الإنسان الذهبي.. إبن العراق – لينا ياقو يوخنا
مهما بلغت قسوة الحياة في بلدنا وكان الظلام هو السائد لكن هناك نور من خلاله يرى العراقي الامل ويبقى مُتشبث بالحياة ومُحباً لها بسبب النماذج الانسانية الموجودة في مجتمعنا والتي تجعل المستحيل ممكنا والشر خيراً والحُزن فرحاً, مثال على ذلك الأنسان هشام الذهبي أبٌ لأطفال العراق ضحايا الحروب المستمرة .
اسميته الانسان لأنه جسد الانسانية بكل معانيها وربما اكثر من ذلك فقد بذل سنين حياته لهدف سامي وهو احتضان اولاد فقدوا اغلى شيء بحياتهم وهو الشعور بالحب والامان الذي يحتاجه كل فرد بحياته مهما بلغ من العمر, فكيف اذا كان الطفل يحتاج لمن يبتسم ويقل له صباح الخير عند استيقاظه ويحضر له الفطور الصحي والمفيد لنموه ويأخذه للمدرسة ويكافئه لتفوقه ونجاحه العلمي, ويثني عليه عندما يقوم بفعل ايجابي ويُرشده عندما يُخطئ ويمسح دموعه عنما يبكي من الالم والمرض ويحمله اذا وقع على الارض وهو يلعب مع اصدقاءه ويداوي جروحه, ويُنصت له عندما يتكلم عن احلامه البسيطة حتى وان كانت خيالية صعب استــــيعابها من البالغين لكن يكفي النظر لعينيه واخباره بان لا مستحيل لأحلامك فكل شيء ممكن , ويـــــــشاركه تفاصيل حياته البسيطة والعميقة الاحساس ويكون له الاب والصديق والمعلم ليصنع منه انسان.
فكل ما يحتاجه الفرد هو بيئة صالحة كالتي وفرها الذهبي لأبناء بلده الايتام بعد ان اوجعه حالهم وهم بلا مأوى ولا رقيب او ولي امر, دفع سنـــــــــين حياته ولا يزال من اجل ان يمنحهم حياة كريمة والكثيرين ممـــــن احتضنهم وهم صغاراً اصبحوا شباباً وتكفل بتوظيفهم من اجل استــــــقرارهم لتكوين اسرة وحـياة جديدة فيـــتيم اليوم هو ابٌ غداً .
ومن يكون والده هشام فلا بد ان يصبح انسان صالح وهذا ما لا يختلف عنه كل من يعرف ويتابع رحلة الذهبي سواء معرفته شخصياً او متابعته على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحتهم على الفيس بوك التي اصبحت نافذة امل للجميع بأن العراق لايزال يتنفس الحياة بسبب مقاطع الفيديو النابضة بالحب والتي تمثل الحياة اليومية في الدار الامن للأبداع من صفوف دراسية ونشاطات رياضية وثقافية كالموسيقى والرسم وكذلك رحلات ترفيهية واللعب معهم واعطائهم العيدية في المناسبات للحفاظ على التقاليد الاجتماعية وحتى الدينية كالاهتمام بالصلاة للتقرب الى الله, بالإضافة الى العمل التطوعي لفريق جدو المتكون من ابناء هشام الذين كبروا واصبحت مهمتهم رعاية المسنين الذين يعيشون في العراء وفاقدي الرعاية , هذا العطاء اللامحدود يعتبره الذهبي سبب سعادته فلا تكاد البسمة تفارق وجهه وهو بين الاطفال ويشعر بالمسؤولية تجاه كل ابناء بلده, هذا الاحساس المرهف تجاه قضية انسانية تخص اطفالنا لا نجده لدى من هم في السلطة الحاكمة والتي من المفترض ان تقدم واجبها تجاه هؤلاء الاطفال واعطائهم حقوقهم الكاملة لأن الاهتمام بهم كالاعتناء بسقي الشجرة لتصبح جذورها قوية لتعطي ثمراً صالحا يُغذي العراق ويجعل مستقبله مُشرقاً, وهذا ما يفعله ابن العراق البار بخدمته التي تجعل العديد من الناس يقتدون به , فهو غرس حب العراق في نفوس الكثيرين , هو صنع الانسان وهذه من اصعب المهمات لأنها مهمة تحتاج الى ضمير حي وايمان حقيقي بقدرة الفرد لتقديم الواجب تجاه بلده .هنيئاً لنا كعراقيين لوجود هكذا قدوة بيننا شعاره العطاء لخدمة اطفال العراق وطوبى لكل فرد والده هشام الذهبي.