الإنتظار 1

الإنتظار         1

ماذا يعني الانتظار….ماهو الانتظار….اصل الانتظار…..هل هو روحي أم جسدي..وما المفيد منه!!!!

الانتظار…. هل يعني الصبر..أم يعني القدر…أم ماذا….

وهل هو مجموعة تسميات اختبر الله عز وجل بها عباده وخلقه من خلال (الوجود..و..العدم).فنحن نعرف ان الفوضوية الانسانية والفوضوية الكونية والثورات العلمية بالسياسة والاتصالات والعولمة والتجارة. هي من نتاجات عقل الانسان. وان خلق الطبيعة وتكوينها وثوراتها وكوارثها والحياة والموت .مرتبطة بقدرة ورغبة الخالق سبحانه وتعالى….

ماهو الانتظار……هل هو هاجس وفعل أدمي مرتبط بمقاييس العقل والوعي الانساني. حيث ان الخالق عز وجل خلق الانسان (هلوعاً..جزوعا..مستعجلا) وينتظر منه ان يكون صبورا  أو ينتظر ما توؤل اليه الامور وفق المقاييس العقلية  والادراكات الحسية. وماهو مقدر لها… حيث أن رب الخليقة خلق الكون بخلقه وصخبة وحجمه وبحاره وجباله وارضه وسماواته بسبعة ايام ولم يكن مستعجلاً  وأنه قادر على انجاز وعده ( يوم القيامة) بلمح البصر ويعاود الخلق من جديد بقدرته سبحانه…..لكن لم هذا التباين والاختلاف وهو القادر ان يقول للشيء كن فيكون…سبحانك ألهي.

اذن من خلال هذا ماذا نفهم عن الانتظار…….

هل الانتظار (روحي ام جسدي)..

ان عقل الانسان وعالمه لم يستطع أن يدرك ماهية الوجود أو عالم الروح.فهذا العالم خلقه الرب كي يبقى خالداً ليوم الدين.فهو لاينتظر ولايستعجل أي لا يهتم بالقدر الدنيوي  فهو يتجاوز محنة الصبر والانتظار والابتلاء وعبثية الوجود.

فالانسان العادي ومن ينتظر وينفذ صبره ويستعجل الامور لتحقيق أمنياته الدنيوية النرجسية..  وتحقيق رغباته في العبث بمقدرات الحياة ومن حوله هي من تحركه وتجعله ينبذ الانتظار.

فالحياة بمكوناتها وأحداثها تشكل حلقات كونية وانسانية واجتماعية مرتبطة بالفعل الالهي  وسبحانه عز وجل هو من يختار الانسان في مهمة ما  ليبث من خلاله رسالة ألهية سواء كان راغباً أم لا فهو مسيراً  لا مخيرأً في صبره وعقله وجسده وما يدور في خلده (( قدرة الخالق— عالم الروح — القدر))..

اذن لماذا هذا الاستعجال وأرباك مقدرات طبيعة الخلق والكون….الا يعتبر ذلك ضعف الحيلة وقلة الأيمان…

انها المسلمات الالهية حيث لايمكن لأي شخص مهما كان باستطاعته التغيير بهذه المسلمات.

حيث قوله سبحانه وتعالى في سورة القمر (أنا كل شيء خلقناه بقدرٍ وما أمرنا الا واحدة كلمح البصر).

نعم في حياتنا شهدنا متغييرات عصرية وحصول مكاسب مهمه في صفوف الحياة العلمية والطبية والصناعية والأعمار ومانشأ من تقدم وازدهار وفق منظومة يعيشها الانسان وأنتج من خلالها صناعات الكترونية ووسائل للتنقل وطرق بحثية كونية.

حيث لو ان اسلافنا لم ينتظروا وتاريخنا لم يبحث لو لم يطوروا انفسهم ويصبروا على تجاربهم لما شهدنا معالم التغيير التي حصلت في متظومة الحياة الانسانية.

فأن تفعيل التجارب وتنفيذها لتكون بموازاة عمل الانسان وأحترامه لذاته قد احدثت التغيير وأظهرت الابتكارات التي هزت عروش السلاطين…

 فعالم الروح …خلقه الرب ليستكين له عقل الانسان الذي لايتحمله ولايدركه ويستكين فيه ويبقى خالداً الى يوم الدين.ولايستعجل ولايهتم حتى بالقدر الدنيوي فالذي يرتبط بعالم الروح حتى لو كان حياً يتجاوز محنة الصبر والانتظار والابتلاء وعبثية الوجود.

حيث ان تقارب العقل في التفكير يجعل البعض يبحث عن منقذ للخلاص من المحنة والحياة وسبحانه وتعالى يقول في سورة الذاريات ((ففروا الى الله)) فلماذا تخمين وتفعيل العواقب وانتظار التعجيل في الأمر والفعل…

أن ظهور نوازع الشر وهيمنة المال والتطرف الديني جعل من العالم مسرحاً لأحداث مخزية للأنسانية مما جعل الانسان يستعجل قيامته الخاصة…

ومما تقدم يبرز هنا عدة تساؤلات مشروعة

هل الانتظار حلم جميل؟

ماهي انواع الانتظار؟

ما المفيد من الانتظار؟

ماذا تنتظر؟

وللأجابة على مثل هذه الاسئلة لابد من وجود دراسات وكتب ومجلدات وبالأستعانة بالكتب السماوية ففيها اجابات وافية ودقيقة وواقعيه لكل هذه التساؤلات وغيرها وخصوصاً ماجاء وبكل سور القرأن الكريم…فلو نظرت الى (سورة العلق)

او ( سورة العصر) او (سورة يوسف) او ( سورة الكهف).. فماذا تجد وماذا ترى وماذا وماذا   …

لكن سأحول هنا الاجابة عن ماورد من تساؤلات بأجوبة ضمنية قصيرة في بعض كلمات قد تفي بالغرض…

الانتظار……هو حلم جميل ونبيل وهو علامة فارقة للأنسان دون غيره من الكائنات فهو يعي ويعرف ويدرك ماينتظر…ومن خلال فوضوية الانسان وتخللها بالفوضوية الكونية فبعضهم ينتظر خلاصاً شخصياً).

ابو احسان البديري –  كوت

مشاركة