البارزاني يدعو البشمركة المتقاعدين للإلتحاق والمالكي قواتي واجهت نكبة ولم تهزم
هجمات في غرب كركوك وقطع الإمدادات عن سامراء
لندن ــ أربيل الزمان
بغداد ــ علي لطيف
توعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس المسلحين الذي يسيطرون على مناطق واسعة في الشمال بالقضاء عليهم، مشددا على ان قواته واجهت نكبة ولم تهزم. فيما سيطر المسلحون على قرى في غرب كركوك قطعوا الامدادات القادمة من بغداد الى سامراء وانتزعوا السيطرة علي جلولاء من البيشمركة.
من جانبه دعا رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بازراني أمس كافة عناصر البشمركة المتقاعدين الى الالتحاق بالوحدات العسكرية والاستعداد لكافة الاحتمالات.
وقال بارزاني في بيان نظرا للأوضاع الحالية المستجدة على حدود إقليم كردستان والعراق، ومن أجل الدفاع عن حياة وممتلكات المواطنين أناشد جميع الأطراف تحمل مسؤولياتها ومساندة ودعم قوات البشمركة وقوات الآسايش في إقليم كردستان . واضاف أطالب كافة أفراد البشمركة الذين أحيلوا على التقاعد، بالالتحاق بالوحدات التي كانوا يخدمون فيها شعبهم ووطنهم وذلك من أجل دعم القوات والاستعداد لكافة الاحتمالات . وقال المالكي في خطاب له أمس سنواجه الارهاب وسنسقط المؤامرة ، مضيفا الذي حصل هو نكبة لكن ليست كل نكبة هزيمة … تمكننا من امتصاص هذه الضربة وايقاف حالة التدهور … وبدات عملية رد الفعل واخذ زمام المبادرة وتوجيه ضربات .
وتابع سنلقنهم دروسا وضربات ونسحب من ايديهم وايادي الذين يقفون خلفهم التصورات الموهومة انهم يستطيعون اسقاط العملية السياسية والوحدة الوطنية واسقاط العراق لكي تؤسس على انقاضه دويلات وملوك طوائف وامراء حرب .
من جانبها قالت مصادر من داخل سامراء امس ان قوات تابعة لعمليات سامراء تحيط بالمدينة من جهاتها الاربع تحسبا من حدوث هجوم مفاجئ للجماعات المسلحة.
وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها في تصريحاتها ل الزمان ان قوات من التعبئة الشعبية التطوعين انتشروا داخل المدينة لحماية مرقدي الامامين.
واضافت المصادر ان تعزيزات الجيش التي يتم ارسالها من بغداد الى سامراء تتعرض لنيران كمائن الجماعات المسلحة في المنطقة الممتدة بين الاسحاقي ثم سيد غريب وحتى الدجيل.
وأضافت المصادر ان هذه التعزيزات المنتظرة لم تصل حتى الان.
وأوضحت المصادر لضمان وصول التعزيزات الى سامراء بدء الجيش بتجريف البساتين وازالة المتاجر والمنشآت لمنع اختفاء الكمائن في داخلها وضمان سلامة الامدادات لتأمين المنطقة. وقالت المصادر في تصريحاتها ل الزمان من داخل سامراء ان الكهرباء توقف بسبب انعدام الوقود ولا يوجد بنزين والغذاء يشح تدريجيا بسبب نفاد مخزون السكان منه.
وقالت المصادر ان القوات الحكومية بمختلف تشكيلاتها في سامراء يقودها جواد البولاني وزير الداخلية السابق
وأحمد ابو رغيف نائب وزير الداخلية السابق وأحمد النامل قائد شرطة صلاح الدين السابق الذي وصل سامراء أمس. على صعيد متصل وفي كركوك قالت مصادر ل الزمان ان قرية بشير التي يعيش فيها التركمان قد أصبحت أمس تحت سيطرة الجماعات المسلحة بعد قتال عنيف انتها ظهر امس ونزح السكان الى قرية تازة القريبة التي تسيطر عليها قوات من البشمركة. وحول الوضع في كركوك قال المصدر ان السكان يعانون من ارتفاع الاسعار وانعدام الكهرباء وقلة الخدمات فضلا عن الذعر الذي يسيطر عليهم من هجمات متوقعة. وسيطر مسلحون أمس على ثلاث قرى تقع بين قضاء طوزخرماتو وناحية امرلي على بعد 85 كلم جنوب كركوك 240 كلم شمال بغداد اثر اشتباكات قتل فيها 20 مدنيا، وفقا لمسؤول محلي.
وقال قائممقام قضاء طوزخرماتو شلال عبدول تمكن مسلحون من السيطرة على ثلاث قرى واقعة بين قضاء الطوز وناحية امرلي جنوب كركوك فيما سقط 20 مدنيا جراء الاشتباكات .
واضاف ان القضاء يخضع لسيطرة قوات البشمركة والوضع الامني فيه مستقر وجميع تلك القوات في حالة تأهب كامل لصد اي هجوم محتمل من قبل ارهابيي داعش ، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي يسيطر مع تنظيمات اخرى على مناطق واسعة من شمال البلاد.
واوضح عبدول ان الاشتباكات اسفرت عن هجرة الفي عائلة الى الاماكن الأمنة وسط القضاء او ناحية امرلي التي تتمركز بها قوات امنية والتي تبعد حوالي 12 كلم عن مركز قضاء خورماتو واغلب سكانها من العرب والتركمان الشيعة.
فيما انتزع المسلحون أغلب احياء جلولاء التي كانت تحت سيطرة البشمركة.
واعلن متحدث عسكري عراقي أمس ان القوات العراقية وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير مدينة تلعفر الاستراتيجية من قبضة المسلحين في غضون الساعات المقبلة.
ونقل بيان عن المتحدث الرسمي ان قيادة العمليات وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير كامل القضاء بحلول فجر الخميس ولم يكشف البيان هوية المتحدث.
وتابع بحلول فجر أمس، استعادت قواتنا البطلة، أجزاء واسعة من قضاء تلعفر، الذي حاولت المجاميع الإرهابية التابعة لتنظيم داعش ترويع المواطنين الأبرياء فيه .
واكد ان تعزيزات عسكرية كبيرة توافدت على القضاء، لتوفير الزخم العسكري اللازم، وفق الخطة التي رسمتها قيادة العمليات .
وهاجم مسلحون ينتمون الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش قضاء تلعفر حيث صمدت القوات العراقية رغم سقوط اغلب مناطق محافظة نينوى.
وينذر التقدم المتسارع الذي يحققه المسلحون المتطرفون في العراق منذ اسبوع، بوضع حد للحكم المركزي المستمر منذ العام 1920 في هذا البلد الذي تمزقه الطموحات الاتنية والمذهبية، وتحويله في افضل الاحوال الى صيغة حكم كونفيديرالية، بحسب خبراء ومحللين.
وخلال اسبوع، شهد العراق تداخلا بين سيطرة المسلحين وغالبيتهم من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على مناطق سنية في شمال البلاد وغربها، ودعوات من المرجعيات الشيعية لحمل السلاح في مواجهة هذا التقدم، ومسارعة الاكراد الى وضع يدهم على مدينة كركوك الغنية بالنفط، والتي يطالبون بها منذ زمن طويل.
ويقول فنار حداد، الباحث في معهد الشرق الاوسط في جامعة سنغافورة انه من وجهة النظر الكردية، هذا تحول لا عودة عنه. وضع كركوك كان المسألة الاكثر الحاحا، لكنها حلت في ليلة واحدة نظرا الى تقدم الدولة الاسلامية في العراق والشام .
ويرى حداد ان الاكراد كانوا على درب الاستقلال، الا ان عددا محدودا جدا من العرب العراقيين، أكانوا سنة ام شيعة، كانوا يحبذون الانفصال .
ويضيف مؤلف كتاب الطائفية في العراق رؤى مضادة للوحدة ، ان الاحداث الاخيرة تدفع الى فصل رسمي او غير رسمي. لم يسبق لاحتمال تقسيم المناطق العربية في العراق ان كان كبيرا الى هذا الحد .
ونشأ العراق في صيغته الحالية في العام 1920، ونال استقلاله في العام 1932. ووسط الخلافات العميقة وانتقال السلطة بعد 2003 من السنة الى الشيعة، بقي العراق تحت حكم سلطة مركزية، على رغم الوضع الاستثنائي لاقليم كردستان منذ العام 1991.
ويقول المحلل في مجموعة آي كاي إي البريطانية جون درايك ان عراقا موحدا ليس مستحيلا، لكنه امر قليل الاحتمال. باتت الانقسامات شديدة العمق. الحدود الداخلية التي كانت موجودة بفعل الامر الواقع تبدلت، وبات من المحتمل ان تصبح حدودا فعلية في السنوات المقبلة .
AZP01