الإمام السجاد (ع) وريث الشمم العلويّ والإباء الحسينيّ – حسين الصدر

الإمام السجاد (ع) وريث الشمم العلويّ والإباء الحسينيّ – حسين الصدر

-1-

شاء الله تعالى أنْ يجتمع في اهل بيت النبوة (عليهم السلام) من الفضائل الباهرة والمناقب الزاهرة ما تفرق في الأمم والشعوب كلها .

-2-

والمسألة ليست محصورةً في كونهم ينابيع العلم ، ووعاة الشريعة بكل أبعادها فقط ،

انهم كانوا الوجه الوضيء لكل سمات البطولة والشجاعة والترفع عن مهادنة الطغاة ممن تسلطوا على رقاب العباد فأكثروا الفساد .

-3-

وخلافاً لكل الاتجاهات التي دأبت على تصوير الامام السجاد (ع) في حالات مضيئة لا تلوح معها معالمُ مواجهَتِه الساخنة لاعداء الله من الطغاة، وبعيداً عن كل تلك الصور الباهتة أطلّت صورتُه الحقيقية في حوارِهِ مع ابن زياد ، يوم أدخل عليه مع السبايا في الكوفة، فبادره الطاغية ابن زياد قائلاً :

” من انت ؟

فقال الامام السجاد (ع) :

” انا عليُّ بن الحسين “

فقال الطاغية :

” أليس الله قد قَتَلَ عليَّ بن الحسين ” ؟

فيجيبُه الامام السجاد قائلاً “

” قد كان لي أخٌ يسمى عليّا ،

قتله الناس “

فيقول الطاغية :

” بل الله قَتَلَهُ “

فيقول الامام :

” الله يتوفى الأنفس حين موتها “

وهنا يمتلأ الطاغية غيظا ويقول للامام :

( وبكَ جرأةً لجوابي ،

وفيك بقيّةٌ للرد عليّ ،

اذهبوا واضربوا عنقه “

وجاء في التاريخ :

أنّ الامام السجاد (ع) قال لابن زياد :

” أبا القتل تهددني يا ابن زياد ؟

” اما علمتَ انَّ القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة ؟

فأمر الطاغية بان يحمل الامام السجاد والسبايا الى دارٍ بجنب المسجد الاعظم.

ويلاحظ هنا :

1- ان الطاغية ( ابن زياد ) أراد ان ينسب ما جرى على اهل البيت (ع) يوم عاشوراء الى الله تعالى وكأنهم المغضوب عليهم من قِبَلِهِ ، فأصرّ الامام السجاد (ع) على أنْ يجهر بالحقيقة ويفهمه – وبكل شجاعة – انّ اهل البيت (ع) قَتَلَهُم الاوغاد الذين بايعوا بني أميّه وباعوا دينهم بأبخس الاثمان، وحاشا لله ان يكون هو الذي قتلهم فهم اولياؤه وأحباؤه .

2- انّ الامام السجاد (ع) رفع شعاراً لن يمحى من ذاكرة الاحرار يقول:

{ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة }

وهكذا واصل (ع) السير على نهج أبيه سيد الشهداء (ع) دون ان يحيد عنه قيدَ أنملة .

وهكذا تستمر مسيرة الاحرار عبر كل زمان ومكان في مقارعة الظلم والطغيان والذود عن كرامة الانسان .

مشاركة