البهجة الأمبراطورية
شاكر مجيد سيفو
تأخذ من لوتريامون الباراسيتول، ومن
أندريه بريتون
الصيدلية كلهّا، وتطبخ لها كي تتعافى من
انفلونزا الحب، عظام العصافير وأكباد
الحمائم، وتنسى اصابعها تتجول في اسفل
الجسد. تأخذ المرأة وتطوي في بريقها
الهواء
ورسائل الرّيح، تنسى يدها تٌلَيَّنُ
الحكمة وتكويرة النّهد وتسافر بشوقٍ في
رغبة
عارمة الى عالم سحري، تشتهي زهرة اللوتس
وتُحبَّرُ صفحتها بالأحمر وحلمات السماء
الهاربة من مطر مجنون. ترى في المرآة
مراياها وضفائرها الكستنائية التي توقدت
في
سراج الملوك سرقتها (بومة مخلوقة من خرس
طالب مكي)… كانت تصغي لرنين عقلي الذي
ظلّ يسهر على
كحلها المذبوح في جفنيها، عيناها مسلتان
يخجل منها إله البرق. تمشي الى إله الماء
والحمام والزهرة المفتوحة للهواء…تهرع
بمربعات الأسى الى تمشيط الآس ومثلثات
الشهوة تطير مع شهوات الذكورة من محيط
الشمس
الى مرايا الجسد. كانت لها حلويات تقليها
أمام مرأتهِ فيفور وسطُه بالحياة
الأدمية، وتتلألأ الزهور في جسدها، تحكُّ
منقاره بأظفرها الوسطي وتفرغ العالم من
الاسماء والصفات، تكتب بها تاريخ الضوء
ويوم ولادة المطر من وسطه الهائج، يوم
أمتلأ وسطها بطوفانه، فقامت تبتكر لها
تسريحة امبراطورية من شظايا أغصان جسده،
كيف
لها ان تقصّ شعرَ الحياة الان؟ ليس لها
سوى مقصَّ وحيد، سرقه منها وزرعه في وسط
جسده بدلاً عن مقصَّ قديم ليّن، يتوقّد
وينتصب كلما أمسكت بجذورهِ ومسدّتها، عاد
الى وسطها يذرف دموعه الثقيلة، هائجاً في
دقائق ولدقائق يبعث في جسدها السعادة
والبهجة الأمبراطورية…