الإنقسام السياسي ينتج إرهاباً منظماً – محمد حمزة الجبوري

الإنقسام السياسي ينتج إرهاباً منظماً – محمد حمزة الجبوري

يقال ان الإختلاف لا يفسد للود قضية! نعم ,ولكنه قد ينتج فظائع وخطوبا أثمانها دم يراق وأجساد تلتصق على الجدران أن زادت حدته سيما أن كان سياسياً يتطلع إلى تفكيك الشارع بغية الإستقطاب والظفر بأصوات الناس لتكون بمثابة سلالم لبلوغ المقاصد، فالإنقسام الطائفي والتخندق المذهبي لا ينتج الا مزيداً من الدم لأن الأطراف المتباينة تدفع بإتجاه تكفير الآخر وعزله عن المشهد لتخلو الساحة لها تمهيداً لفرض الهيمنة على الناس وأسرهم والتحكم بمصائرهم، فبعد مضي أكثر من عقد ونصف من الزمن لم نر الا تنامياً لمظاهر العنف السياسي والإجتماعي ( ثنائية الدم)، لربما ترتفع مناسيب الخطف والجريمة وتكثر السرقات وتتفشى البطالة وينتشر الفقر في مجتمع ما وهذا أمر ليس غريباً قياساً بأرتفاع معدلات الهجمات الإرهابية على المدنيين العزل في الأسواق ودور العبادة بشكل منظم ومخطط له مسبقاً لأن كل المؤشرات تشير إلى وجود بصمات خارجية تسعى إلى أحداث شرخ كبير في النسيج الإجتماعي العراقي وإشعال الفتيل الطائفي لصناعة أزمات وحروب داخلية لا تبقي ولا تذر ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء ,فحدوث انفجارين مزدوجين قبل أيام في بغداد وتحديداً في مناطق عمل مكتظة يشي بوجود إرادات شريرة تستهدف زعزعة الأمن والسلم المحليين وهذا التصاعد في معدلات الإرهاب التكفيري المنظم المنطلق من متبنيات أصولية تدعي الطهرية والوصاية على الأمة وأنها ترمي إلى أنقاذها من براثن الشرك والوثنية..وهنا تكمن المفارقة !

 وثمة أمر جلل أن تم معالجته وتنبيه الشارع إزاءه سيحقق طفرة نوعية في مجرى الإحداث التي عصفت بالبلاد مؤخراً هو تراجع “الوطني” لمصلحة “الفصائلي” على أرض الواقع،الذي شوه المجتمع، وضرب قيمه وغير كثيراً من معالمه وسمات شبابه التي كانت في الأمس القريب على مستوى عالٍ من سمو الأهداف والوعي تجاه القضايا المعاصرة، أليس غريباً أن يصل بنا الصراع إلى هذا المستوى المتدني والغير مكترث بما يحصل كل يوم من مآس ونكبات؟ هل فخخ الإرهاب أسواقنا أم تراه فخخ العقول؟ وهل سنبقى نسير بنمطية بائسة في حفظ الامن الداخلي ، أم أن التراخي أصبح متلازمة لأجهزتنا الأمنية في بعض القواطع والمدن؟ أرواح الناس ليست لعبة بيد السياسيين والفاشلين والطارئين ,فهي أقدس من المعابد وكل التكايا والكنائس ,وأن هدم الكعبة عند الله أهون من أزهاق نفس بريئة ما لكم كيف تحكمون؟

الحل يكمن في إشاعة ثقافة التعليش وتقبل الفكر الآخر والدعوة إلى تكاملية الأديان والمذاهب لقطع الطريق على كل من يريد إشاعة ثقافة الموت والترويع.

بابل

مشاركة