسواق وملاعب كرة السلة الأمريكية … سئلته وما هي المرتكزات والمعطيات وكيف عملت دراسة الجدوى …أجاب أنه مد الأتحاد الهندي  – وأكاديميات التربية الرياضية بتقديم الدراسات البحثية الميدانية عن نسب الطول –  البناء البدني –  المراحل السنية ووو  لتحسين البرامج الداخلية والفئات العمرية والدعايات التلفزيونية المحفزة ووو… أستمرت جلستنا خارج الملعب الى العشاء وأنا أتحدث معه عن تجربته الأستثمارية في بلد مثل الهند نفوسها (مليار وربع) نسمة ,  أهملت الحكومة الرياضة الأهلية تقريبا بسبب عجزها في توفير ضروريات الحياة للسكان مما دعى مهندرا الوطني الهندي في أن يشارك برأسماله الذي بلغ أكثر من 400 مليار دولار من واردات السوفت وير في الأستثمار في حقول كرة

السلة الهندية …  من خلال 20000 الف فريق  و40000 فريق للمراحل وأقامة 1000 مدرسة نوعية ستشارك منظمة ال ( NBA  )  ) في المشاركة ودعم تمويل المشروع .

أجبته أن التمويل والأستثمار الخارجي والشركات الأجنبية عندنا بالعراق تعمل وتستثمر بقطاع النفط فقط …ضحك بملئ فمه … ورد … أن في الحياة قطاعات …ومكامن … وأقسام … جميعها قابلة للأستثمار  … والقطاع الرياضي بالعالم أمسى أهم قطاعات الأستثمار العلمي الرأسمالي في مردوداته الربحية والتشغيلية والأنتاجية ….!!!…

سئلته كيف أنتقلت من الفيزياء والسوفت وير وعالم الكمبيوتر والنت الى الحياة الرياضية ولماذا الهند بالذات … أجاب … لأنه وطني أولا … ولأن الهند مساحة وعدداً وبشراً وكثافة ومناجم بشرية رياضية لم تستثمر بشكل صحيح وجدي وبرامجي منهجي علمي منظم ومخطط .  تلاحق وقال مثل بلدكم العراق … رياضيا …وكأنه يعرف ويعلم عن الثروات الرياضية العراقية والخزين الستراتيجي الرياضي المهمل المهمش الضائع مع الزمن والمكان والأجيال … كيف مهاندرا …؟؟؟ … أجاب أن الأنتاج الرياضي النوعي العراقي فطري بلا تصنيع تقني فهو انتاج عفوي من الكم والهواية العفوية …

ماذا لو تم أحصاء المكان والزمان والكثافة البشرية الرياضية ونقب عنها مثل النفط ببرامج ومناهج وعلمية وتخطيط ستراتيجي وطني … وأنا أحاول حصر دمعتي أمام صديقي أجابني لا تتألم فأن بلدي مر بمرحلة الجهل والتخلف فنحن (450 )  دين – ومذهب –  ولغة –  وحدها  (المهاتما غاندي) صاحب مذهب ومبدأ اللاعنف … تابعه البانديت ( نهروا ) حيث وحدوا الشعب الهندي رغم تناقضاته الدينية المذهبية العرقية القومية . وحد مليار وربع نسمة …  ونحن 30 مليون نسمة مع كل النعم التي منحها الخالق للأنسان يقتل بعضنا البعض … يحقد بعضنا على البعض … يقصي ويهمش بعضنا البعض … ثلاث

قوميات ومذهبان اللهم أغفر لهم لما سفكا من دماء وأهدرا من مال في قتل الأنسان للأنسان العراقي .

كتبنا عن التخطيط الستراتيجي الرياضي وسمعها المسؤول من هذه الأذن وأخرجها من تلك الأذن رغم كونه يفهم لغة الأرقام ويعلم أن الدول والشعوب ينهض بها أنسان مثل مهاتير محمد –  ماليزيا … وأردوكان –  تركيا … فهل كان لهذا الرجل المهندس الذي أولي ( أمانة ) – الشباب –  والأجيال –  والمال –  والحركة الرياضية –  أن ينهض بها علميا ستراتيجيا تخطيطا هندسيا  ..؟؟؟..!!!… أو أنه مقيد بالطائفية والمذهبية  والصراعات البدائية … أو أنه عاجز عن النهضة بعلمية هندسية بسبب ما شاع بالبلاد من قيم المنافع والشخصنة والأمراض الأنانية فأحاط به الجهل من كل صوب . الأمم والشعوب تنهض بشخص ويقودها ملهم شريف وطني في التحول والمتغيرات في جمع الطاقات والقدرات الحقيقية المعروفة بديهيا …

مهندرا الهندي شخص مهندس فيزياوي مثله مثل المهندس جاسم محمد جعفر مع فارق التركيز والدقة … كان يجب أن يبدأ بوزارته وينظفها من الجهل والأمية والدخلاء هندسيا معرفيا علميا ليبدأ مسيرة البناء والتأسيس والتشييد والبرمجة والمناهج والأفكار …

الحياة الرياضية العراقية والقطاع الرياضي هو القطاع الوحيد الذي يخلق الشخصيات الخالدة وطنيا  … المجتمع الرياضي في أي بلد هو الذي يصنع الخلود الجماهيري الشعبي للشخوص والأفراد والعوائل أذا أوفوا له وعمل وطني بحق …  نحن بالبصرة جيلا فجيل نخلد المرحوم الخالد اللواء الركن مزهر الشاوي منذ 1959 علما أنه ليس بصريا … تذكره كل الأجيال وتترحم علية مما أضطروا لتشييد نصب خالد له أمام ملعب الموانئ وهي فرصه للوزير جاسم أن ينهض بالنهضة ويكسر الأصنام والجهل الى ثورة الحق أقتداء بالرسول الأعظم وأمامنا الحسين بالأنتفاضة ضد الجهل والتخلف

والفساد .  لا أقول مثل مهندرا الهندي … فهل من نصير ينصرنا … وهل من معين يعيننا من كفرة الحياة الرياضية والأنتهازية المافوة اليزيدة التي تعاملت مع كل الأنظمة والعهود  جاثمة على صدر وخراب العراق والحياة الرياضـــــــــية العراقية مزمنة دائمة.

 

مشاركة