التأليه ..القوة غير العدل
هناك طور من التقديس ينسب إلى النبي سليمان عليه السلام فالطغاة والمستبدون يتجرأون شيئا فشيئا على عقول شعوبهم المقهورة ويزيدون جرعة القهر للناس فان تقبلوها وهم صاغرون أدوها وهكذا حتى يأتي الوقت الذي لا يستحي فيه المستبد من زعم أو فعل أي شيء فلم يكتف هيلا سيلاسي بان يقبل الناس قدميه ويركعوا بل زعم انه الوريث الشرعي للنبي سليمان والملكة سبا الوريث رقم (245) لا ادري كيف حسبها وقد جاء ذلك في الدستور الإثيوبي لنبي الله هيلا سيلاسي الذي أطلق على نفسه لقبا كبيرا هو صاحب ألجلاله الإمبراطورية ملك الملوك الأسد الظافر من سبط يهوذا الإمبراطور العظيم المنحدر مباشرة من سلالة ملكة سبأ وبيت داود فإذا لم تستح فافعل ما شئت وإذا خضعت الشعوب وامتثلت للقهر فلا يحق لها فوق ما يحق للبهائم والإنعام .
وكان إمام اليمن يطلب من رعاياه تقبيل قدميه وذلك قبل نحو أربعة عقود خلت.
فتراهم يسمون أنفسهم :المنتصر بالله “والمستعين بالله والمعتز بالله والمهتدي بالله والمعتمد على الله والمكتفي بالله والمقتدر بالله والراضي بالله وليس لهم خظ من هذه الأسماء أوصفاتهم وتصل درجة تقديس الطغاة إلى حد التأليه فعندما اجتمع مجلس الشيوخ بعد وفاة الإمبراطور أغسطس لتأبينه بلغ بهم الحماس إلى إضفاء الإلوهية علية رسميا واعتباره من عداد الآلهة الروحانية الخالدة وتم إنشاء هيئة دينية للإشراف على عبادته ونشرها في جميع إنحاء الإمبراطورية كما انعم مجلس الشيوخ على الزوجة الإمبراطور واسمها ليفيا بلقب اغسطا أي المقدسة وانعم مجلس الشيوخ على ابنه بالتبني جميع السلطات والألقاب مدى الحياة ولما كانت قدسية الحاكم ضربا من ضروب الاسترهاب فلم يكن يترهب الرعية سوى طاغوت يعلم انه ظالم مستبد وكانَ الأمويون أقوياء واتسعت في زمنهم رقعة الدولة ولكن تقلصت كرامة الإنسان وانكمش الدين في الضمائر وضاعت الأخلاق وازدهر العلم في عهد العباسيين ولكنهم نهبوا ألامه وتخاذلوا إمام الزحف المغولي الذي تصدى له المماليك كذلك كان العثمانيون سلاطين أقوياء إذا انشأوا دولة قوية تصدت لأعداء الإسلام وعطلت الغزو الاستعماري للامة الإسلامية نحو أربعة قرون وكانت فتوحات التتار وإمبراطوريتهم هي التي قامت على الظلم والقهر والبطش حيث فتح جنكيز خان بولندا والمجر والصين ودولة خوارزم الإسلامية وروسيا التي أباد جيشا لها تعداده (82) إلف جندي في خمسة أيام وبلغ ضحايا جنكيز خان نحو (50) مليون ضحية بين قتيل وجريح وذلك غضون ربع قرن فقط القو لا تحمد إلا إذا صرفت في حق وعدل شانها شان الصدقة التي لأتقبل إلا من مالٍ حلال فالسلاطين الذين يحابون الأعداء ولكنهم ينهبون بيت المال ويظلمون الناس ويستولون على العروش بالسيف والتشريعات المزيفة القوة المجردة من العدل ظلما وطغيانا,والذي يباعد بين الحق والقوة هو الدينار .
سعيد الهزار
AZPPPL


















