الإستقلال ضرب من الخيال

الإستقلال ضرب من الخيال
لطالما رايت في عمري حقول تساؤلات في وديان ذاتي كنت اخشى ان اتذوق ثمارها خشية المجتمع او خشية الوصول الى مالا يحمد عقباه لكنني اليوم احاول ان انبش كل زوايا الوجود لاعرف حقيقة من انا …انا الانسان …واعتقد جازما ان البطولة او الحقيقة تستوجب التجرد التام المطلق ونفض اليدين من العوالق فلا حقيقة مع الخوف ولا بطولة مع السجود امام الموت ولاحرية بانتماء
ان الحقيقة مطلقة متداخلة تماما مثل خيوط الحرير فلايمكن ان تصنع من شرنقة واحدة بدلة عرس بل لا بد من الاف الشرانق هكذا اذن فان لمس الحقيقة النسبية تهب للذات بعض من البصيرة المؤلمة وكما قال فولتير (لاجمال بلا الم )وهكذا فان دعاة السلام بالاجماع يدركون ان الحق والحقيقة تستوجب منك التملص من قيود الجموع لتبدو مجنونا او متفردا او مبدعا ……….
لقد سالت نفسي كثيرا متى نالت الامة الاسلامية استقلالها ؟ متى حظيت الشعوب الاسلامية بحريتها المزعومة ؟ متى حظي المعدمون بانسانيتهم مطلقة ؟ ذاك السؤال الذي جعلني اقف حائرا مشككا بكتب التاريخ والوان الافكار التي انتابت المجتمع الاسلامي لقرون ؟ ولطاما سالت متى واين؟ مستجيرا بقصيدة السيد محمد صالح بحر العلوم الرائعة (اين حقي)
ان تاريخ الامة الاسلامية وبعيدا عن الرياء والمحاباة كان محشا بارقى انواع الاستعباد فالحروب التي اعقبت وفاة رسول الله لاتمت بصلة الى المباديء اصلا بل يبدو للمتفحص ان الفتوحات لم تؤت اكلها بطرق تتوافق مع الفكر السامي للاسلام فالشعوب التي تعرضت الى الفتوحات او الغزو لليوم لاتعرف من الاسلام الا شكليته بل انها تعاني من تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية متعبة جدا
فالمعارك التي حدثت بين الصحابة كان اساسها اصلا صراع على الخلافة كما في معركة الجمل اعقبها ايضا نشوء مذهب الخوارج الذي رفض الانتماء للخلافة ليؤسس مذهب البت بالمواضيع عن طريق السيف ومازال مذهب الخوارج قائما لليوم الا انه مغشى تحت عباءة المذاهب ولا داعي للاسهاب في شرح كيف انتشر مذهب القتل بالسيف اليوم ؟؟؟
ان الدولة الاموية التي اسسها اكبر سياسيي العالم الاسلامي وهو معاوية ابن ابي سفيان المعروف بدهاءه والدهاء هو تعبير مجازي عن السياسة او النظامون او ما يدعى عند اهل الادب العرب (ان السياسة بنت الزئبق )وهو تماما يوافق الفكر الميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة ) وهذه الدولة استعانت بالسيف والمال لاستعباد الشعوب الاسلامية ولتتخذ من القتل والتشريد والاقصاء منهجا لاسكات الثوار الاحرار بدءا من الامام الثائر الامام علي وانتهاء بذريته التي عاشت في ظل الدولة الاموية ..وعلينا هنا ان لا نسهب في تحليل الفكر الدكتاتوري فالفكر الدكتاتوري يكون حكماَ صحيحاً في مواقف كثيرة تماما كالاستغناء عن بدلة الحفلة في ساعات العمل ولبس بدلة العمل محلها فالدولة الاموية بنت الكثير من المعالم في الدول الاسلامية وان تجاهلنا الماثر الكبيرة في بلاد العرب فاننا نقف امام ابداع الامويين في بلاد اشبيلية ولمدة لاتقل عن 600عام حيث تزاحمت اربا برمتها لتتكلم العربية تماما كما هو الحال اليوم مع اللغة الانكليزية وذاك انما ينم عن الرقي والبذخ الذي يمثل تخمة الدولة وقوتها لقد تم الغاء الاستقلال التام للشعوب تحت حكم الوصاية الاموية ففي العراق ولسنوات طويلة تم الاعتماد على قانون (منع التجول) لردع اي حركة ثورية والتي انفجرت وقتها كثرة على يد الثقفي والتي امتدت من مكة لتشمل رقعة كبيرة من العالم الاسلامي فالثورات هي ثمار الظلم وامام الحكم الدكتاتوري المتشدد تضيع ملامح الانسان في بودقة المصلحة العامة التي يحددها الخليفة الاسلامي ثم بغت فكرة لاقامة دولة اسلامية عادلة قادها انصار السادة الاحرار الهاشميون الذين كانوا يمثلون المد الثوري في العالم الاسلامي وما ان استتب الوضع لانصار الهاشميين حتى بدات دفة الثورة تتغير كعادتها في العالم الاسلامي حيث تبدا الثورة بالاحرار وتنتهي بيد المتشردين والانتهازيين (فالحكم كما يقال عقيم )ومن الجميل ان نعرف ان ال بيت الرسول محمد لم يكن لهم يد في تلك الانقلابات رغم مظلوميتهم لذا فقد ال الحكم الى العباسيين ومن المعروف ان ابا العباس السفاح كان شديدا السطوة لايرحم المعارضين لبطشه وفي بلادنا تقام الامم على القسوة واما العدل والمساواة والحق فرغم انه نسبي الا انه ضرب حكايات وعلى هذا فحتى ارقى الدهور واعني به حكم هارون الرشيد لم يكن عهد استقلال فالمتتبع لتاريخ العباسيين يجد ما يؤلمه بدءا من عهد هارن الرشيد الذي اجاز للبرامكة التصرف بالدولة وكالة بل انك لتجد ان هارون الرشيد حاول عاجزا التخلي عن الايرانيين لكنه باء بالفشل لتتجلى حقيقة سيطرتهم بمجرد استلام الامين للحكم ليقتل على يد المأمون ابن الفارسية مع اخواله وليكون الحكم فارسيا بحتا اعقبه حكم الاتراك عندما تمت تصفية المامون على يد اخيه المعتصم ثم حكم القبائل وهو مايدعى بالفترة المظلمة واستحواذ العثمانيين على الحكم ومن المعروف ان العثمانيين لم يرفعوا من شان الامة ولم يدعوا الى بناء حضارة بل اقتصرت انجازاتهم على بناء الاستانة فقط وجني الضرائب من بقية الدول الاسلامية ………..تاريخ طويل لم تلوح به بارقة حرية اواستقلال اعقبه احتلال الانكليز للعراق ثم سقوط النظام الملكي وكما يقال فان نظام عبد الكريم قاسم كان يعتمد في قوته على مؤازرة الروس حينا وعلى الانكليز حينا اخر ليعقبه حكم عبد السلام ومنه احمد حسن البكر الذي دعا الى تاميم النفط وليجر على العراق وبال حروب ثم حكم صدام حسين المتارجح بين ولاءه للروس والامريكان وكلنا نعرف ماذاق اغلب الشعب على يد صدام حسين من الويلات ثم اعقبه زمن سقوط الوثن وبدا عهد الوثنية التامة وزمن الانشطارات والانقسامات وزمن التصفيات وزمن الولاءات الاقليمية بحجة المذهب ومن ابشع سيئات هذه الحكومة الليبرالية الفيدرالية الاتحادية هي حربها البشعة التي التهمت ملايين الابرياء باسم الحرب المقدسة وما رافقها من فساد اداري ومالي وتبعية منعتقة لامثيل لها لتنتهي حكاية وطن مواطن.
وامام هذا الكم الهائل من الحكومات تقف الحرية مثل تمثال مغطى لاحياة فيه ويقف الانسان حائرا بلا هوية في وطنه ومن الجميل ان كل مدة لها رجالها ولهم وعاظهم ولهم طبولهم بكلماتهم المتشابهه (الحمد لله لقد حظينا بالحرية )وجميل جدا ان تجد في كل حكومة ما يدعى (يوم الاستقلال )ويوم (تاسيس الدولة )ويوم (الاحتفال بتاسيس الحزب القائد)ولعلي اسال اي عراقي شريف له وجه واحد، هل شعرت يوما بحريتك ؟ هل شعرت باستقلالك ؟ هل شعرت بانسانيتك يا مدعي الحق؟ هل عرفت شيئا من عمرك ؟ فقط عرف لي معنى الحرية ومعنى القانون ومعنى الاستقلال ؟ قل انك حر قل انك في وطن مستقل لاتبعك قل لي فقط
علي الندة الحسيني -بغداد
AZPPPL