البطّاط وما ينتهي بالطاء والتاء

البطّاط وما ينتهي بالطاء والتاء

فاتح عبدالسلام

صناعة الأسماء وتلميعها وتحميلها الوجوه والأثواب ثمَّ العمل على استخدامها بما يخدم أهدافاً سياسية واستخباراتية، كانت مهمة أو وظيفة قديمة لم تظهر في العراق بعد احتلاله كما يبدو الأمر أول وهلة، ذلك إنّها جزء من تركيب الصناعات الاستخبارية التقليدية لكن لم تجد دائماً مكاناً خصباً لترويج منتجاتها أو تصديرها. كان شائعاً في الآفاق اسم الزرقاوي وبعده جاءت سلسلة البغدادي بصحبة الاسم المدوّي أبو درع والآن يشهد العراق والدول المجاورة صعود البطاط مع إعلان عن جيشه العرمرم الذي تبدو أهدافه متواضعة لا تتجاوز تحرير مكة المكرمة والمدينة المنورة.
إذن ظهر البطاط بعد طول انتظار لملء هذه الفجوة الصامتة من الأسماء الرنانة والقنابل الفراغية المهولة، وظهرت معه غيرة الحكومة العراقية على السلم الاجتماعي ولحمة أبناء البلد الواحد ودولة القوانين والمواثيق والعهود. فطلبت الحكومة في بيانها المدرّع أية معلومات تدل على مكان البطاط لإلقاء القبض عليه وتسليمه للعدالة كونه هدّد العراقيين بالفني والاعدام والابادة. وكما تعلمون إن الحكومة توحي للشعب دائماً إنها ما اعتادت أن ترى مجرماً طليقاً كما إنها لم تحتك بمجرمين يوماً ولم يخرج من بين ظهرانيها مجرم، إنها شبيهة الى حد التطابق بخريجة دور العلم ومعاهد حقوق الانسان في السويد وبلجيكا وسويسرا وألمانيا، ولن ترضى بأن يظل هذا المارق أو سواه مارقاً.
ماذا تفعل الحكومة اذا كانت أدواتها الأمنية والاستخبارية والسياسية والعسكرية والفقهية لا ترتقي إلى إمكانات فضائية أو صحيفة تصل بكل سهولة ساعة تشاء وكيف تشاء إلى البطاط لتلتقط منه دررهُ الطائفية بكل احترام وتقدير وتنقلها بكل أمانة واحتراف؟
البطّاط ليس النهاية مثلما لم يكن هو البداية، إنّه باكورة مرحلة جديدة وحامل لافتة مَنْ سيأتي بعده.. ليس غريباً أن يظهر بعده أو متزامناً معه الوطواط والجلاّط والخلاّط والسّماط والملاّط والبلاّط والخرّاط والعفّاط والمخّاط والشفّاط.. وكما يقول جورج سيدهم عالم ذرات
FASL

مشاركة