الإنتساب المدرسي .. تشريع رسمي للكسل – سارة محمد عبد الجبار

الإنتساب المدرسي .. تشريع رسمي للكسل – سارة محمد عبد الجبار

الانتساب .. نظام مدرسي منزلي عُمِل به في السنوات الأخيرة.  وهو نظام اختياري وليس إجباري على الطالب. وما ينتج عنه طلاب لا يحضرون دروسهم، ولا يستمعون لشرح المدرس.  ولا يشاركون في أي نشاط ولا يظهرون إلا في وقت الامتحان،  يريدون النجاح، كما أنهم حضروا كل الدروس.  لقد وضع هذا النظام لتسهيل التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. وما نراه اليوم أنَّ هذا النظام أصبح للتهرب من المسؤولية وتبريرا للكسل والتساهل.والانتساب في صورته الحالية،  لا يعطي أي معرفة حقيقية، ولا ينمي أي مهارة. بل هو شهادة ورقية لا تعد الطالب لسوق العمل أو لمراحل تعليمية أعلى. والذي يعتمد على هذا النظام لا يتقن المعلومات ولا يستطيع ربطها بالمفاهيم السابقة، يحفظ ما يحتاجه للامتحان ثم ينسى المعلومة. والطالب المهمل يفشل والمجتهد يكافح.

وإن كان من إيجابيات هذا النظام:

أن يوفر للطالب وقت الذهاب والإياب من المدرسة،  ومتى أراد أن يذاكر دروسه فالوقت كله متاح له،  وإذا كان يذاكر على اليوتيوب فإنه يذاكر على المدرس الذي يعحبه.ولكن سلبيات هذا النظام أكثر من إيجابياته، فالطالب مسؤول عن نفسه من ناحية الامتحانات والتحاضير والالتزام وهذا أغلب الطلاب لا يقدرون عليه. فلا يوجد ما يقوم الطالب لا تحضير يومي ولا امتحانات، فليس هناك من يوجهه ويقوم مذاكرته وحتى شخصيته ، وإذا كان الطالب المجتهد يملك إرادة قوية فالغالبية العظمى من المنتسبين هم طلاب اتكاليون ومهملون ثم يجدون أنفسهم غارقين في تراكم الدروس ويصلون إلى الامتحانات عاجزين عن استيعاب ما عليهم دراسته طوال الفصل،  وقد أثبتت هذه الحقيقة نتائج البكالوريا فقد رأينا بوضوح نسبة الرسوب عالية لدى طلاب الانتساب.والعواقب ليست للطالب فحسب بل تتعدى ذلك لتطال المجتمع بأكمله وخريجو نظام الانتساب على الأغلب يفتقرون إلى الانضباط، المهارات التحليلية، والقدرة على التكيف مع متطلبات الحياة واستمرار هذا النظام يعني إنتاج جيل من الشهادات الورقية الفارغة،  ثم نضر بسمعة التعليم ونضعف سوق العمل ونترك آثارا بعيدة المدى على اقتصاد البلاد ومجتمعها. فهو يسمح للطالب بالغياب عن العملية التعليمية ثم يكافئه بشهادة مساوية للطالب المجتهد ورسالة هذا النظام واضحة. الكسل مساو للجد. والحضور بلا معنى والشهادة بدون جهد ممكنة. الحل يبدأ بقرار شجاع.

مشاركة