البارزاني بعد لقائه بوتين :الشركات الروسية ترفض اعتراضات الحكومة العراقية على عقودها النفطية


البارزاني و بوتين

 

أنقرة ــ توركان اسماعيل
موسكو ــ اربيل ــ الزمان
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني الذي يزور موسكو. ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن الدائرة الصحفية في الكرملين أن المباحثات بين بوتين والبارزاني تناولت تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا والاقليم الكردي العراقي.
وقالت من المتوقع أن يعقد البارزاني لقاء مع رئيس شركة غازبروم الروسية أليكسي ميلر.
وأعلن البارزاني امس من موسكو عن ابرام عقود جديدة لانتاج النفط مع مجموعة غازبروم العامة الروسية بالرغم من استياء السلطة المركزية في بغداد من العقود السارية.
وقال البارزاني في تصريحات نقلتها الوكالات الروسية مؤخرا ابرمنا اتفاقات مهمة جدا مع غازبروم نفط وهي الفرع النفطي لشركة الغاز العملاقة. في تشرين الثاني وجهت الحكومة العراقية الى غازبروم انذارا وطالبتها الاختيار بين العقد المبرم معها لاستغلال حقل بدرة النفطي والتزاماتها مع كردستان.
واثار ابرام عدد من الشركات النفطية الاجنبية اتفاقات مباشرة مع اقليم كردستان غضب الحكومة العراقية التي لم يتم طلب موافقتها عليها.
وردا على سؤال حول احتمال مغادرة غازبروم كردستان اكد البارزاني ان الامر غير صحيح .
وقال ان الاتفاقات المبرمة مؤخرا تؤكد استمرار عملها في المنطقة.
ويعتبر استغلال موارد الطاقة الاشكالية الرئيسية في العلاقة المتوترة بين اربيل وبغداد. في الخريف ردت شركة اكسون موبيل الامريكية على انذار مشابه وجهته بغداد اليها بالاعلان عن تفضيل عقد مبرم مع كردستان على اتفاق لاستغلال حقل نفطي في جنوب العراق.
من جانبه أكد مسؤول عراقي كردي أن البارزاني بحث في موسكو فتح باب الاستثمار للشركات الروسية النفطية والزراعية والتجارية ، وتمهيد زيارة لها للاطلاع على الفرص داخل الاقليم.
وأضاف أن الوفد يمهد بعد المباحثات زيارة للشركات الروسية للاطلاع على الفرص العمرانية والنفطية في داخل الاقليم، لافتا الى أن العلاقات الكردية الروسية تمتد اواصرها الى عام 1947 عقب انهيار جمهورية مهاباد الكردية ولجوء البارزاني مع نصف مليون مقاتل الى روسيا حيث قضى 12 عاماً. من جانبه أكد البارزاني في مؤتمر صحفي مصغر داخل السفارة العراقية في موسكو ان تنظيم القاعدة موجود في العراق، وأن هناك تنسيقا بين فروع التنظيم في العراق وفي دول عربية أخرى، بما فيها سوريا . ونقل موقع روسيا اليوم عن البارزاني القول ان الأزمة السورية لها تداعيات خطيرة على الأوضاع في كردستان العراق. وأن الحدود العراقية ــ السورية مضبوطة.
وبشأن العلاقات الاقتصادية مع الجانب الروسي قال البارزاني ان شركة غازبروم تعمل حالياً في الاقليم وأنها عقدت عددا من الاتفاقيات الهامة مع سلطات الاقليم مؤخراً وستواصل عملها هناك، كما أن هناك شركات روسية أخرى تجري محادثات مع سلطات الاقليم.
ووصل البارزاني الى موسكو مساء امس الاول، تلبية لدعوة وجهت له من الحكومة الروسية العام الماضي، لبحث العلاقات الاقتصادية والسياسية الخاصة بالاقليم والعراق والمنطقة عموماً.
وذكر بيان صادر عن الاقليم أن الوفد يضم مسرور البارزاني مستشار مجلس أمن اقليم كردستان، وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم، وآشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية لحكومة الاقليم، وكامران أحمد عبد الله وزير الاعمار والاسكان، وفلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لحكومة الاقليم، وعددا من المستشارين.
واليوم تعرض تركيا تحويل هذا الوفاق الى شراكة استراتيجية. وتقول الصحافة التركية ان هذا المشروع يتضمن بناء خط انابيب قادر على نقل عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.
ودون تأكيد هذا المشروع برر وزير الطاقة التركي تانير يلديز اهتمام بلاده بجارها الجنوبي متسائلا أليس من الطبيعي ان تعمل تركيا على حماية مصالحها؟ .
وجاء ذلك ردا على الانتقادات التي اثارها التقارب بين انقرة واربيل بدءا من العراق الذي ينكر على المنطقة الكردية حق تصدير نفطها دون موافقته.
على صعيد آخر عرضت تركيا تحويل علاقتها مع الاقليم الكردي في مجال النفط الى شراكة استراتيجية. وقالت الصحافة التركية ان هذا المشروع يتضمن بناء خط انابيب قادر على نقل عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا.
ويرى بعض المحللين ان خيار تركيا اعادة توجيه جزء من وارداتها النفطية والغازية المرتفعة الكلفة من ايران واذربيجان وروسيا باتجاه كردستان العراق حقيقة اقتصادية بديهية.
وقال ميتي غوكنيل الرئيس السابق لشركة بوتاس التركية لنقل الوقود ان مصادر الطاقة العراقية هي افضل سوق وافضل وسيلة لان تقلل تركيا تبعيتها في مجال الطاقة .
وعلى الصعيد السياسي جعلت انقرة من المنطقة الكردية العراقية واحدة من اقوى اوراقها في مفاوضات السلام التي استؤنفت في نهاية 2012 مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله اوجلان الذي تشكل كردستان العراق واحدة من حلفائه النادرين في هذا الملف.
وقال الاستاذ حسين بقجي في جامعة الشرق الاوسط التقنية لا يمكن لتركيا ان تتجاهل اكراد العراق . ويضيف روس ويلسن الباحث المجلس الاطلسي وهو مركز ابحاث اميركي ارى ان العلاقات التي اقامتها تركيا مع الزعماء الاكراد العراقيين واحدة من اهم التطورات في الشؤون الاقليمية .
AZP01