الانتخابات المبكرة أو تجميد الدستور

الانتخابات المبكرة أو تجميد الدستور
محمد الياسين
لا يبدو هناك بصيص أمل في حل الازمة الراهنة التي تمر بها الطبقة السياسية، وما تشهده الساحة من حراك ينذر بتصعيد الازمة دون احتوائها، رغم سعي بعض الاطراف الدينية والسياسية إلى حلحلة الامور والاخذ بها باتجاه التهدئة، لاسيما ان خصم المالكي هذه المرة طرف قوي واضح بمواقفه السياسية سواء أتفقنا أو اختلفنا معه بالرؤى و وجهات النظر ألا أنها حقيقة أثبتها الواقع السياسي، كون ان التحالف الكردستاني يعد ركناً أساسياً في تركيب العملية السياسية.
جاء اجتماع وزراء اقليم كردستان في محافظة كركوك ومناقشتهم اوضاعها الادارية رداً على اجتماع المالكي بوزرائه في نفس المحافظة بوقت سابق،إضافة الى كونها تصعيدا للازمة، فهي سياسة المواجهة بالمثل من قبل ساسة الكُرد. في لقاء تلفزيوني تحدث المالكي عن رغبته بذهاب لانتخابات مبكرة للخروج من نطاق الازمة أو ذهابه لخيار تجميد الدستور اذا ما فشلت محاولات حل الازمة القائمة ، في نبرة لا تخلو من تهكم وبإشارة صريحة قال ان الاجتماعات تعقد في أربيل وكذلك تُصدر إلينا المشاكل من هناك، استمرار تصاعد وتيرة الحرب الكلامية في الاعلام بين أطراف الأزمة يعني مزيداً من توترات وصراعات سياسية قد تأخذ طابعا آخر في مقبل الأيام.
القارئ الحاذق للمشهد السياسي يعرف جيدا ان التحالف الكردستاني ليس القائمة العراقية التي انبطح أغلب قادتها أمام المالكي دون خشيه أو حياء من ناخبيهم والجمهور العراقي، وخلعهم ثوب الوطنية وشعاراتها التي صموا بها آذان العراقيين ولبسوا ثوباً طائفياً مقيتاً بمطالبتهم لإقليم سُني يجزئ العراق الى كانتونات مناطقية مذهبية، حيازة التحالف الكردستاني وتحديدا السيد البارزاني على اوراق ضغط تزعج حكومة المالكي تطرح كثيرا من الاحتمالات وتُبقي الباب مفتوحا لكثير من التكهنات بمسار الاحداث ونتائجها النهائية.
/5/2012 Issue 4203 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4203 التاريخ 19»5»2012
AZP07

مشاركة