الإنسان ينتمي إلى ذاته
الإنسان مـنذ بداية خـلقه وهو يتـمتع بنفس أمـــارة بالسوء ، وقد تكون فطرة إنسانية ، فهذا يعني إنهُ يـمتلك بدواخلهِ جانبين الجانب السلبي والجاـنب الإيجابي ، جانب الخير وجانب الشر ، وجانب الطــيبة وجانب الخُبث ، لكن الذي يطغي على الطبع الإنساني دون الأخر هو فـرق التربية التي تؤدي دوراً مهـما في تنمية إحـد جوانب الإنسان التي يتصف بها وتعويده عليها ، والدين الذي ينـتمي له هو العامل الأخر والذي يلعب دوراً كبيراً الإ إن الجهل بتعاليمه القيمة والصحيحة من قبل طبقة واسعة من المجتمع تجعل دوره متقلصاً ، وقد لايكون للدين بقدر ماتكون للتربية دور مهم في صقل الجانب الذي يتطبع به الإنسان ، فعندما نرى إن هُــناك أناساً منـتمية لمجموعة معينة أو دين معين يتصفون بصفاتِ غـير أخلاقية ، هذا لايعني إن جميع منتمي ذلك الدين يتحلون بذات الصفات أو عندما نــرى عنصراً من مجموعة معينة تتـحلى ببعـض الصفات غير الأخلاقية أو غـير المنطقية هذا لا يعني إن كل المجموعة تتحلى بذات الصفات ، لإن البشر متفاوتون بأطباعهم وصفاتهم وإن كانوا ينتمون لنفس الدين ولنفس الرابطة.
فكل تعبير وفعل وردة فـعل صادرة عنه تنتمي لذاته لا لدينه ولا لإنتمائه ، فالتربية لها صوت فعال في المجتمع وفي ذات الإنسان ، وكل فرد يتحلى بطبـعهِ وبعـاداته وبمبادئهِ وهذه حرية شخصية تــامة ، لكن إن تنسب تصرفاته واطباعه ومبادئه لدينه هذا ما لايعقل ، حتى إن في بعض الأحيان تكون مبادئه مخالفه لدينه.
فكيف يعقل أن نتهجم على دين بأكــملهِ لطبع فرد منتمي له ، فـعندما ترى رأيــاً ونقاشاً حــاداً وما لا تـــريد أن تسمعه ننسبه للشخص وليس لدينه لإن الإنسان ينتمي لذاتـه.
نور محمد