الإنسان قدرات عظيمة (2-2)

الإنسان قدرات عظيمة          (2-2)

 إذن العلم في كل مكان لكن كل ما عليك أن يكون في داخلك باحث عن العلم ولا تقل أنا من عائلة فقيرة وليست ثرية وبالتالي لا يستطيعون أن يوفروا لي مستلزمات الاختراع والبيئة اللازمة له فذاك توماس أديسون العالم الكبير الذي اخترع المصباح الكهربائي كان يبيع الصحف في الأسواق بمرحلة شبابه وغيره من العظماء الذين بدئوا حياتهم بأعمال بسيطة مثل فاراداي العالم الذي اكتشف قوانين الكهرباء وكان يعمل في مكتبة خاصة لتجليد الكتب وغيره من عظماء التاريخ الإنساني فعليك أن تقدم ما تستطيع في هذا الوجود وبالمستوى الذي يلائم قدراتك وكل ما عليك هو أن تحاول اكتشاف الطاقات المخزونة في ذاتك وتنمي تلك القابليات وتستعملها فحاول أن تجد ما يلائم طاقاتك لكي تختار المجال الذي تستطيع من خلاله النجاح فإذا كنت مصمماً أو نحاتاً أو كاتباً أو رساماً أو غيرها من المواهب انطلق بهذه الموهبة لكي تنميها وتصبح عملاقاً في مجال الفن ولا تبرر وتقول أنني لست مشهوراً في الأوساط الفنية ولا استطيع النجاح إن هذا المبرر هو تخطيط للكسل فالعظماء وأهل الفنّ المشهورين لم يولدوا عظماء إنما بدأوا بتنمية طاقاتهم وتحملوا المصاعب وبالتالي حققوا أهدافهم وحتى الفشل الذي يأتي بعد المحاولة أنه عمل مقدس وعظيم فيكفيك فخر المحاولة لأن هذه المحاولة سوف تعلمك الاستدارة الأولى في طريق النجاح لكي لا تصطدم في المحاولة الثانية إنها تقدم وليس تأخر فكل شيء جميل يبقى وان غاب صاحبه الحكمة الجميلة تبقى وان غاب قائلها والبصمة الجميلة تبقى وأن غاب صاحبها والموقف الشجاع يبقى وان غاب فاعله والكتاب الرائع يبقى وان غاب كاتبه والخدمة والاختراع الذي ينفع الإنسانية ويستفاد منه البشر يبقى وان غاب فاعله والشجرة المثمرة تبقى وان غاب من غرسها والعمل الإنساني الهادف يبقى وان غاب عامله والروح الجميلة تبقى وان غاب جسدها والكلمة الطيبة تبقى وان غاب قائلها ولوحة المنصف تبقى وان قتلوا صاحبها وصوت الأحرار يبقى وان كمموا أفواههم وهكذا باقي الأعمال الصالحة والجميلة التي تهدف إلى ارتقاء بني البشر وبناء دولة الإنسان بألوانها الجميلة فعلينا أن لا نخرج من هذا العالم دون عمل وأثر إنساني مهما كان لونه أو نوعه أو مستواه لكي نسرّ به إله الحرية والجمال ويطمئن به الضمير وينتفع منه الآخرين فكل ما علينا أن نحاول من الآن اكتشاف الجواهر والقابليات العظيمة في ذواتنا ونستثمرها استثماراً إنسانياً سليماً أن لم نحاول سابقاً وأن نكرر المحاولات التي باءت بالفشل بطريقة أفضل وأسلوب أدق وان لا نصاب باليأس والملل و نستسلم من غير محاولة فذاك مخترع المصباح الكهربائي لم يتوقف عن تحقيق هدفه بالرغم من فشله في عشرات المحاولات حيث بلغت أكثر من 999محاولة إلا أنه لم يُصب باليأس فتمكن بالأخير من تحقيق هدفه وأسمى تلك المحاولات بـ(تجارب لم تنجح) وعزيمته العظيمة وتفاؤله الإيجابي سافرا بهِ نحو النجاح وتوصل إلى اختراعات أخرى بسبب إيمانه العظيم بقدرات الإنسان فعلينا أن نحاول ولا نستسلم فوراً لكي نتمكن من استنشاق رائحة الحياة الجميلة بقدر صفاء أنفنا.

حسن هادي الطائي – الديوانية

مشاركة