نيمار يجهض شائعات مراهقته الكروية البرازيل تلتهم الكاميرون والمكسيك تتأهل بصحبتها على حساب كرواتيا { مدن – وكالات: تأهل منتخبا البرازيل والمكسيك لدور ال16 لكأس العالم، حيث لم يجد راقصو السامبا أي صعوبة في الفوز على الكاميرون بأربعة أهداف مقابل هدف، بينما خطف المنتخب المكسيكي نظيره الكرواتي بنتيجة 3-1، في ختام منافسات المجموعة الأولى للمونديال. ويدين منتخب “السليساو” بهذا الفوز لنجمه الشاب نيمار الذي أحرز هدفين في الدقيقة 17 و34، قبل أن يعزز فريد التقدم بهدف ثالث في الدقيقة 49، واختتم البديل فرناندينيو الرباعية في الدقيقة 84، بينما سجل هدف الكاميرون الوحيد مدافعه جويل ماتيب في الدقيقة 26. افتتح نيمار أهدف اللقاء، من كرة عرضية لعبها زميله جوستافو، ليضعها مهاجم برشلونة الخالي من الرقابة بسهولة في الزاوية اليسرى، ثم هدد إيتانجي بتسديدة صاروخية على الطائر، أنقذها إيتانجي ببراعة، بعدها أضاع فريد فرصة مؤكدة. انتفض لاعبو الكاميرون لوهلة، وكان تشوبو موتنج، وفنسنت أبوبكر وإيونج إينوه، والظهير الأيمن النشيط آلان نيوم أنشط أسلحة الألماني فولكر فينكه المدير الفني لأسود الكاميرون، واقتربوا كثيراً من مرمى الحارس البرازيلي جوليو سيزار، حيث تصدت العارضة لضربة رأس من جويل ماتيب، إلا أن القدر ابتسم لنفس اللاعب، ليحرز التعادل من كرة عرضية وضعها في الشباك الخالية. لم ينتهز المنتخب الكاميروني الفرصة، وبدا أليفاً للغاية، بلا أنياب شرسة، وتراجع للخلف أملاً في الخوج بالتعادل وتوديع المونديال بطريقة مشرفة، إلا أن نيمار رفض هذا السيناريو، وقطع مشواراً طويلاً بالكرة، وتوغل وسط الدفاع الكاميروني الهش، واضعاً الكرة في المرمى في الدقيقة 34، رافعاً رصيده إلى 4 أهداف في صدارة هدافي المونديال. فاجأ أبطال العالم 5 مرات منافسهم بهجوم شرس في الدقائق الأولى للشوط الثاني، إيتانجي يبعد تسديدة فريد بصعوبة، ليعود المهاجم المخضرم لتسجيل الهدف الثالث بضربة رأس سهلة في المرمى الخالي بعد مرور 4 دقائق. هدأت أعصاب سكولاري، ليمنح الفرصة لبعض البدلاء حيث أشرك راميريس مكان هالك، وترك باولينيو مكان لفرناندينيو الذي سجل الهدف الرابع مستغلاً مسلسل الأخطاء الفادحة للدفاع الكاميروني، بينما لم تثمر تغييرات الألماني فولكر عن شيء. البرازيل رفع رصيده إلى 7 نقاط في الصدارة ليلاقي تشيلي ثاني المجموعة الثانية، بينما ودع الكاميرون المونديال بطريقة مهينة للكرة الأفريقية، بثلاث خسائر، واهتزاز شباكهم 9 مرات في 3 مباريات. تأهل مستحق وفي المواجهة الأخرى عاقب منتخب المكسيك نظيره الكرواتي واندفاعه للهجوم دون حساب، وتغلب عليه 3-1، في مواجهة انتهى شوطها الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف وردت العارضة تسديدة صاروخية لمكوك الوسط المكسيكي. وفي الشوط الثاني ضرب أبناء المدرب ميجيل هيريرا المرمى الكرواتي بثلاثة أهداف في 10 دقائق، سجلها رافائيل ماركيز قائد الفريق، وأندريس جواردادو، وخافيير هرنانديز في الدقائق 72 و75 و82، بينما سجل إيفان برزيتش أنشط لاعبي كرواتيا هدف منتخب بلاده الوحيد في الدقيقة 87. بهذا الفوز الكبير، يفقد المنتخب المكسيكي صدارة المجموعة الأولى بفارق الأهداف، ليلاقي في دور ال16 المنتخب الهولندي متصدر المجموعة الثانية بثلاثة انتصارات، بينما ودع منتخب كرواتيا المونديال بعدما بقى في المركز الثالث برصيد 3 نقاط من فوز وحيد على الكاميرون 1-0 لاعب رائع جعل الهدفان اللذان سجلهما نيمار ضد الكاميرون من الصعب تصديق أنه منذ نحو عام كانت هناك مخاوف حقيقية عما اذا كان ناضجا بما يكفي لقيادة سعي البرازيل لإحراز لقب كأس العالم لكرة القدم للمرة السادسة. وحتى كأس القارات العام الماضي كان نيمار لا يزال يلعب في كرة القدم المحلية بالبرازيل وواجه صعوبات في مبارياته النادرة ضد أندية اوربية. وفي وجود عشرات عقود الرعاية المرتبطة باسمه بالإضافة لجيش من الجماهير المحبة له وقربه من الشاطئ ثارت مخاوف من أن نيمار فضل الاختيار السهل بالبقاء مع سانتوس في البرازيل. وكانت هناك علامات استفهام حول ما اذا كان سيستطيع التعامل مع الضغط الهائل للعب مع منتخب البرازيل على أرضه في كأس العالم. وبعد مرور عام وثلاث مباريات واربعة أهداف في كأس العالم أظهر نيمار أنه لا يعير ذلك أي اهتمام. وقدم نيمار عرضا رائعا آخر تضمن هدفين سجلهما بمهارة في الشوط الأول ليقود البرازيل للفوز 4-1 على الكاميرون والتأهل لدور الستة عشر. وكانت هناك خطورة في كل مرة تصل اليه الكرة والعديد من لمحات الحيل الشهيرة التي أدت لتذمر في الماضي بسبب الاستعراض. واثأر نيمار نشوة الجماهير بعد أن مرر الكرة برباطة جأش من فوق مدافع كاميروني مذهول وحاول تكرار حيلة مهاجم المكسيك السابق كواتيموك بلانكو بالوثب متجاوزا أحد المدافعين والكرة بين ساقيه. وقال نيمار للصحفيين بعد اختياره كأفضل لاعب في المباراة “لا أشعر بأي ضغط.” وأضاف “قلت دائما لا يوجد ضغط عندما تحقق حلما. هذا شيء حلمت به منذ كنت صغيرا.. حلمت دائما باللعب في مباريات كهذه.” وتلقت ثقة نيمار دفعة بأداء رائع في كأس القارات العام الماضي التي فازت بها البرازيل وانتقل بعدها لأوربا لينضم الى برشلونة. وشهد موسمه الأول في اسبانيا مراحل صعود وهبوط وغاب خلاله مرتين بسبب الاصابة رغم أن ذلك ربما كان في صالحه إذ قلل من الآمال الضخمة المعقودة عليه كما تسبب في وصوله لكأس العالم وهو غير مرهق. واشاد لويس فيليبي سكولاري مدرب البرازيل بنيمار بسبب روح الفريق التي يمتلكها والتزامه باداء أشياء غير محببة في كرة القدم مثل العودة للدفاع ورقابة مهاجمي الفرق المنافسة. وقال سكولاري للصحفيين “إنه متعاون للغاية مثلما قلت في العديد من المرات” مضيفا أن أغلب الفضل يجب أن يعود الى موريسي راماليو مدرب نيمار السابق في سانتوس. وتابع “غرس موريسي في نيمار أنه يجب في بعض الأحيان أن يتوقف عن الابتكار ويشترك في الرقابة عندما تكون الكرة مع المنافس وهذا شيء لا يراه الناس في المعتاد.” كما رفض سكولاري الايحاءات بأن البرازيل ربما تعتمد أكثر من اللازم على نيمار البالغ عمره 22 عاما. وقال “الارجنتين تعتمد على ميسي والفرق الأخرى تمتلك لاعبين استثنائيين.. هذا طبيعي. هناك لاعبون مختلفون وهؤلاء يصنعون الفارق لأي فريق.. وليس فقط البرازيل.