الإسلام السياسي إلى اين ؟
طبيعة الحزب الديني لا تقبل التنويع المذهبي ولا توجد هكذا احزاب متعددة الأديان والمذاهب الا في جدليات جمهورية أفلاطون المثالية التي تجمع بين الإلحاد احيانا والتعبد للسر الغيبي اللاديني وتؤمن بولاية الفقيه الفلسفي الواعظ لكل الأنام عن الطبيعة وما خلفها والراشد للسياسة وفنونها وعلومها وأسلوب حكم العباد وكيفية ممارسة الشعب سلطاته ولم تطرح المشروع الطائفي رغم خيالها الأوسع من المنطق. فالأحزاب الدينية المعاصرة اختارت منهجا عقائديا تجاوز حدود المثاليات الأفلاطونية وكرست جل شعاراتها وأفكارها من اجل ترسيخ دعائم الفهم غير النموذجي لمعنى الجماعة المؤمنة بالعقيدة السماوية وراحت تروج لتلك التصورات السياسية على أنها الإحكام الإلهية الآمرة لحكم الناس وقد بدأت بالفلسفة المذهبية الطائفية كخيار امثل في تنفيذ الأهداف الموصلة الى سدة السلطة الدنيوية . إذن هذه الأحزاب ابتعدت عن السمة الغالبة للعباد المؤمنين اللذين يؤمنون بأن الدين لله وحده لا تحزب فيه ولا تعنصر او تفرقة دينية كانت ام مذهبية ولكل سواسية بمختلف دياناتهم التوحيدية ولا يتولى أمرهم فقيها لان هذا أمر سيسه الدجالون البعيدون عن الإيمان الحقيقي الذي يوصي به الخالق سبحانه . ان غشاوة الاعتقاد غالبا ما تدفع أصحابها الى التخبط في النهج والتفسير والاستيعاب وانعدام القدرة على مسايرة متطلبات الحياة المدنية والتطرف الذهني والانعزالية خلف الأبواب الموصدة ولهذا نجد الغالبية العظمى من هؤلاء مصابين بالانفعال المضطرب في الشخصية على الرغم من محاولاتهم التظاهر بالاتزان واختيار الألفاظ الدينية كوسيلة لتغطية النواقص الداخلية المضطربة ويختلفون عن العلماء والمشايخ الأجلاء أصحاب الإيمان الراسخ المحبين للخير والداعين الى التسامح والتعايش السلمي مع الأجناس كافة بغض النظر عن الدين والمذهب وشتان ما بين الاثنين ؟
ففي العالم الإسلامي ظهرت تيارات دينية مسيسة حملت مسميات ورفعت شعارات وتفننت في صناعة أدوات التضليل وتعمقت بأساليب الاستدراج الأعمى الى حيث البؤر الخرافية الموحية بالروحانيات لكي تخلق نوعا من المصداقية على نهجها. ان الحقيقة الناصعة للديانات السماوية ترى بني البشر من خلق الله سبحانه بلا تمييز او تفضيل الا في التقوى.
فالإسلام شهد تيارات دخيلة أصلا اعتنقت الدين عن غير قناعة هادفة الى خلط الأوراق والمفاهيم ما بين الحلال والحرام والإساءة المتعمدة للنبع الطاهر للقيم الإيمانية وبالتالي إقحامها في التسييس . وهنا يطرح السؤال نفسه من نصب الأشرار قيمين وولاة على شؤون العباد الصالحين بعد زوال عصر الخلافة ؟ ومن أفتى بأن الإسلام بحاجة الى دجالين يسوقون الرذيلة تحت خيمته العظيمة لكي يعبثوا في الأرض فسادا باسمه ونهجه .
أليست هذه جزء من ثقافة المؤامرة الدينية على الإسلام والمسلمين ؟
من قال ان الطائفية السياسية ليست من صنع تلك الأحزاب والحركات ؟
فهل ما يجري في العراق باسم المذهبية من جرائم قتل واستنزاف للدم العراقي لا تعد طائفية حمقاء وهل ما يحصل داخل إيران من قتل جماعي لا يسمى طائفية بغيظه ؟
رأينا كيف فعلت الأحزاب الدينية الفلسطينية في غزة الممولة إيرانيا، وكم أدمينا القلوب عما جرى داخل الجزائر العلمانية في اوائل تسعينات القرن الماضي من سفك لدماء المدنيين أيضا، أليس لبنان البلد الأشد أمناً منذ عقود قد اطالته أيادي حكام إيران ؟
وهل الاسلام السياسي نجح في ادارة شؤون المؤمنين من افغانستان شرقا مرورا بإيران والعراق وصولا الى المغرب العربي ؟
كلا لقد فشل بالإرادة الامريكية والغربية التي نصبته؟
واعتقد هذا هو المطلوب اثابته ان تفشل الاحزاب الاسلامية السياسية لان اخفاقها حسب التصورات الغربية الضيقة تعني اخفاق عقيدة الاسلام ؟
سفيان عباس
AZPPPL