البدري: التصميم الطباعي هو الإبتكار والخلق الإبداعي التشكيلي لدى المتلقي
الخطوط العربية المبرمجة لم تعط الحرف هيبته
فائز جواد
بغداد
منذ كان طالبا في معهد الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلية فرع الخط والزخرفة، في ثمانينيات القرن المنصرم وكنا معا على مقاعد الدراسة. عرفته مجدا مبدعا متميزا اضافة الى علاقاته الجميلة مع اساتذته وزملائه فانه حقق نجاحا في تصاميم بعض الاغلفة لكتب ثقافية وفنية وتصاميم اخرى متميزة الامر الذي جعل اساتذته في المعهد يتوقعون فنان وائل البدري ان يكون واحد من المصممين العراقيين الكبار
وواصل البدري مسيرته في عالم التصميم ليتخذ من شارع المتنبي شارع الثقافة مكانا ثابت له لتفعيل ابداعاته بفن التصميم وحقق له اسما في الشارع والوسط الثقافي متميزا قبل ان ينطلق ليبحث بمعارض له وعلى مستوى الوزارة والعراق تبحث بفن التصميم هذا الفن الراقي في العراق فاضاف البدري لمسيرته الفنية التشكيليبة معارض متميزة كان اخرها بوزارة الثقافة وضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 (الزمان) ضيفت المحترف وائل البدري بحوار تعرفنا من خلاله على مسيرته المبدعة.
{ كمصمم محترف لو اردنا ان نفصل معنى وماهو التصميم التشكيلي خاصة ان كلمة تصميم تذهب للكثير من الحرف التي ربما تدخل بمجال الفنون والاعلام؟
– التصميم الطباعي هو الابتكار والخلق والابداع التشكيلي لانتاج اعمال فنية لها منفعة حسية لدى المتلقي وهو كل ما يدخل في عالم الطباعة مثلا كعمل شعار أو ماركة أو تصميم مجلات أو جرائد أو بوستر وما الى ذلك من الفنون البصرية، فهي إذا ربط عناصر مرئية تشمل الخط والشكل واللون والفضاء والضوء والرسم ودور المصمم هنا، أداة تنظيم هذه العناصر وفقا لنمط أو نهج يراه معبرا عن احساسه أو ميوله وهنا يعتمد التصميم على قدرة المصمم على الابتكار لأنه يستخدم ثقافته وقدرته التخيلية ومهاراته الابداعية في خلق عمل يتصف بالواقعية والجدية حتى يؤدي التصميم الى الغرض أو الوظيفة التي وضع من أجلها.
{ بمن تاثرت قبل دخولك المعهد واثناء الدراسة وبعدها؟
– تأثرت في بداية انتباهي للجمال بالرسم والخط العربي باستاذي المعلم بابتدائية الرفاعي بشير الحاج علي كخطاط وبمعلمي لمادة الرسم الممثل الراحل كاظم فارس حتى دخولي معهد الفنون الجميلة قسم الخط والزخرفة، وبعد إنهاء دراستي بمعهد الفنون نلت المرتبة الاولى ما أهلني لدخول أكاديمية الفنون الجميلة قسم التصميم الطباعي وكان ذلك عام 1983 حينها دخلت عالم مفتوح من الابداع وصقل موهبتي استاذي الانسان الفنان علي طالب.
{ هل لك محاولات لرسم لوحات تشكيلية وانت قريب جدا من رواد التشكيل من جيلك ومن قبلك؟
– في بداية اهتماماتي الفنية كنت رساما ونفذت الكثير من الاعمال التي شاركت بها أيام دراستي المتوسطة.
{ هل غير الكمبيوتر وعموم التكنلوجيا الرقمية التي تدخل بمجال التصميم من مهمة المصمم الحرفي اي هل اضاف وطور من خبراتكم؟
– أنا أول الخطاطين الذي أدخل الكومبيوتر وتقنياته في عمله كمحترف منذ عام 1995 سعيت لتطوير عملي والعمل على برامج التصميم الطباعي coreldrow – photoshop – in design ومزجت بين العمل الاحترافي اليدوي وبين الكومبيوتر كاستخدام الخط العربي خطا وبين المساحات اللونية والخزين الهائل اللوني الموجود في برامج التصميم الطباعي شعرت حينها بأن الخطوط العربية المبرمجة على الكومبيوتر لم تعط للحرف العربي هيبته وحقه فقررت الخوض في عالم البرمجيات لصناعة حرف عربي أي أبجدية كاملة وإدخالها للكومبيوتر وبرمجتها لتصبح بعدها هذه الابجدية كأي حرف ممكن العمل عليه من خلال كيبورد الحاسبة وأنجزت أربعة أبجديات وأسميتها wail – badry – hamza – rabee
{ وانت لم تغادر شارع الثقافة المتنبي كيف تقرا بصراحة واقع الثقافة فيه ؟
– أعتبر شارع المتنبي الرئة التي أتنفس بها فمنذ عام 1983 حيث كنت طالبا في اكاديمية الفنون قسم التصميم الطباعي أسست محترفي وسعيت جاهدا لتطوير قدراتي الفنية حتى أسست مركزا لفرز الألوان وهو الأول في شارع المتنبي.
{ كيف تقرا واقع الثقافة اليوم سيما انت قريب جدا من المثقف والفنان العراقي؟
– أرى ان واقع الثقافة والفن اليوم في العراق يمر باتجاهين متعاكسين، ففي الوقت الذي يسعى فيه المثقف والفنان بتطوير أدواته وخلق مساحات للابداع في ظل ظروف عصيبة لن تمر على بلد على مدى التاريخ ترى الفنان يجد ويجتهد كأنه يقول للظلاميين والقتلة بمختلف مسمياتهم ها أنذا العراقي المبدع الصبور أتحداكم بحبي للحياة وصناعة الجمال كيفما تكون ظروفي ومعاناتي، والدليل انك تشاهد هنا معرض تشكيلي وهنا مهرجانا مسرحيا وهناك أمسية موسيقية أو مهرجان للشعر والتكريم وما الى ذلك وأضف لذلك ان مجاميع بدأت بالتشكيل كمنظمات مجتمع مدني تعنى بالثقافة والفنون ناهيك عن مجالس بغداد الادبية التي لم تمت يوما ، هذا هو الاتجاه الأول أما ما يعاكسه هو القنوات الحكومية التي لم يكن اهتمامها بالفنان على المسؤولية الأبوية في احتضان أبناء البلد المبدعين وهذا خطأ كبير يجب الانتباه له ومعالجته. فقد همشت وزارة الثقافة كوزارة مهمة وحيوية ولولا مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لما انتعشت الحركة الفنية بمختلف اختصاصاتها على مدار السنتين الماضيتين، خوفي على القادم من الايام.. وهنا لابد للفنان من تأسيس نظام ودستور يرعى مصالحه وينصفه وهذا لن يأتي إلا بالاصرار والمطالبة بالحقوق واستغلال كل القنوات الدستورية التي توصلنا لنيل حقوقنا التي سلبت ولا ندع مجال لأي جهة كانت لمحاولة تهميش العقل العراقي الخلاق.
يشار الى ان آخر اعمال البدري هو المعرض الشخصي للملصق السياسي وكان بعنوان (شاهد ومُشاهد) الذي إفتتحه وزير الثقافة سعدون الدليمي في تشرين الأول 2011 ويتحدث المعرض عن العراق منذ 2003 حتى 2011 ويعد المعرض هو الاول من نوعه للملصق السياسي في تاريخ إقامة المعارض التشكيلية حيث لم يكن حضور مميز للملصق إلا من خلال معارض تشكيلية عامة أو من خلال مسابقات تقام لاختيار ملصق لمناسبة.
على مدى 27 عاما من العمل الاحترافي أنجز مئات العناوين لأغلفة الكتب والعلامات التجارية لمؤسسات حكومية وقطاع خاص وعدد لايحصى من أغلفة المنتجات التجارية بمختلف أنواعها.
السيرة الذاتية
– وائل ريسان كاظم البدري تولد النجف 1961
– بكالوريوس تصميم طباعي كلية الفنون الجميلة 1987
– صمم هدايا المؤتمرات والمهرجانات وكتب الاغلفة والمجلات والشعارات الحكومية
– خطاط ومزخرف ومصمم طباعي محترف منذ العام 1984
– عضو نقابة الفنانين العراقيين
– عضو نقابة الصحفيين العراقيين
– عضو جمعية التشكيليين
– عضو جمعية الخطاطين
– عضو شرف دائم جمعية الخطاطين الاردنيين
– حائز على الجائزة الاولى للملصق – جامعات بغداد 1985