الإنسان قدرات عظيمة 1

الإنسان قدرات عظيمة       1

الخادم مخدوم

 إن الإله الأزلي خلق الخلائق بأنواعها وأصنافها وإشكالها وأحجامها وألوانها وأجناسها لحكمة عظيمة وليس عبثاً وخلق من بين هذه المخلوقات خلقاً عظيماً يشير إلى عظمة خالقه لما فيه من الطاقات والقدرات العظيمة وما يحويه من القابليات والإمكانات الهائلة وجعل هذا المخلوق سيداً وشرفه على باقي المخلوقات وأصبح هو السلطان من بين الخلائق وهو (الإنسان) ووفر له كل ما يحتاجه ويخدمه لكي يبلغ من خلاله النجاح والتقدم وأعطاه القدرة على استثمار ما حوله والاستفادة منه سواء في بناء الإنسان الذي يكون من خلال تنمية القدرات الموجودة في داخله أو في بناء الأوطان الذي غالباً ما يحصل عندما يحدث الأول وتشمل استثمار الموارد التي تحت الأرض والتي فوقها والتقدم شيئا فشيئاً حيث خلق له الأرض وخلق له الماء والهواء وبالتالي خلق له النبات و الحيوان لكي يعيش ويشرب ويأكل ويستفيد منها في مجالات شتى وخلق له الشمس والقمر ليعرف الزمن من نهار وليل وغيرها من الفوائد التي تساهم في الحفاظ على حياة الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر مثل ارتباط نمو النبات بأشعة الشمس وهكذا باقي المخلوقات التي خلقها الإله لخدمة الإنسان ولكي ينجح في أداء مسؤولياته ويتمتع بحقوقه ويبتكر ويتقدم ويكون أهلاً لهذه السلطة والقيادة لذلك عليه أن يعرف أولاً أنه لم يُخلق عبداً أو خادماً لباقي المخلوقات مثل ما كان يحصل بشكل واسع في العصور القديمة حيث كان الإنسان يقدس الكواكب أو بعض الحيوانات على أنها آلهة وجعل العلاقة بينه وبين تلك المخلوقات علاقة ربّ ومربوب وبالتالي بادر إلى عبادتها فأصبح خادماً للمخلوقات التي خلقت لخدمته وهناك إلى الآن من يقدس بعض الحيوانات التي لا تحوي جزءاً من قدرات الإنسان وطاقاته على أنها آلهة فأصبح الخادم مخدوماً والمخدوم خادماً وهذه المشكلة تحدث نتيجة لعدة أسباب من ضمنها توارث هذه العقيدة من الآباء تقليداً سلبياً أو تقوقع جهاز التحليل والتفكر في زاوية واحدة أو عدم فعالية التأمل الإيجابي في هذا البعد أو غياب محاكاة الذات لكشف إمكانياته وقدراته التي يتفوق بها على ربه وعدم إمكانية الرب الذي يعبده بإحاطتها وغيرها من الأسباب الكثيرة والمختلفة تبعاً للزمن والبيئة التي يعيشوها فهو كالأب الذي لا يساهم في تربية أبنائه لأنه لا يعلم أنه أب فعليه أولاً أن يعرف أنه أب فإذا عرف أنه أب يعني انه عرف ما يقوم به الأب اتجاه أبنائه كذلك لا بد أن يعلم الإنسان أنه المخلوق العظيم وفيه الطاقات والإمكانيات العظيمة لكي يتمكن من استخراجها واستعمالها بالطريق الأمثل والأسلوب السليم فكلما اكتشف طاقة من طاقاته وموهبة من مواهبه كلما كان قريباً من تحقيق النجاح وبلوغ المجد وحتى يدخل إلى بوابة النجاح عليه أن يؤمن بقدراته وإمكانياته وهذا يكون من خلال تنمية هذه الطاقات وبلورتها بلون الطموح وتحديد الهدف وترك التسويف لكي يدخل تلك البوابة ويصبح ناجحاً في حياته وأداء مسؤولياته والتمتع بحقوقه عندها ستكون له بصمة جميلة في هذا الوجود وفي أي مجال من مجالات الحياة التي يستطيع من خلالها خدمة الإنسانية ورسم لوحة جميلة ووضعها على جدار الحياة لكي ينتفع الناس من رؤيتهم لها ولا تبرر بضعفك عن أقامة شيء أو تقديم شيء في خدمة الإنسانية ولا تقل أنني سيئ الحظ في كل شيء وقد فات الأوان إنك إنسان وفيك طاقات ولديك قابليات كما أن للعظماء الكبار قابليات كل ما في الأمر إنهم جاهدوا وثابروا على تنمية طاقاتهم وتفعيلها وتحقيق أهدافهم لكنهم استعدوا للتضحية بكل ثمن من أجل أن يقدموا شيئا لخدمة الإنسانية وان يساهموا في مساعدة الآخرين لكي يبتدئوا من حيث ينتهي دورهم فلا تقل أنا لم ادخل الجامعة وبالتالي لا استطيع التوصل إلى معلومة ما أو كتابة مقال أو قصة قصيرة أو رواية أو اختراع . فالعلم ليس محصوراً في الجامعات والمدارس العلم أصبح يباع على الأرصفة بمبالغ زهيدة وتعلوه الأتربة العلم في كل مكان وقد تحصل عليه من خلال ساعة تأمل وتحليل في الأصول لكي تستنتج الفروع .

حسن هادي الطائي – الديوانية

مشاركة