البعث يخشى من تسلم مام جلال عرش السلطة
وثيقة من العام 1988
من منا لايدرك تلك الحقيقة ان الكرد كأمة مسالمة تسعى دوما من خلال نضالها المشروع لبلوغ غاياتها في الرفعة والعلى، لربما يتجاهل هذه الحقيقة فقط اولئك الذين يفكرون في الظلمات في الوقت الذي يدعون بانهم مع تطور وتقدم الشعوب.
قبل 26 عاما من الان وعلى ظهر صفحتها الاولى نشرت صحيفة الثورة لسان حال حزب البعث المنحل مقالا للكاتب عبدالله احمد حسين والذي ينتمي الى اصول كويتية وهومن الاقلام التى كانت تهاجم دوما المعارضة ويحاول تشويه صورة القوى الثورية في الفترة التى اعقبت صدور بيان من قبل الكونجرس الامريكي الذي ندد فيه بهمجية النظام العراقي بقصف مدينة حلبجة والقرى التابعة لها بالكيمياوي حيث شنت وسائل الاعلام البعثية حينها هجوما مضللا مستخدمة كل الوسائل من اجل التغطية على ما نشره الاعلام الغربي والامريكي من حقائق حول ضرب المدينة كيمياويا .
يشير الكاتب عبدالله احمد حسين في مقالته العدد 6684 من صحيفة الثورة الصادرة بتأريخ (14/9/1988) الاربعاء وفي الصفحة الاولى وتحت عنوان (ندرك سر الحملة الخبيثة) والتي خصصت للرد على الاعلام الغربي والامريكي” مالذي ينتظره الامريكان من العراق وهو يرى حفنة من الخونة تخرج عليه وتقف مع المعتدين ويغذيها خونة العرب امثال حافظ اسد وزمرته، مالذي تنتظره امريكا امام تمرد انفصالي قذر موجه من الصهوينية وايران. ويضيف الكاتب في سياق مقاله” هل ننتظر ان يطلب العراق من جلال الطالباني الخائن المارق ان يتربع على عرش بغداد؟ هل ننتظر الى ان يعهد اليه بالحكم في العراق نيابة عن الخميني وزبانيته”.
هذه الجمل والاقوال والتي تعتبر وثيقة دامغة تقول لنا ولكل العالم ان ” مام جلال” كان يشكل خطرا كبيرا على سلطة البعث التى كانت تحاول تشويه نضاله ونضال الحركة الكردية واظهارها وكانها حركة مرتبطة بايران والصهوينية قصدها من وراء ذلك تحريك الرأي العام ومخاطبة امريكا بأنكم بينما تحاربون ايران يقف مام جلال معها لمحاربتكم ومن جهة اخرى مخاطبة الرأي العام العربي بان مام جلال ما هو الا مأجور للصهوينية واية مساندة له بالتالي هي مساندة للصهانية ، فضلا عن هذا فأن البعث كان يخشى من جهود ونضال مام جلال في تلك الحقبة وباعترافهم حين قالوا له بشكل واضح وصريح انك تريد ان تتربع على عرش السلطة في بغداد ونحن لن ندعك ان تحقق حلمك، ذلك لان اكثر نشاطات وتحركات مام جلال السياسية الدؤوبة التي كانت يقوم بها انذاك تهدف الى اثارة الرأي العام حول المآسي الكثيرة وجرائم الانفال وقصف حلبجة والقرى التابعة لها بالكيماوى، لذا سخر البعث ماكنته الاعلامية لتشويه مساعي مام جلال ورفاقه امام الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي انتهجه الاتحاد الوطني الكردستاني وتمكن بحكمته وخبرته الثورية من مخاطبة المنطقة والعالم برمته من اجل فضح النظام البعثي المقبور باقترافه جرائم الابادة الجماعية ولفت الانظار من اجل ابراز صورة نظام البعث الوحشي دوليا .
كان الكاتب الكويتي عبدالله احمد يبغي من خلال مقالته مكافأة مالية ، وبالفعل تكافأ عليها هو وزبانيته باحتلال النظام البعثي للكويت عام 1990 ،للاسف اراد هذا الدنيء من خلال اعلام مأجور ان يحجم دور مام جلال ونضاله المقدس حين لخص رؤيته للحقيقة التي تحققت بقوله ” هل ننتظر ان يطلب العراق من جلال الطالباني الخائن المارق ان يتربع على عرش بغداد”.
هذه الوثيقة امست الان شاهدا على العصر حين صار فحواها واقعا شهدناه “فها هو مام جلال يتربع على عرش بغداد عن طريق الانتخابات والعملية الديمقراطية في 6/4/2005 وبعدها في 22/4/2006 وللمرة الثالثة في 12/11/2010 عن طريق انتخابات نزيهة في البرلمان العراقي على العكس من سلطة البعث التي تسلقت على الحكم بالدبابات وقتل الابرياء حين استلموا مقاليد الحكم عبر انقلابا دموي وحولوا العراق الى سجن كبير زجوا به ابناء العراق من عربه وكرده وتركمانه وكلدواشوريه نعم انها ثمرة نضالات وتضحيات ابناء حلبجة الشهيدة والمؤنفلين ومناضلي طريق الحرية التي رمت بكم انتم وسلتطكم العسكرية الى مزبلة التاريخ في 9/4/2003 كي تكونوا درسا وعبرة لكل الانظمة الديكتاتورية في العالم . نعم ايها الكاتب الموبوء بكل الاحقاد وامثالك كنتم تريدون ان تعيدون بالعراق الى الوراء بينما كان مام جلال ورفاقه يعملون على تصحيح المسارات السياسية الخاطئة بعد ارتكاب العديد من الاخطاء الجسيمة ومنها حرب الثماني سنوات مع ايران وحرب الخليج نعم كان مام ورفاقه يسعون دائما لبلورة النضال المشروع لشعب كردستان والشعوب العراقية الحرة كافة .
ياعبدالله ابن احمد اننا نقولها لك ولامثالك يوم كنتم تصفون مام جلال بالخائن ويوم كنتم تريدون خداع ابناء العراق الغيارى من خلال اعلام مأفون كاذب ونقولها للعالم اجمع لقد تحققت النبؤة ووصل مام جلال الى عرش العراق بحب الناس بينما انت وامثالك لم يبق لكم من التاريخ سوى الذل والخيبة والعار .
****
1ـ جريدة الثورة لسان حال حزب البعث المنحل صدر العدد الاول منها في 17/ 8/ 1968واخر عدد في 8/ 4/ 2003 .
2ـ عبدالله احمد حسين كويتي ، دبلوماسي سابق من مواليد 1927 وتوفي عام 1994، يعد من ازلام صدام حسين كتب عدة مقالات ابان الحرب العراقية الايرانية في جريدة الثورة، وتغنى بقصائده عن صدام في مهرجان المربد.
اسعد جباري – بغداد