البطالة والتواصل الاجتماعي وراءالسلوكيات غيرالسوية

البطالة والتواصل الاجتماعي وراءالسلوكيات غيرالسوية

أكاديميون : المنظومات المعنية بالقيم والتربية غير مؤثرة

بغداد- زهير هادي

أن انتشارشبكة الانترنت  التي ظهرت لها مكملات جانبية، تلتصق بهذا الانتشار، منها المقاهي التي استمالت إليها نسبة كبيرة من الناس أغلبهم من الشباب الذين انجذبوا إلى ذلك الفضاء الفسيح بكل قوة، حتى أصبح ارتيادها يدعو علماء الاجتماع للبحث والتحليل وأيجاد المعالجة الصحيحة لها .. ولعل من الأسباب التي تدفع الشباب إلى دخول مواقع عديدة، على الانترنت هو حب الاستطلاع، عن محتويات تلك  المواقع، فيقفون فيها على الغث والسمين، والضار والنافع، والصالح والطالح.فقد ظهرت في الاونة الاخيرة في المجتمع العراقي بعض السلوكيات لدى الشباب والتي اثارت انتقاد الكثير من الناس وكانت اراؤهم مختلفة في صدد هذا الموضوع .

 استطلعت ( الزمان ) اراء الطلبة بصدد اسباب تلك السلوكيات ومن وراءها فقال  الطالب مصطفى عماد (ان السلوكيات لدى بعض الشباب تبدأ من مرحلة مبكرة من حياته وبالاخص فترة المراهقة وهذا يأتي نتيجة لعدم متابعة الاهل لهم وتربيتهم تربية غير الصحيحة وبالتالي عند وصوله عمر الشباب تظهر تلك الصفات من خلال استخدام الفاظ غير لائقة ولاسيما بين الشباب او خلال وجودهم في البيت ).

وأضاف ان (هذا قد يؤدي الى الانحراف السلوكي او الفعلي وقد يفعلون اشياء خارجة عن المنطق ولا تتوافق مع المجتمع ولا بالعرف والتقاليد).

فيما قال عباس عبد الاله ان (الكثير من الشباب اصبحوا يرتدون ملابس لا تليق بهم وخصوصا نحنُ نعيش في مجتمع شرقي بل اصبح حتى الشباب الجامعي المثقف الواعي بدأ ينجرف وراء صرخات الموضة الغريبة) عازياً السبب الى ان (هذا هو نوع من انواع الغزو الفكري والثقافي وما يتأثر به من خلال الفضائيات والانترنت).

وقال حيدر هاشم طالب ماجستير ان (مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا فيس بوك بدأ يؤثر بشكل كبير  في سلوكيات بعض  الشباب وان البطالة تلعب دورها الكبير في هذه المشكلة فاذا كان لدى الشباب وظيفة معينة يقضي من وقته خلالها لما دفع الفراغ القاتل لدى الشباب الى فعل مثل هذه السلوكيات).

وقالت الطالبة هدى ان( مراقبة الحكومة للمنتجات التي قد تضر بالشباب كالمشروبات الكحولية والمخدرات لم تعد كافية اذا لم تكن هنالك مراقبة من الاهل ).

واضافت (لابد من  ان يراقب اولياء الامور مصروف أولادهم  ومحاسبتهم اذا كانوا قد انفقوها في المكان غير المناسب) . اما سفيان صاحب الـ21 عاما كان له راي مختلف حين قال (من يحدد ان هذه  السلوكيات هي صحيحة او غير صحيحة ؟هذه حريه شخصية وكل مسؤول عن تصرفاته وما يفعل من سلوك معين).

 واضاف ( نحن الان في مجتمع ديمقراطي او نحاول ان نصل الى المجتمع الديمقراطي وهذه الامور تعتمد على نسبة الشخص نفسه فاذا رأها ا صائبة فعلها وان رأها غير ذلك امتنع عنها)

وقال علي رضا ان (معظم شباب العراق يعاني من كبت العواطف في داخله لمدة  طويلة من حياته فأذا ما دخل الى جو الجامعة والكلية وجد نفسه في عالم ثاني غير الذي كان متعود عليه ).

وعلى صعيد اخر قالت الطالبة مروة جعمة ان ( الشباب اصبح يقلد الغرب في اكثر الاشياء وذلك من خلال متابعتهم للمسلسلات الغربية وخصوصا الدراما التركية  التي اثرت وبشكل كبير في الكثير من سلوكياتهم).  واضافت ان ( يعتقد الفرد بانه يعبر عن رأيه من خلال المظهر فقط متناسيا في ذلك الثقافة العامة القراءة والاطلاع).

وبصدد هذه السلوكيات اكد عدد من االاكاديميين ان ما كل ما يحدث من سلوكيات غير السوية او سيئة هي ردة فعل لبعض مايجري في المنظومة السياسية .

فقال  عميد كلية الاعلام جامعة بغداد هاشم حسن ان ( المنظومات المعنية بإرساء القيم وتربية الشباب ما زالت غير مؤثرة بشكل كبير مع الجهود المبذولة من قبل وزارة الشباب والحكومة وانها يجب ان تتظافر مع التعليم العالي ورجال الدين من اجل ان يرتقوا بذوق الشباب ).

واشار الى ان “هنالك وسائل اعلام مفتوحة وفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي اسهمت لغزو فكري وثقافي واشاعت انماط ترفيهية ومنحرفة لدى اغلب الشباب لا تنسجم مع عادتنا وتقاليدنا “

اما الاكاديمية سهام الشجيري فقالت ( لاشك ان السلوكيات التي قد يرتكبها الشباب لربما عن جهل  او دون وعي لكن يبقى الشباب العراقي شباب واعي يستطيع ان يضع لمسات كثيرة لحياتهِ المستقبلية خصوصا في المجال الدراسي برغم من الوضع المتوتر الذي يجري في البلد).

واضافت(أعتقد ان كل ما يحدث من سلوكيات لنسميها غير سوية او سيئة هي رد فعل لبعض مايجري في المنظومة السياسية والتي تؤثر بشكل كبير في المنظومة الاجتماعية والقيمية بشكل عام).

واشارت الشجيري  انه ( رغم كل هذا يبقى الشاب العراقي يحرث طريقه ليصل من خلاله المكانة التي ترتقي بمكانته وعقله وشخصيته وانتمائه) .

وتابعت (اتمنى من الشباب ان لاينسوا انهم اصحاب تاريخ عميق اقدم من كل الامم الموجودة على وجه الارض وهنالك الكثير من المميزات التي يعترف بها كل العالم بالعقلية العراقية وخاصةٍ عقلية الشباب والباحثين والمتخصصين في مختلف العلوم الطبية والانسانية والعلوم اثبتت ان لهم القدرة ان توفرت لهم البيئة المناسبة اتمنى ان يجد الطريق المناسب في هذا الامر).

مشاركة