البرلمان يستهجن إعادة الطائرة اللبنانية ويصفها بالسابقة الخطرة

النقل يلتزم الصمت ولجنة تتقصى الحقائق في مطار بغداد

البرلمان يستهجن إعادة الطائرة اللبنانية ويصفها بالسابقة الخطرة

بغداد – شيماء عادل

وصفت لجنة الخدمات والاعمار النيابية تصرف سلطة الطيران المدني ووزارة النقل بعدم السماح للطائرة اللبنانية بالهبوط في مطار بغداد بالسابقة الخطرة وتمس هيبة السلطة العراقية.  مطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين مهما كانت مناصبهم.

 فيما اكد وكيل وزارة الخارجية السابق لبيد عباوي ان الحكومة العراقية اعتذرت لسلطة الطيران المدني اللبناني عن التصرف غير المسؤول وغير النظامي.

وقالت رئيسة اللجنة فيان دخيل لـ(الزمان) امس ان (تصرف سلطة الطيران المدني ووزارة النقل غير مقبول وتعد سابقة خطرة وتمس هيبة الدول وبالتالي فان سلطة الطيران تتحمل المسؤولية الكاملة).

مبينة ان (اللجنة منذ اول امس اجتمعت وارسلت برقيات للجانب اللبناني وبالتحديد الى شركة الشرق الاوسط ومطالبتهم بتقديم تقرير بهذا الشأن فضلا عن تشكيل لجنة تحقيقية وبامر من مجلس الوزراء لمعرفة الاسباب الحقيقية التي منعت هبوط الطائرة اللبنانية القادمة من بيروت).

موضحة ان (سلطة الطيران العراقي حاولت تبرير موقفها ازاء منعها هبوط الطائرة لوجود عمليات تنظيف في المطار في وقت وصول الطائرة وهذا غير دقيق وسبب غير كاف ولا يمكن القبول به لان الطائرة لا تقلع من مطار الدولة الاخرى الا عند توجيهها نداء للدولة التي ستهبط فيها وان جميع الموافقات والضوابط قد تم استكمالها).

مشيرة الى ان (السبب قد يكون لعدم وجود احد اولاد المسؤولين على متن الطائرة وهذا بحد ذاته يعد سابقة خطرة ويجب محاسبة جميع المسؤولين عن هذا الحادث مهما كان منصبه لانها تمس بهيبة الدولة العراقية).

مشددة على ضرورة (ان لا يتم محاسبة الموظف البسيط ومن ثم يتم تمرير القضية كما حدث في السابق مع حماية المسؤولين الكبار).

واتهمت دخيل (سلطة الطيران المدني ووزارة النقل بضرب عرض الحائط من دون اي اهتمام وتصرفت حسب مزاجياتها وبالتالي نحن امام مشكلة كبيرة يجب وضع حل لها).

من جانبه اكد وكيل وزارة الخارجية السابق لبيد عباوي ان الحكومة قدمت اعتذارا للجانب اللبناني وتم نقل جميع المسافرين من بيروت الى بغداد مجانا على متن طائرة عراقية.

وقال عباوي لـ(الزمان) امس ان (رئاسة مجلس الوزراء فتحت تحقيقا لمعرفة الاسباب التي ادت الى منع سلطة الطيران المدني هبوط الطائرة اللبنانية على ارض المطار فضلا عن تقديم الاعتذار الى سلطة الطيران المدني اللبناني ونقل جميع المسافرين من بيروت الى بغداد مجانا على متن الطائرات العراقية).

مبينا ان (تصرف سلطة الطيران يعد فرديا وهذا غير مقبول كونه لا يمكن اجبار اية طائرة على العودة تحت اي ظرف الا اذا كان هناك سبب جدي يضطر ذلك لكن تصرف سلطة المطار يعد غير مقبول وغير نظامي في الانظمة والوكالات الدولية للنقل الجوي).

وعن تاثير هذه الحادثة على العلاقات العراقية اللبنانية قال عباوي (ان (تاثير هذا الموقف لا يرتب عليه اثار سلبية في العلاقات الثنائية بين البلدين لان الحكومة العراقية تحاول منذ وقوع الحادثة باتخاذ الاجراءات اللازمة ولكن يبقى الجانب القانوني الذي يحتم على الجانب العراقي معرفة الاسباب ومحاسبة المسؤولين بهدف عدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة اخرى).

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد وجه بضرورة محاسبة وطرد من تثبت مسؤوليته عن عدم السماح لطائرة طيران الشرق الاوسط اللبناني القادمة من بيروت بالهبوط في العاصمة بغداد يوم الخميس الماضي.

وقالت مصادر ان (قوة امنية اعتقلت معاون مدير مطار بغداد الدولي على خلفية الحادث).

الا انه لم يتسن لـ(الزمان) الحصول على تفاصيل اوسع من الوزارة لعدم اجابة المتحدثين ومسؤولي الاعلام على الاتصالات الهاتفية فيما فضل بعضهم عدم التدخل في الامر والادلاء بتفاصيل عنه خشية على انفسهم من المحاسبة.

وذكر مصدر لـ(الزمان) امس ان (اجراءات مشددة شهدها المطار منذ وقوع الحادثة التي ادت الى انزعاج واستياء بين المسافرين والموظفين كونها سابقة لم يشهدها مطار بغداد سابقا).

وقال ان (لجان تحقيق زارت المطار لتقصي الحقائق).

وأجرى المالكي، إتصالاً بوزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي زعيتر، حيث أبلغه إستياءه من تصرف ادارة مطار بغداد حيال الطائرة اللبنانية، مؤكدا اتخاذ اقسى العقوبات بحق من اتخذ القرار الخاطئ.

وقال مصدر امس إن (المالكي أجرى إتصالاً هاتفيا مع زعيتر، وابلغه (إستياء السلطات العراقية من التصرف الذي قامت به ادارة مطار بغداد حيال الطائرة اللبنانية).

وأوضح المصدر أن (المالكي قال خلال الاتصال سأتخذ اقسى العقوبات في حق الذين اتخذوا هذا القرار الخاطئ).

ولفت المصدر الى أن (المالكي أكد بالقول نحن من جهتنا نحرص على اطيب العلاقات والتعاون مع لبنان في قطاع الطيران وسواها، وما حصل هو اساءة للعراقيين قبل الاشقاء في لبنان)، مشيرا الى أن (وزير النقل العراقي اتصل بزعيتر وقدم اعتذاره).

من جهتها قالت شركة طيران الشرق الأوسط إن طائرة ركاب كانت في طريقها من لبنان إلى العراق عادت أدراجها بعد أن تخلف ابن وزير النقل العراقي عن اللحاق بالرحلة واتصل ببغداد لمنعها من الهبوط.

وقال القائم بأعمال رئيس الشركة مروان صالحة لرويترز إن (الرحلة التي كان من المقرر أن تقلع الساعة 1240 (1040 بتوقيت غرينتش) تأخرت لمدة ست دقائق حتى يبحث طاقم الطائرة التابعة للشركة عن مهدي العامري ابن وزير النقل العراقي هادي العامري وصديقه في منطقة مخصصة لرجال الأعمال).

وأضاف (أصدرنا التنبيهات اللازمة والمناشدات الأخيرة ثم أقلعت الطائرة لكن تبين أن أحد الركاب هو ابن وزير عراقي).

وقال صالحة إن (مهديا كان غاضبا لدى وصوله إلى بوابة الصعود الى الطائرة بعد اقلاعها وقال إنه لن يدع الطائرة تهبط في بغداد).

وذكر أنه (بعد 20 دقيقة من إقلاع الطائرة اتصل مسؤول في مطار بغداد بشركة طيران الشرق الأوسط لإخبارها بأنه لا توجد موافقة على الهبوط. وعادت الطائرة إلى بيروت بعد ذلك وتم إنزال الركاب).

وقال صالحة (إنه أمر مزعج لأنها محاباة واضحة) وأضاف أنه (يأمل في استئناف الرحلات الجوية للعراق) وكانت الوزارة قد سوغت عودة الطائرة وعزته الى عمليات نظافة بالمطار وقالت إن ابن الوزير لم يكن ضمن ركاب هذه الرحلة الجوية.

وقال المستشار الإعلامي للوزير كريم النوري إن (أعمال نظافة كانت تجري في المطار وإن إجراءات معينة اتخذت). وأضاف أن (السلطات العراقية أمرت بعدم هبوط أية رحلات جوية بعد الساعة التاسعة صباحا ووصلت الرحلة القادمة من لبنان بعد هذا الموعد لذا طلب منها العودة).

وقال مسؤول في مطار بغداد طلب عدم ذكر اسمه أن (حركة الملاحة الجوية تسير بصورة طبيعية حيث هبطت 30 طائرة يوم الخميس). وأضاف أن (الطائرة الوحيدة التي طلب منها العودة من حيث أتت هي رحلة بيروت).