البريطانيون يعارضون خطط أوباما لتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا

البريطانيون يعارضون خطط أوباما لتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا
ميركل تسعى لتوافق دولي حول سوريا خلال قمة العشرين بروسيا
برلين ــ لندن ــ الزمان
أعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، عن أملها في التوصل، خلال قمة مجموعة العشرين، التي تبدأ الخميس المقبل في سان بطرسبورغ، إلى توافق دولي بشأن الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سوريا. ودعت ميركل، التي استبعدت مرارا أية مشاركة ألمانية في أية ضربة تقودها الولايات المتحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى القيام بمحاولة جديدة لإقناع القمة التي تستضيفها روسيا، لدعم الرد غير المقرر بعد على سوريا. وقالت ميركل، امس، في نقاش أمام البرلمان قبل الانتخابات العامة التي ستجري في 22 ايلول الجاري نحن نقول بوضوح أن ألمانيا لن تشارك في أي عمل عسكري في سوريا ، ولكننا نضيف أننا نريد أن نفعل كل ما هو ممكن في الأيام المتبقية، للتوصل إلى رد موحد من المجتمع الدولي . وأضافت أود أن أقول أن هذا غير مرجح، ولكن يجب استغلال الوقت. ولهذا السبب فنحن نجري محادثات مستمرة مع جميع الشركاء الدوليين ومع روسيا. ولهذا السبب نريد أن نغتنم اجتماع مجموعة العشرين لبذل كل ما بوسعنا، للتوصل إلى موقف موحد للمجتمع الدولي. واعتقد أن هذا في مصلحة الجميع .
وشكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ينتقد سياسات الغرب بشدة، في أن يكون نظام الأسد وراء الهجوم بأسلحة كيميائية في 21 آب على ريف دمشق، والذي تسبب في الدعوة إلى شن عمل عسكري ضد دمشق. والمسألة السورية ليست من القضايا المدرجة رسميا على جدول أعمال القمة السنوية لمجموعة الدول الناشئة والمتطورة العشرين، والتي تستمر يومين في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، إلا أنها ستهيمن بلا شك على اللقاءات الثنائية التي ستعقد على هامش القمة، كما ستناقش في جلسات المشاركين. إلى ذلك أظهر استطلاع جديد للرأي، امس، أن غالبية البريطانيين تعارض خطط الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد وبمعدل اثنين مقابل واحد، ويريدون أن تبقى بلادهم بعيدة عن كل الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط بالمستقبل المنظور.
ووجد الاستطلاع، الذي اجرته مؤسسة كومريس لصحيفة اندبندانت ، أن 29 فقط من البريطانيين أيدوا قيام الولايات المتحدة بشن غارات جوية من دون بريطانيا ضد نظام الرئيس الأسد، لمنعه من استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل، في حين عارض هذا التوجه 57 منهم.
وقال إن 80 من البريطانيين يعتقدون أن أية ضربات عسكرية ضد سوريا يجب أن تحظى بتصديق الأمم المتحدة أولاً، بالمقارنة مع 15 فقط عارضوا هذا الرأي. واضاف الاستطلاع أن غزو العراق عام 2003، الذي قادته الولايات المتحدة وشاركت بريطانيا فيه، جعل الرأي العام البريطاني يقف ضد أي تدخل عسكري جديد في الشرق الأوسط، ودفع أكثر من ثلثي البريطانيين إلى معارضة العمل العسكري ضد سوريا.
واشار إلى أن 62 من البريطانيين أيدوا بقاء بلادهم بعيداً عن النزاعات العسكرية في الشرق الأوسط في المستقبل المنظور بسبب تجربة غزو العراق، في حين دعم 31 منهم تدخلها فيها، وكان معظمهم من ناخبي حزبي العمال والاستقلال المعارضين، بالمقارنة مع شريكي الحكومة الإئتلافية، حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار. ووجد الاستطلاع أيضاً أن كبار السن كانوا الأكثر اعتراضاً على العمل العسكري ضد سوريا من الشباب، وأيّد 73 من البريطانيين فوق سن 65 عاماً بقاء بلادهم بعيدة عن هذا التوجه، بالمقارنة مع 57 من البريطانيين من الفئة العمرية 18 إلى 34 عاماً. وقال إن 54 من البريطانيين اتفقوا على أن رئيس وزراء بلادهم، ديفيد كاميرون، بعيد عن التواصل مع بريطانيا بعد تصويت البرلمان الأسبوع الماضي ضد التدخل العسكري في سوريا، وشاطرهم هذا الرأي 33 من ناخبي حزب المحافظين الذي يتزعمه، و76 من ناخبي حزب الاستقلال. والى ذلك، منح الاستطلاع حزب العمال 37 من أصوات الناخبين، وحزب المحافظين 31 ، وشريكه الأصغر في الحكومة الإئتلافية حزب الديمقراطيين الأحرار 12 ، وحزب الاستقلال 10 . وتوقع فوز حزب العمال بأكثرية 78 مقعداً من مقاعد مجلس العموم البرلمان في حال تكررت النتيجة نفسها في الانتخابات العامة المقبلة المقررة عام 2015.
AZP02