الإنتهازي – ماجد الكاتب
صديقي ابو كريم حكى لي هذه القصة يقول ، كنت في احد الايام واقفا امام بيتي ، وشاهدت جاري العزيز ابو محمد يخرج من بيته ، وينظر الى بيت المرحوم حجي رشيد المجاور الى بيتي ، ويعود الى داخل منزله مرة أخرى ، وقد تكررت الحالة اكثر من مرة ، واقعا استغربت من هذه الحركة ، وقلت مع نفسي دعني أساله عن سبب ذلك ، لربما هناك أمر يستوجب مني التدخل به ، وحجي رشيد رحمة الله على روحه الطاهرة كان انسانا طيبا، وورعا وخايف الله ولديه اولاد كثيرون ، لكن البعض من اولاده رحمه الله يدعون التدين .
لا توجد ذرة رحمة في قلوب حجي رشيد عكس والدهم ، فالطمع والجشع والتسلط طبع من طباعهم ، فهم لا يتوانون عن ارتكاب ابشع الجرائم بأسم الدين ، وعندهم قتل الانسان او الاعتداء عليه كشرب قدح من الماء ، المهم تقدمت الى جاري ابو محمد ، وسالته عن سبب خروجه ودخوله الى المنزل ، فأجاب وبصوت جهوري عالي ، الله يرحم حجي رشيد برحمته الواسعة ، الحجي ابو قلب الطيب ، وقلت له اي والله حجي رشيد ابو قلب الطيب راعي الفقراء والمساكين ، وإذا بجاري العزيز ابو محمد الانسان الوديع الذي يزور العتبات المقدسة كل ليلة جمعة ويذرف الدموع على الامام الحسين (ع) على مدار العام ، وإِذا به يمسك يدي بقوة ووجهه باتجاه بيت المرحوم حجي رشيد ويقول ، وبكل حده وبصوت عالي ، أسمع زين ابو كريم ، وكأنه يريد ان يسمعهم ، حجي رشيد هاي المنطقة كلها تحلف باسمه سمعت ، الحجي انسان طيب ، الحجي نصير الفقراء ، الحجي بس الثوابات الكان يوزعها تدخله الجنة ، لا عبالك . يقول صديقي تجمدت الدماء في عروقي ، وأنعقد لساني وأُصبت بالذهول ، فأنا لم أقول عن الحجي اي كلام سيء بل مدحته ، وتوقعت ان احد أبناء الحجي سوف يسمع كلام ابو محمد ويخرج علينا ، وأصبح انا وعائلتي في خبر كانَ ، وذهب ابو محمد وهو يتمتم الله يرحم الحجي ودخل الى بيته ، يقول والكلام له خرج جاري ابو علي المقابل لبيتي على صوت صياح ابو محمد وهو مستغرب ، وسألني عن القضية ، فرويتها له من الاول الى الاخير فقال ، ان احد اولاد حجي رشيد سوف يتم تعينه بمنصب مدير عام لاحد الدوائر المهمة ، وجارك ابو محمد تعرف قبل فترة طلعوه تقاعد لعدم كفاءته والان جالس في البيت ويطمح في ان يعيدوه الى الوظيفة ، وعسى ابن الحجي يسمع كلامه ويعينه، فقلت له ، أَلا يخاف الله . لو سمع واحد من اولاد الحجي كلامه وتصوروا اني كنت اسب اباهم وابو محمد يدافع عنه ، وصدقوا به وقتلوني ماذا سيقول لله ، قال أنت الى قير وبئس المصير المهم اولاد الحجي يسمعوه ويقولون له عفيه السبع .